إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة وتستهدف خيام النازحين وتوسع العملية البرية في رفح
عربي تريند
بالرغم من المجزرة الكبيرة التي نفذتها إسرائيل ضد أحد مراكز الإيواء في مدينة رفح، إلا أن قوات الاحتلال واصلت استهداف مناطق عديدة في المدينة غير مصنفة أنها ضمن مناطق العمليات العسكرية، ما أدى إلى سقوط شهداء جدد من النازحين، في وقت وسعت فيه من نطاق عملية التوغل، بوصولها إلى منطقة “دوار العودة”، كما واصلت الهجوم البري على مخيم جباليا، على وقع استهدافات دامية لمناطق أخرى في القطاع.
مجزرة جديدة تستهدف النازحين
ووسط حالة الحزن والحداد في مدينة رفح وباقي مناطق قطاع غزة، على ضحايا المجزرة البشعة التي طالت نازحي الخيام غرب مدينة رفح، عادت قوات الاحتلال واستهدفت مناطق تجمعات أخرى تؤوي نازحين تقع غربي المدينة، وهي مناطق لم تصنفها قوات الاحتلال على أنها “مناطق عمليات عسكرية”، فيما بدا أن الهدف من ورائها دفع سكان تلك المناطق للنزوح القسري.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد سبعة مواطنين، واصابة آخرين، جراء قصف مدفعي استهدف خياما للنازحين في محيط منطقة “بركسات” وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، بمنطقة تل السلطان شمال غرب المدينة، وتقع على مقربة من مكان استهداف خيام النازحين قبل يومين، والذي راح ضحيته نحو 40 شهيدا وعشرات الإصابات معظمهم من الأطفال.
كذلك استشهدت مواطنة وأصيبت أخرى، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية غرب مدينة رفح، في وقت جرى فيه استهداف العديد من الأماكن في حي تل السلطان الذي يعج بالنازحين.
وتعرض الطابق العلوي للمستشفى الأندونيسي في حي تل السلطان إلى قصف مدفعي.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة الحي السعودي غربي المدينة، وهي منطقة لا يزال يتواجد فيها الكثير من الأهالي وعديد النازحين الذين يقيمون إما في الخيام أو في “مراكز إيواء”.
وهذه المنطقة إضافة إلى منطقة تل السلطان يعيش فيها نازحون من مناطق عدة من مدينة غزة وشمالها، وآخرون من المناطق الشرقية لمدينة رفح، وقد لجأوا للإقامة فيها كونها لم تصنف على أنها من ضمن مناطق العملية البرية.
مليون نازح
وبسبب تزايد الغارات سجلت العديد من حالات النزوح القسري، بخروج أعداد جديدة من السكان والنازحين السابقين إلى مناطق أخرى تقع غرب مدينة خان يونس وأخرى وسط القطاع.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن مليون مواطن اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسابيع الـ3 الماضية، جراء العدوان الإسرائيلي والقصف العنيف على المدينة.
وأشارت في تغريدة لها على منصة “إكس”، إلى أن هذا العدد الكبير نزح من جديد “رغم عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وسط القصف الإسرائيلي”، وتحدثت عن مشاكل النازحين المتمثلة في نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، وقالت إن ذلك “يجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يوما بعد يوم”.
اتساع رقعة التوغل
وجاء ذلك وسط تأكيد مصادر محلية عن تقدم آليات الاحتلال من مناطق التوغل البرية شرق وجنوب المدينة، إلى مناطق أخرى تقع في الوسط.
وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، توغلت قرب مسجد العودة في مدينة رفح، حيث تطلق في تلك المنطقة طائرات إسرائيلية الصواريخ على كل هدف متحرك، لمنع المقاومة من التصدي للاجتياح.
وبحسب مصادر محلية فإن إطلاق النار متواصل وكثيف وسط مدينة رفح على الشارع الرئيسي.
