لوفيغارو: إسرائيل ترفض “إملاءات” حلفائها
عربي تريند
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن بنيامين نتنياهو لا يريد، هذه المرة، أن يكون وحيداً على المسرح. وبينما لم تعد الإدارة الأمريكية تخفي رغبتها في الاعتراف بشكل أحادي بدولة فلسطين، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تشكيل جبهة من خلال خلق أكبر كتلة ممكنة حوله.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن نتنياهو الذي يعارض أي قرار لصالح وجود دولة فلسطينية يأتي من الخارج، غرّد الأسبوع الماضي على حسابه في منصة إكس، قائلا: “إسرائيل ترفض بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. ولا يمكن التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة. وستواصل إسرائيل معارضتها للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية”. مضيفا: “يتم تقديم مثل هذا الإجراء على أنه مكافأة للإرهاب”.
هذا الموقف المبدئي الذي تبنته الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد، تمت الموافقة عليه يوم الأربعاء من قبل 99 نائبا من أصل 120 في البرلمان الإسرائيلي. فرفض الكنيست مقدّما أي اعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم ضغوط باريس ولندن وواشنطن.
وتابعت “ لوفيغارو” القول إن نتنياهو وبعد إضعافه في استطلاعات الرأي، حيث يحمّله الكثيرون المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية والدبلوماسية التي أدت إلى هجوم السابع من أكتوبر، أصبح متناغماً مع الرأي العام الإسرائيلي فيما يتعلق بمسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، حيث إن الرأي العام الإسرائيلي يرى أنه من غير الملائم على الإطلاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية بينما الحرب لم تنته في قطاع غزة، وما زال 134 شخصا محتجزين لدى حماس.
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من يائير لبيد، زعيم المعارضة، دعم هذا القرار. ويقول لبيد، رئيس حزب “ييش عتيد”، ورئيس الوزراء السابق، إنه يرى هذا النهج بمثابة “محاولة لتحويل الانتباه” عن قضيتين ساخنتين: إطلاق سراح المحتجزين، ومشروع قانون يسمح بإعفاء اليهود المتشددين بشكل دائم من الخدمة العسكرية. لكنه قال أيضا إن حزبه يعارض “منذ سنوات أي إجراء أحادي”.
داخل حكومة الطوارئ التي تشكلت منذ بداية الحرب، هناك إجماع مطلق، مع فوارق دقيقة. فقد اقترح الجناح المتطرف للأغلبية تمرير اقتراح يؤكد حق الشعب اليهودي في التصرف بأرض إسرائيل، وهو تعبير توراتي يشير إلى “إسرائيل الكبرى”، التي تمتد -على الأقل- حتى نهر الأردن، وبالتالي تشمل الضفة الغربية المحتلة.
وردّ وزير العدل ياريف ليفين، عضو حزب الليكود قائلاً: “أنا من أشد المؤيدين لهذا المبدأ. ولكننا الآن بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من الدعم الشعبي”.
الأكثر اعتدالاً، أن نتنياهو اتصل أيضاً بزعيم حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس، وهو شخصية معارضة تتصدر استطلاعات الرأي منذ أسابيع، ويجلس في حكومة الحرب دون أن يخفي خلافاته مع رئيس الوزراء. ولكنه هنا مرة أخرى يسير على نفس الخط: “يجب على أصدقائنا في جميع أنحاء العالم أن يعلموا أنه بعد مذبحة السابع من أكتوبر، فإن التدابير الأحادية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن تؤدي إلى الاستقرار الإقليمي”.
وأوضحت “لوفيغارو ” أن النص الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية ما يزال يوحي بأن باب المفاوضات ليس مغلقاً تماماً. ولكن من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن مبادرة الحوار مع الفلسطينيين لابد أن تذهب إلى الدولة العبرية. وهذه ورقة يجب لعبها بهدف التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل، على وجه الخصوص، التطبيع المحتمل مع المملكة العربية السعودية.
أعلنت فرنسا وبريطانيا مؤخراً أنهما لا تعارضان الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين. وعلى خطى الولايات المتحدة، اتخذتا إجراءات ضد المستوطنين الإسرائيليين. وهذا الأسبوع، في لاهاي، تنظر محكمة العدل الدولية في شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. وقد تمت دعوتها بالفعل للتعليق على “الإبادة الجماعية” التي يُزعم أن الجيش الإسرائيلي ارتكبها في قطاع غزة، وقد طلبت منها الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة الإدلاء برأيها. وأصبح الحضور منبراً لوزير خارجية السلطة الفلسطينية الذي دان سياسة الفصل العنصري والاستعمار، وذكّر بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وتواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل عسكريا. لكن جو بايدن، الذي يواجه انقلابا في الرأي داخل صفوف الديمقراطيين، لم يعد يخفي عداوته تجاه بنيامين نتنياهو. كما تدهورت العلاقات الإسرائيلية مع البرازيل في الأيام الأخيرة. فبعد أن شبه الرئيس البرازيلي الحرب في قطاع غزة بالإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، تم استدعاء السفير البرازيلي من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي، قبل أن يتم استدعاؤه يوم الإثنين إلى برازيليا.
ومع ذلك، تواصل “لوفيغارو”، فإن الكثير من الأضواء الحمراء من غير المرجح أن توقف ما يبدو وكأنه اندفاع متهور من قبل الحكومة الإسرائيلية. وقبل ثلاثة أسابيع من بداية شهر رمضان، يريد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، ويؤيد بنيامين نتنياهو هذا الإجراء الذي يحتمل أن يكون متفجرا.