لمواجهة روسيا والصين.. وثيقة لحلف الأطلسي توصي بالتعاون مع العالم العربي وحل الدولتين
عربي تريند
أوصت وثيقة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بضرورة تمركز جديد تحت آليات مختلفة في العالم العربي والساحل الأفريقي لمواجهة النفوذ العسكري الروسي المتزايد بقوة، وكذلك النفوذ الاقتصادي الصيني. ويواجه الحلف صعوبات بسبب موقف الدول الأفريقية من الغرب خلال السنوات الأخيرة. في المقابل، يوجد ترحيب مسبق من طرف موريتانيا والأردن للتعاون مع الحلف.
في هذا الصدد، أوردت جريدة “الباييس” الإسبانية في عدد الإثنين، خبر إضفاء “الناتو” اللمسات الأخيرة على استراتيجية جديدة ترمي إلى فتح بعثات في الدول الحليفة بمنطقة الساحل وشمال أفريقيا والشرق الأوسط تتولى تدريب الجيوش وتقديم المشورة. وأشرف على هذه الاستراتيجية “مجموعة من الحكماء” مكونة من باحثين في المجال الجيوسياسي وضباط كبار ودبلوماسين مخضرمين، ولم يتم نشرها للعموم حتى الآن باستثناء ما تسرب للصحافة.
وتعتبر هذه الاستراتيجية سابقة من طرف حلف الأطلسي الذي يركّز أساسا على أوروبا والولايات المتحدة وتركيا، أي الدول الأعضاء فيه. كما سيعمل الحلف على إرفاق هذه الاستراتيجية بحوار دبلوماسي على مستوى عال مع الدول المعنية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتعلن مصادر الحلف بأن الهدف الرئيسي من هذه الاستراتيجية هو مواجهة النفوذ الروسي المتعاظم في المنطقة، حيث تنهج روسيا الدعم العسكري المباشر لعدد من حكومات دول الساحل الأفريقي، ثم حوارها مع بعض الدول في الشرق الأوسط مثل الإمارات والسعودية.
ويرى الحلف ضرورة تعزيز نفوذه في منطقة الساحل الأفريقي وشمال أفريقيا والشرق الأوسط؛ لأن هذه المناطق تعتبر بمثابة الأسوار الأولى لحماية الغرب من الكثير من الظواهر ومنها الهجرة والإرهاب والتغلغل الروسي والصيني. ويضاف إلى هذا أن الحلف يعتقد بحدوث تغييرات مناخية خطيرة في هذه المناطق، مما سيؤدي إلى هجرات وغياب استقرار سيلقي بتأثيراته العميقة على الأمن القومي الأوروبي.
وحول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، تبرز جريدة “الباييس” التي انفردت بمضمون الوثيقة أنه “في خضم الجدل الدائر حول كيفية دفع الحوار الدبلوماسي في الشرق الأوسط، يوصي الخبراء بأن يتمسك حلف الناتو بالتزامه تجاه الدولتين -إسرائيل وفلسطين- ودعم جهود السلام لتنفيذ هذا الحل، وعلى المدى الطويل دعوة السلطة الفلسطينية للمشاركة كمراقب في أنشطة الحوار المتوسطي، وهو منتدى التعاون بين الحلف وسبع دول متوسطية”.
وتبرز الوثيقة تقبّل بعض الدول للاستراتيجية الجديدة، وتخص بالذكر الأردن وموريتانيا. وكان البلدان قد حضرا قمة حلف الأطلسي في مدريد صيف 2022، بينما يُعتبر المغرب من المرشحين للانخراط في هذه الاستراتيجية، لا سيما وأنه يتمتع بصفة “شريك غير عضو للحلف الأطلسي” مثله مثل الأردن.
ومن ضمن مظاهر هذا التعاون، فقد استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، الإثنين، الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لبحث تعزيز التعاون.
وعلاقة بهذا الأمر، يبدو أن الغرب اعتقد أن تورط روسيا في حرب أوكرانيا سيكون بمثابة فرامل لنفوذها في القارة السمراء والشرق الأوسط. ولكن حدث العكس، فقد تمدد النفوذ الروسي بصورة سريعة سواء على المستوى الاقتصادي أو نشر قوات عسكرية خاصة، حيث طردت حكومات في الساحل الأفريقي فرنسا والولايات المتحدة، واستقبلت القوات الروسية، وأبرزها حالة النيجر الشهر الماضي، وتشاد خلال الشهر الجاري.
وكانت دول جنوب الحلف الأطلسي وهي اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ونسبيا فرنسا، وراء إقناع قيادة الحلف بضرورة الاهتمام بالحدود الجنوبية نظرا للخطر الروسي والصيني قبل فوات الأوان.