اقتراب رمضان يحرّك صفقة تبادل الأسرى.. والمؤسسة الأمنية أوصت باغتيال السنوار 5 مرات في 2022
أعربت مصادر في إسرائيل عن تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق صفقة جديدة، وأنها تنتظر تلييناً فعلياً في موقف “حماس”، قبيل قمة باريس الثانية، التي من الممكن أن تبدأ غداً الجمعة.
وقال رئيس الحزب الدولاني، الوزير عضو مجلس الحرب بيني غانتس، في مؤتمر صحفي، أمس، إن هناك مؤشرات لتقدّم ممكن نحو صفقة تنجز قبل حلول رمضان.
وتزعم صحيفتا “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت”، اليوم، أن هناك مصالح مشتركة لكلّ الأطراف بمثل هذه الصفقة، منها رغبة “حماس” بمنع، أو إرجاء اجتياح رفح، الذي يهدّد به نتنياهو وغانتس، ورغبة إسرائيل بمنع سيناريو “وحدة الساحات” في رمضان، ومنع حرب إقليمية، واستعادة المحتجزين، وقلق الدول العربية والولايات المتحدة من انتشار النار في رمضان لمناطق أخرى.
ويرجّح المنسق السابق لشؤون الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي دافيد ميدان أن كلّ الأطراف معنيّون بتسوية قبيل رمضان، محذراً من أن بقاء المحتجزين الإسرائيليين داخل أنفاق غزة يهدّد حياتهم بشكل حقيقي.
رفض توصية باغتيال سنوار
وفي نطاق “التفاؤل الحذر”، يوضح المعلق السياسي البارز ناحوم بارنياع بأن التقدم في المداولات خلف الكواليس من المفترض أن يقود لتجديد المفاوضات حول صفقة تبادل في باريس، منوّهاً بأن الصيغة المقترحة للهدنة تشمل تبادل مخطوفين وأسرى، وهدنة أسابيع، وتغيير انتشار الجيش داخل القطاع.
ويوضح بارنياع أيضاً أن إطار الصيغة المقترحة بات محدداً، دون تحديد التفاصيل: الأعداد، الوقت، والمسافة، وغيره.
محلل إسرائيلي: الصيغة المقترحة تشمل تبادل مخطوفين وأسرى، وهدنة أسابيع، وتغيير انتشار الجيش داخل القطاع
وينبّه إلى أن الفوارق في المواقف جوهرية، مستذكراً أن الوزير عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت دعا، في وثيقة تم تسريبها للقناة 12 العبرية، لضرورة وضع استعادة المحتجزين في صفقة جديدة على رأس أهداف إسرائيل، بخلاف مواقف وزراء آخرين يعتبرون هذا الهدف مهماً، لكن ليس الأهم.
ويمضي بارنياع متسائلاً؛ مَن سَرّبَ رسالة آيزنكوت السرّية لمجلس الحرب؟! مُرجّحاً أن المسرّب رغبَ بالمساس بآيزنكوت ونتنياهو معاً، وربما إفادة نفسه فقط.
من جهته، يوضح محللُ الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” دكتور تسفي بارئيل أن المداولات الجارية في القاهرة لا تعالج تحريك صفقة تبادل، أو منع عملية عسكرية برية جديدة فحسب، بل تبحث اليوم التالي: إدارة غزة ومستقبل “حماس”.
على خلفية هذا، من المتوقع أن يسافر مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى باريس، يوم غد الجمعة، فيما ستقرّر إسرائيل، اليوم الخميس، إن كانت ستبعث موفداً عنها إلى باريس، بعدما تتأكد من أن “حماس” فعلاً تبدي ليونة خاصة في البندين الجوهرين: وقف الحرب، وتفريغ السجون بالكامل.
من جهة الجانب الإسرائيلي، تكشف “يديعوت أحرونوت”، اليوم، أن التقديرات المحلية تشير إلى أن الخوف من فقدان السيطرة في رمضان يدفع لتجديد المداولات العالقة.
كما كشفت، اليوم، أن المؤسسة الأمنية أوصت، في 2022، بضرورة اغتيال يحيى السنوار، لكن الجيش قال إن “حماس” مرتدعة، وإن “هذا سيقود إلى حرب”. منوهةً أن بينيت وغانتس، بصفتهما رئيس حكومة ووزير أمن رفضا هذه التوصية، ثم رفضها نتنياهو، في السنوات الماضية، خمس مرات على الأقل.