برلمانية نرويجية : حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم
عربي تريند_دعت هيغي باي نيهولت، البرلمانية النرويجية المشاركة في قافلة أسطول الحرية، إلى فرض عقوبات على إسرائيل وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، مشيرة إلى إمكانية اعتماد نموذج جنوب أفريقيا في فلسطين بعد عودة اللاجئين إلى وطنهم.
وقالت نيهولت في حوار خاص مع “القدس العربي”: “أشارك في أسطول الحرية للمطالبة بوقف إطلاق النار الآن وإنهاء الحصار المفروض على غزة ومنح الحرية لفلسطين. كما أحث المجتمع الدولي على فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية والضغط عليها لوقف هندستها لكارثة إنسانية للشعب الفلسطيني”.
وسبق أن شاركت نيهولت في مبادرات سابقة أطلقها تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة، على غرار سفينة “حنظلة” التي جابت العام الماضي أغلب الموانئ وهي ترفع العلمين النرويجي والفلسطيني، للمطالبة برفع الحصار المتواصل على قطاع غزة، والتعريف بالمأساة التي يعيشها سكانه.
كما أشارت نيهولت إلى سفن نرويجية أخرى زارت قطاع غزة على غرار قارب الصيد السابق كارستين/ العودة، والذي قام جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2018 باختطاف طاقمه لعدة ساعات، قبل الإفراج عنهم بعد سلبهم جميع الأشياء الثمينة التي يمتلكونها.
نعادي الاستعمار وليس إسرائيل
وسبق أن تقدم حزب الحُمر الذي تنتمي له نيهولت، بمشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطين. ولاحقا تبنى البرلمان النرويجي بالأغلبية قرارا مماثلا، وهو ما دفع الصحافة العبرية لنعت النرويج بأنها “الدولة الأوروبية الأكثر عدائية لإسرائيل”.
وعلقت نيهولت على ذلك بالقول: “النرويج ليست معادية بشكل خاص لإسرائيل، لكنها معادية للاستعمار والضم. حيث تتمتع النرويج بخبرة تمتد لمئات السنين في كونها دولة مقهورة، ومحرومة من تشكيل حكومتها الخاصة (في إشارة إلى الغزوات التي تعرضت لها البلاد من قبل جيرانها) وعلى الرغم من أن القمع الاستعماري في النرويج كان أقل حدة مما كان عليه في إيرلندا، فإن هذا النضال الطويل من أجل الحكم الذاتي والاستقلال جعل المواطن النرويجي العادي مناهضا للإمبريالية بشكل أو بآخر”.
كما أشارت إلى أن النرويج “تتمتع أيضا بحركة شعبية وواسعة للتضامن مع فلسطين، والتي يعد حزب الحُمر جزءا منها، جنبا إلى جنب مع أكبر النقابات العمالية وجزء كبير من المجتمع المدني. وهذا يعود لسببين، الأول هو الدعم التاريخي الذي قدمته النروج للأمم المتحدة، والثاني هو عمل الجنود النرويجيين في قوات اليونيفيل بلبنان، حيث شاهدوا بشكل مباشر الانتهاكات الخطيرة (التي تقوم بها إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني. بمعنى أن الحكومة في النرويج تتعرض لضغوط من جميع فئات المجتمع، وليس فقط من الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي (على الرغم من أنهم يقومون بعمل عظيم أيضا)”.
ونيهولت -شخصيا- سبق أن تعاملت مع الفلسطينيين بشكل مباشر خلال وجودها في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، كما عاينت الأوضاع التي يعيشونها في مخيم الرشيدية للاجئين في لبنان.
لم أرَ فلسطينيا عنيفا
وتقول لـ”القدس العربي”: “إن العيش في فلسطين عام 2000، منحني رؤية أوسع للاحتلال الإسرائيلي حيث كانت الحياة اليومية صعبة، وفي بعض الأحيان، كان الأطفال في المركز الذي عملت معه يُمنعون من حضور الأنشطة، وفي أحيان أخرى كنا نضطر إلى إرسالهم للمنزل للتأكد من أنهم سيتمكنون من قضاء الليل في أسرتهم الخاصة. وبلغ الإحباط ذروته بعد سنوات من النضال، حيث حاول الناس أن يعيشوا حياتهم بكرامة، ويعملون من أجل توفير الغذاء والتعليم لأطفالهم. ولذلك أقول إن الانتفاضة كانت رد فعل على الاحتلال. إذ لم يسبق لي أن رأيت فلسطينيا عنيفا، بل على العكس من ذلك، لقد قوبلت بكرم الضيافة والتضامن”.
وتضيف: “كانت الحياة في مخيم الرشيدية صعبة، وكان الناس يكافحون من أجل الحصول على حياة جيدة بسبب وضعهم كلاجئين. فهناك الكثير من الحقوق التي يُحرم منها الفلسطينيون في لبنان. ومن خلال تجربتي الشخصية، اكتشفت أن الناس في المخيم كانوا يظهرون حسن الضيافة، ويشاركونني طعامهم، ويحاولون مساعدتي في تعلّم اللغة العربية، ويخبرونني بقصص من حياتهم ويساعدونني على فهم الوضع. ففي يوم مشرق، تستطيع أن ترى فلسطين من فوق أسطح المخيمات، حيث كان حلم العودة إليها كبيرا”.
وفيما يتعلق برؤيتها لحل الصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تقول نيهولت: “أولا وقبل كل شيء، يجب أن يكون للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، والذي يجب أن يتضمن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، ومن ثم سيكون هناك إمكانية لمناقشة كيفية تنظيم المجتمع، تماما كما حدث في جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري”.
القدس العربي