هل تسمح مصر بإغلاق معبر رفح؟
عربي تريند
أكدت مصادر مصرية، استمرار العمل بمعبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة، إذ تواصل عبور المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية والأدوية والوقود إلى القطاع، واستقبال الجرحى والمصابين والمرضى الفلسطينيين والأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة من القادمين من غزة.
وجرى أمس الجمعة استقبال 30 جريحاً ومريضاً و30 مرافقاً، ونقلهم إلى مستشفيات شمال سيناء، إلى جانب استقبال دفعة جديدة من الأجانب وحاملي الجنسيات الأجنبية والمزدوجة ومن المصريين من أصل فلسطيني. وكانت أحزاب وشخصيات عامة مصرية، تحت مسمى “اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، قد أصدرت بياناً مشتركاً، الثلاثاء الماضي، تحت عنوان “نعم لمعبر رفح… لا لعزل وتركيع غزة”، رفضت فيه “ما يتداول في الإعلام من أنه تجري دراسة مقترح بين مصر والاتحاد الأوروبي لإغلاق معبر رفح، واستبداله بمعبر كرم أبو سالم ومعبر إيرز”.
واعتبر المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عبد الله الأشعل أن الخطط الإسرائيلية الخاصة بالمنطقة الحدودية بين قطاع غزة وسيناء المصرية، “مؤامرة على مصر وفلسطين”، قائلاً في تصريح لـ”العربي الجديد” إنه “من المفترض إذا خلصت النوايا، ألا تقبل مصر مجرد الحديث عن غلق معبر رفح البري، لأن مصر ملزمة بموجب القانون الدولي بفتح المعبر، وإسرائيل أيضاً ملزمة بفتح معابرها”.
الأشعل: الخطط الإسرائيلية الخاصة بالمنطقة الحدودية بين قطاع غزة وسيناء مؤامرة على مصر وفلسطين
خطة إغلاق معبر رفح
بدوره، قال المحلل الفلسطيني حسام شاكر، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنه “ليس لدينا ما يؤكد المعلومات أو هذه التسريبات حول خطة إغلاق معبر رفح، لكن ما نؤكده أن من الواضح من سيرة الحصار الذي فرض على قطاع غزة عبر 17 سنة، أن هذا الحصار ما كان له أن يفرض وما كان له أيضاً أن يستمر من دون مشاركة أوروبية بدرجة ما. وهذه المشاركة أخذت في البداية طابعاً واضحاً من خلال سحب المراقبين الأوروبيين الذين كانوا في معبر رفح، وهذا ما مهد في حينه لفرض الحصار على قطاع غزة”.
وأضاف أنه “من المعروف أن سحب المراقبين كان تعطيلاً لما عرف باتفاقية المعبر التي وضعت في عام 2005، وبالتالي فإن سحب المراقبين كان الحلقة الأولى من فرض الحصار على قطاع غزة، ولا بد أن نستذكر ذلك وأنه ليس بعيداً عن واقع فرض الحصار على قطاع غزة طوال هذه السنين الماضية”.
وتابع شاكر: “النقطة الثانية، وما يجعلنا نقلق أكثر، أن أوروبا لم تعبّر في سياق الحرب الجارية، عن تأييد وقف إطلاق النار، إذ لم يصدر موقف واحد من الاتحاد الأوروبي يدعم وقف إطلاق النار بالمعنى الكامل، رغم وجود محاولات من دول داخل الاتحاد لتحريك هذا الأمر والدفع باتجاهه، لكن توجد كتلة صلبة في مواجهة هذا التحرك، تتكون من بعض العواصم الأوروبية”.
وأشار إلى أن “سلوك التصويت في الهيئة الدولية يعبّر عن هذا الموضوع، وهذه نقطة أخرى تجعلنا لا نرتاح إلى الموقف الأوروبي، لأن يكون داعماً لشعب الفلسطيني في قطاع غزة كما ينبغي”.
حسام شاكر: ليس لدينا ما يؤكد المعلومات حول خطة إغلاق معبر رفح
من جهته، وصف نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية المصري، مختار الغباشي، في حديث لـ”العربي الجديد”، الحديث عن إغلاق معبر رفح بـ”الخطير”، قائلاً إنه “يهدف إلى تقليل أو وقف أو تعليق المساعدات والمساهمات الإنسانية في أونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى)، خصوصاً أنه منذ بداية حديث إسرائيل وبعدها، دول أخرى بدأت في تعليق مساهمتها، في خطوة يزيد من خلالها العالم الغربي والدول الأوروبية، المأساة المروعة التي يعيشها قطاع غزة”.
مختار الغباشي: إغلاق معبر رفح يهدف إلى منع المساعدات والمساهمات الإنسانية
ورأى أن “ما يزيد هذه المأساة هو المخطط الأوروبي والحديث عن إغلاق معبر رفح، واستبداله بمعبر كرم أبو سالم وإيرز ومعابر أخرى”.
أهمية الصلات بين مصر وغزة
وشدّد الغباشي على أن “معبر رفح مهم جداً، ومن الأهمية لمصر أن تكون هناك صلة بينها وبين قطاع غزة، وشكل من أشكال التنفيس، خصوصاً أن المعابر الأخرى التي قيل بأنها تستبدل بمعبر رفح، مثل كرم أبو سالم وإيرز، يتحكم فيها الاحتلال خروجاً ودخولاً. وهذه مسألة تصعب الواقع والحياة الفلسطينية، وتحولها إلى شكل لا يمكن تداركه ولا يمكن التحكم فيه وهذه مسألة صعبة، وأتصور أنه من الصعب أن تقبل مصر بذلك”.
من جهته، قال رئيس حزب “الإصلاح والتنمية” المصري، محمد أنور السادات، لـ”العربي الجديد”: “ما يحدث الآن من مبادرات وأفكار مطروحة، سواء من الجانب الأوروبي أو بريطانيا، هي بذاتها الأفكار المطروحة من الأميركيين. المشهد كله مرتبك، ولا يوجد شيء واضح ولا محدد، بمعنى أن مسألة إغلاق معبر رفح أرى أنها مستبعدة، ومطلوب أن يستمر معبر كرم أبو سالم مفتوحاً، لأن حركة التجارة والنقل الثقيل، تمر من خلاله”.
وأضاف السادات “في اعتقادي، لن تقبل مصر أن يتم إغلاق معبر رفح، لأنه الرئة الوحيدة، والمنفذ الوحيد حالياً الذي يتم استخدامه، وهو ما تحارب مصر دبلوماسياً من أجله من خلال مفاوضات كثيرة، واستقبال قيادات حماس وأيضاً مجموعة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من أجل المعابر وأيضاً وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات، والإفراج عن الرهائن، وما إلى ذلك”.
واعتبر أنه “لا أعتقد في هذه الأوقات الصعبة سيتم إغلاق المنفذ الذي يسمح بتقديم الدعم والمساندة والمساعدات واستقبال الجرحى، وأيضاً العالقين من رعايا الدول الأجنبية”.