العالم تريند

الضغط العسكري يتصاعد على وسط رفح تمهيدا للاجتياح الكبير.. سقوط عشرات الضحايا جراء غارات على قطاع غزة

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من الغارات الجوية التي استهدفت فيها مناطق تقع في وسط مدينة رفح، بما يشير إلى وجود خطط لتوسيع رقعة التوغل البري في المدينة، حتى احتلالها بالكامل، في وقت سجلت فيه عمليات النزوح زيادة عن الأيام الماضية، مع يقين السكان بأن العملية ستتسع في الوقت القريب، في وقت واصلت فيه تلك القوات أيضا توسيع رقعة الاجتياح البري لمناطق شمالي القطاع.

اجتياح شمال غزة

وميدانيا، فقد تواصلت عملية الاجتياح البري الواسعة لمخيم جباليا شمال القطاع، وذلك من خلال وصول دبابات الاحتلال لأحياء جديدة في المخيم، حيث باتت حاليا تتواجد في منطقة رياض الصالحين، وعزبة ملين، وشارع العجارمة، حتى منطقة أبراج الشيخ زايد، وكذلك في بلوكات 1، 2، 3، 4، 5.

واستهدفت قوات الاحتلال بغارة جوية محيط مستشفى اليمن السعيد بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وتستخدم قوات جيش الاحتلال كثافة النيران في توسيع رقعة الاجتياح، حيث يتعرض المخيم لقصف جوي عنيف جدا، أدى خلال الساعات الـ 34 الماضية، لتدمير أحياء سكنية بشكل كامل.

وتوكد مصادر محلية أن حجم الدمار في المخيم زاد خلال اليومين الماضيين، بشكل أكبر مما كان عليه خلال التوغل، وروى نازحون جدد حجم الدمار الكبير الذي أحدثته قوات الاحتلال، خلال الاجتياح المستمر منذ عشرة أيام.

وأبقت قوات الاحتلال أيضا على حصار مشفى العودة، الذي تعرض منذ بداية الحرب لتدمير كبير في المباني والأجهزة الطبية، كان آخرها أول أمس، حين استهدفت الطابق الأخير بقذيفة مدفعية، وتمنع وصول المرضى والمصابين إليه.

قصف مدينة غزة

وفي مدينة غزة، استمر الاستهداف المدفعي لحي الزيتون الذي يعاني من دمار كبير، بسبب الاجتياح الأخير الذي انتهى قبل أيام.

واستمرت الاستهدافات الإسرائيلية لمناطق الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، وللمناطق المجاورة للممر الأمني الفاصل بين شمال وجنوب القطاع.

واستهدفت طائرات الاحتلال المنطقة الشمالية لمخيمي النصيرات والبريج بسلسلة غارات جوية، كما ترافق ذلك مع إطلاق المدفعية العديد من القذائف، ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا.

وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قضى شهيد وأصيب آخرون بجراح بينها خطرة، جراء قصف صاروخي استهدف منزلين لعائلتي أبو عامر وأبو طير شرق المدينة.

واستهدفت أيضا زوارق الاحتلال الحربية بنيران رشاشاتها الثقيلة منطقة بحر مدينة خان يونس التي يكثر فيها النازحون.

توسيع الهجوم على رفح

وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تواصلت عمليات القصف العنيف لمناطق شرق المدينة، علاوة عن غارات أخرى تستهدف باقي مناطق المدينة، في سياق العملية العسكرية البرية التي دخلت أسبوعها الثالث.

وأدت غارة جوية استهدفت أحد أحياء مخيم يبنا وسط مدينة رفح، إلى استشهاد خمسة مواطنين، بينهم أطفال، وإصابة آخرين بجراح، وعادت تلك الطائرات الحربية واستهدفت المخيم بعدة غارات أخرى، أوقعت إصابات في صفوف السكان وخلفت دمارا كبيرا.

كما سقط شهيدان في قصف منزل آخر يقع قرب مدرسة رابعة العدوية وسط المدينة، وقد أدت الغارة إلى تدمير المنزل.

وأعلن الاحتلال في ذات الوقت عن شن 70 غارة جوية على أنحاء قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن قوات الاحتلال ارتكبت خمس مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، أدت إلى استشهاد 85 مواطنا، وإصابة 200 آخرين.

وأشارت إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 35647، والاصابات إلى 79853، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وقد اعتادت قوات الاحتلال قبل بدء أي عملية برية، أو توسيع رقعة التوغل، أن تقوم بقصف جوي عنيف على المناطق التي تريد دفع دباباتها وجنودها إليها.

وفي هذا السياق، قال الوزير الإسرائيلي المتطرف ايتما بن غفير، إن احتلال قطاع غزة بشكل كامل والسيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه “ليس كافيا”، وقال “الأهم هو تشجيع الفلسطينيين على الهجرة”.

وحذر نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، من خطورة استمرار “حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في رفح وغزة ونابلس.

وقال في تصريح صحفي “بالرغم من قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن حكومة الاحتلال وجيشها يصرون على مواصلة جرائمهم، وذلك جراء الدعم الأمريكي المستمر وغير المبرر لصالح الاحتلال”.

من جهته قال روحي فتوح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إن المجازر الإسرائيلية الجديدة في المناطق الفلسطينية تعد “مذابح تصفوية تطهيرية”، لافتا إلى أنها تأتي بسبب الصمت الدولي الكبير، على الحكومة اليمينية المتطرفة ونتيجة طبيعية للدعم والحماية الأمريكية التي توفره لها.

إلى ذلك فلا تزال قوات الاحتلال تواصل إغلاق معبري رفح الحدودي، المخصص لوصول المساعدات وسفر السكان، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، المخصص لدخول البضائع والمساعدات، وهو ما زاد من الأزمة الإنسانية وقلة الطعام والدواء.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى