جنرال صهيوني يحذّر مجددا: الجيش الإسرائيلي غير مؤهّل لحرب في الشمال وقواعده ستنهار أمام حزب الله
عربي تريند_
تحت عنوان “سيناريو الرعب” يؤكد “نبي الغضب الإسرائيلي” الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك، الذي سبق وتنبأ بـ”طوفان الأقصى” أن الجيش الإسرائيلي ما زال غير مؤهل للقتال في حرب واسعة في الشمال، ويقول إن قواعده مقابل لبنان ستنهار في حال قام حزب الله بالهجوم.
وفي مقال بصحيفة “معاريف” العبرية اليوم الإثنين، يوضح الجنرال بريك أنه فيما يؤكد الناطقون العسكريون الإسرائيليون صباح مساء، أن الجيش مستعد أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات حزب الله في الشمال، فإن الحقيقة على الأرض يمكن التعرف عليها من خلال الضباط والجنود من الاحتياط في الميدان. منوها أنه قام قبل خمس سنوات من خلال وظيفته كـ”مندوب شكاوى الجنود” بالتجوال بين ثكنات وقواعد الجيش الإسرائيلي في الشمال طيلة أسبوعين، ومكث أربع ساعات في كل قاعدة، ووجد قلة لياقة عسكرية، وفقدانا للجاهزية لا للأمن.
ويضيف: “وقتها، استدعاني وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، وقائد الجيش غادي آيزنكوت، وقائد لواء الشمال يوئيل ستريك، وعرضت استخلاصاتي على مسامعهم. ودون التطرق لمضامين الاجتماع، لكن كان مربكا أن تسمع أجوبة قائد الجيش وقائد لواء الشمال المتلعثمة داخل الغرفة بعدما تطرقت للإخفاقات التي وجدتها في الجبهة الأهم لنا “.
الجيش الإسرائيلي ما زال غير مؤهل للقتال في حرب واسعة في الشمال، وقواعده مقابل لبنان ستنهار في حال قام حزب الله بالهجوم
وينّبه بريك أنه من وقتها، مرّت خمس سنوات ولم يحدث شيء جيد. ويقول: “بحسب تقرير مقاتلي سرية الاحتياط التي خدمت في قواعد الحدود الشمالية قبل ثلاثة شهور من حرب “السيوف الحديدية”، ليس فقط أنه لم يتغير شيء للأفضل، بل العكس. فقد تواصل التدهور بكل خطورته حتى اليوم”.
ويمضي بريك في تحذيراته قائلا: “تخيلوا ماذا كان سيحدث لو هاجمت قوات حزب الله عبر آلاف الجنود من قوة الرضوان قواعدنا وبلداتنا في الشريط الحدودي تزامنا مع ضربة السابع من أكتوبر 2023. لو هاجمنا حزب الله، فلن تكون في قواعدنا قوات قادرة على الوقوف في وجه الحزب الذي كان سيجتاح الجليل ويدخل الثكنات العسكرية بحرية ترافقه آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية يوميا، مما سيتسبب في دمار وخسائر فادحة بالأرواح، وعندها كنا سنستفيق في اليوم التالي على يوم أسود لا يمكن فيه تجنيد الاحتياط وكنا سننتظر أن تنقذنا أعجوبة”.
ويشير لخطورة عدم استخلاص الدروس بقوله في مقاله إنه “يرى عددا كبيرا من المحللين العسكريين والجنرالات في الاحتياط داخل استوديوهات التلفزة الإسرائيلية يثرثرون كل يوم وهم يبجلّون قوة جيشنا. وهكذا رووا للإسرائيليين قبل ضربة حماس بأننا نملك جيشا هو الأقوى في الشرق الأوسط. وهم أنفسهم ذات الأشخاص الذين يذرون في عيون الجميع الرماد حتى بعد عملية طوفان الأقصى”.
ويقترح بريك أن يأخذ الإسرائيليون أقوال هؤلاء المعلقين والمحللين بشكل محدود الضمان، وعدم الاطلاع على صورة الواقع من خلالهم. ويقدم هو خلاصات أحاديثه مع ضباط وجنود كثر زارهم في الميدان مجددا كما قال ولمدة أسبوعين، علاوة على تقرير سرية الاحتياط التي خدمت في مهام عملياتية على الحدود مع لبنان طيلة ثلاثة شهور قبل السابع من أكتوبر.
ويقول إنه بسبب طول التقرير، يكتفي بالإشارة لأهم ما جاء فيه واصفا مضمونه بأنه “يزعزع البدن”: “لا يوجد صلة بين الجاهزية داخل القواعد العسكرية الحدودية وبين سيناريو مهاجمة حزب الله لنا ومحاولة احتلال مناطق بالقوات البرية”. موضحا أن الثكنات العسكرية غير جاهزة لمستوى التهديد المحتمل، فالجنود فيها غير جاهزين حتى لقتال بمستوى ثكنات في خطوط أخرى أقل خطرا.
ويتابع: “إذا ما عاينّا جاهزية جبهة لبنان لسيناريوهات خفيفة كالخطف وتسلل المخربين، فإنها جاهزة أكثر أو أقل، لكن الجاهزية حتى هنا متدنية”. ويؤكد وجود عدد من الفجوات في الجبهة الأخطر على إسرائيل بكل ما يتعلق بـ”السيناريو الاستراتيجي” المتمثّل بمحاولة حزب الله تحقيق خطة احتلال قواعد الجيش خلال الحرب.
الثكنات العسكرية الإسرائيلية غير جاهزة لمستوى التهديد المحتمل، فالجنود فيها غير جاهزين حتى لقتال بمستوى ثكنات في خطوط أخرى أقل خطرا أمام حزب الله
ويتزامن هذه التنبيه مع زيارة خامسة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يحمل عدة مهام، أهمها على ما يبدو محاولة منع اندلاع حرب واسعة في الشمال مع حزب الله، لحسابات واعتبارات تتعلق بمصالح الولايات المتحدة الخارجية والداخلية، وبمصالح إسرائيل أيضا، خاصة أن الإدارة الأمريكية لها شكوك بأن نتنياهو يسعى لإشعال حرب واسعة في الشمال ضمن مساعيه لإطالة عمر حكومته، وفق ما قالته صحيفة “واشنطن بوست” أمس.
وطبقا لتسريبات وتحليلات إسرائيلية، فإن بلينكن سيحاول هذه المرة إقناع إسرائيل بالإعلان عن انتقالها الفعلي للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، خاصة أن من شأن ذلك تخفيف وطأة القتال في الشمال، على أساس أن حزب الله دخل للقتال كجبهة إسناد لغزة طالما استمرت الحرب.
وفيما يبدو كمحاولات استباقية، صدرت عن بعض الجهات الحكومية في إسرائيل، تصريحات تقول إن الحرب لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها المعلنة، وهذه رسالة لواشنطن بعدم ممارسة ضغط شديد لوقف الحرب. وذهب وزير الزراعة آفي ديختر للقول في تصريحات للإذاعة العبرية العامة اليوم الإثنين، إن الحرب لن تتوقف حتى لو عاد المحتجزون غدا.