هذا ولا تزال الغارات والهجمات تتواصل ضد المناطق الشرقية التي استباحت قوات الاحتلال معظم أحيائها، حيث دفعت بالمزيد من الجنود والآليات العسكرية إلى هناك.
وسقط 7 شهداء وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لأحد المواطنين في منطقة عريبة شمالي مدينة رفح.
كما أعلن مستشفى الكويت التخصصي في رفح، استشهاد اثنين من طواقمه العاملة، جراء استهدافهما من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، وهما الشهيدان: رشيد برهوم (23 عاما) ومصعب العرجا (22 عاما).
وقالت وزارة الصحة بغزة إن 4 مستشفيات قد خرجت عن الخدمة في مدينة رفح جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
هجمات على مدينة غزة والوسط
هذا وقد تواصلت الهجمات الحربية على العديد من مناطق القطاع، وأطلقت آليات الاحتلال المتمركزة في محور “نتساريم”، الذي يقسم القطاع إلى قسمين، الكثير من القذائف المدفعية تجاه أحياء تل الهوا، والشيخ عجلين، والزيتون، والصبرة، ومنطقة جحر الديك بمدينة غزة.
كما شن الطيران الحربي غارات على مناطق المغراقة ووادي غزة والزهراء، القريبة من الممر الأمني الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وآخر جنوبي.
ووصل شهيدان إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، جراء استهداف الاحتلال لمنطقة المغراقة.
وشنت أيضا طائرات حربية إسرائيلية غارة جوية على مخيم البريج وسط القطاع، والذي تعرضت أيضا أطرافه الشرقية إضافة إلى أطراف مخيم النصيرات الشمالية إلى قصف مدفعي.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد عدد من المواطنين بينهم أطفال، وإصابة عدد آخر في قصف الاحتلال منزلا لعائلة عقل في سوق البريج وسط القطاع، كذلك سقط عدد من الشهداء في قصف إسرائيلي استهدف وسط مخيم النصيرات، جرى نقلهم إلى مشفى الأقصى القريب.
التوغل في جباليا
وفي شمالي القطاع، واصلت قوات الاحتلال عملية التوغل البري الكبيرة في مخيم جباليا، والتي يتخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، دمر الكثير من المباني فوق رؤوس قاطنيها.
وقالت مصادر طبية، إن قوات الاحتلال أطلقت النار بمحيط مستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين، وإصابة آخرين، بينهم طبيب.
وقام الطيران الحربي بقصف مجموعة من المواطنين، خلال محاولتهم العودة إلى منطقة الفالوجا، ما أدى إلى وقوع اصابات في صفوفهم، وصفت مصادر طبية بعضها بالخطيرة.
ولا تزال قوات الاحتلال تتواجد في غالبية بلوكات المخيم، كما تنتشر في مناطق قريبة من شماله، وعلى مقربة من بلدة بيت لاهيا، وتحديدا قرب مدينة الشيخ زايد.
وقد أجبرت عملية التوغل البري غالبية من تبقوا من سكان جباليا على النزوح إلى خارج المخيم، باتجاه غرب مدينة غزة.
عمليات المقاومة
من جهتها أعلنت المقاومة الفلسطينية عن شن عدة عمليات مسلحة، تصدت فيها لتوغلات الاحتلال، وقد أكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت قرب مسجد العودة في مدينة رفح، تعرضت لاشتباكات قوية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعلنت إسرائيل أن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة في “غلاف غزة”، بسبب استهداف المناطق بصواريخ المقاومة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إن ناشطيها أطلقوا وابلا من قذائف الهاون على تحشيد لقوات الاحتلال في موقع الإدارة المدنية شرق جباليا.
كما أعلنت عن تمكن مجاهدي القسام من استهداف قوة للاحتلال تحصنت داخل منزل بصاروخ 107 شرق جباليا.
وكانت القسام أعلنت عن تمكن ناشطيها من الاستيلاء على طائرة مسيّرة استخباراتية شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن ناشطيه جددوا قصفهم بقذائف الهاون الـ 60 ملم جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح.