الحرب الإسرائيلية على غزة تستنزف النظام الصحي وترفع معدلات المرض وسوء التغذية
عربي تريند
أكد الجهاز المركزي للإحصاء، أن الحرب وسياسة الحصار الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وأن انعدام الإمدادات الطبية والأغذية والمياه والوقود والدواء، واستهداف المشافي، أدى إلى استنزاف النظام الصحي في القطاع.
وذكر الجهاز في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للصحة، أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، وثّقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 600 اعتداء على المرافق الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأدت هذه الهجمات لتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل. فمن أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، بقيت 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي (4 في شمال القطاع، و6 في الجنوب والوسط)، وتوقف 76% من مراكز الرعاية الصحية الأولية. وفي الضفة الغربية، أدى 286 هجوما على الرعاية الصحية، إلى منع تقديم الرعاية، بما في ذلك توفير الأدوية والمعدات الأساسية، وإغلاق المستشفيات، ومنع وصول مركبات الإسعاف.
وأكد أن المستشفيات في قطاع غزة، تعمل بما يتجاوز طاقتها بكثير، ما يعوق جودة وسلامة الخدمات الصحية المقدمة، بسبب ارتفاع أعداد الجرحى.
وأشار التقرير إلى أن الحرب المستمرة ضد غزة، أدت إلى استشهاد 489 من الطواقم الطبية وأصحاب الاختصاص، وإصابة 600 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 310 كوادر صحيين، وتدمير أكثر من 126 مركبة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
وأوضح أن هناك ما يقارب 350,000 مريض بأمراض مزمنة في قطاع غزة حُرموا من تلقي الرعاية الصحية اللازمة، منهم حوالي 71,000 مصاب بالسكري، و225,000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000 مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى المصابين بأمراض السرطان والكلى وأمراض أخرى.
وفي ذات الوقت، يعيق نقص الأدوية الأساسية والمستلزمات والإمدادات الطبية وإغلاق مرافق الرعاية الصحية بشكل مباشر، من إمكانية الحصول على أدنى الخدمات الصحية للبقاء على قيد الحياة، إضافة لإغلاق مستشفى السرطان الوحيد، ومستشفى الأمراض النفسية في القطاع.
وأشار إلى تسارع انتشار “سوء التغذية” بصورة مخيفة، ووصل إلى مستويات مدمرة نظرا للمستويات الشديدة من انعدام “الأمن الغذائي” وتفشي الأمراض الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
واستند إلى دراسة أجرتها “اليونيسيف” مع مجموعة من الشركاء في شهر شباط الماضي تبين أن حوالي 31% من الأطفال دون عمر السنتين في شمال غزة، يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت هذه النسبة خلال شهر واحد فقط، حيث كانت في شهر كانون الثاني حوالي 16%. بينما ارتفعت النسبة بين الأطفال دون الخامسة من 13% إلى 25% خلال الفترة كانون الثاني حتى شباط في شمال قطاع غزة، كما أظهرت الدراسة أن حوالي 5% من الأطفال دون السنتين يعانون من الهزال الحاد في شمال قطاع غزة، وهو يعد أخطر أشكال سوء التغذية حيث يضع الأطفال في أعلى مخاطر العواقب الطبية والوفاة ما لم يتلقوا تغذية علاجية عاجلة. وقبل العدوان على قطاع غزة بلغت نسبة الهزال بين الأطفال دون السنتين 0.6% وفقا للمسح الفلسطيني العنقودي متعدد المؤشرات 2019-2020.
أما في محافظتي رفح وخان يونس اللتين تحظيان بفرص أكبر لوصول المساعدات، فقد بلغت نسب سوء التغذية فيهما إلى حوالي 10% و28% على التوالي بين الأطفال دون السنتين.
كما أشار التقرير إلى أنه من المتوقع وفقا للتقديرات، أن يعاني 1.1 مليون شخص في قطاع غزة أي حوالي نصف سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وأن المجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة والمحافظات التابعة، ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وشهر أيار.
وأوضح أن أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة أصيبوا بمرض معدٍ واحد على الأقل، علاوة عن ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في وفيات الأمهات.