اغتيال العاروري في معقل حزب الله.. هل يستدرج لبنان إلى الحرب أم يتم احتواء الجريمة؟
عربي تريند_بقي التطور الخطير المتمثل باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري مع اثنين من قادة “القسام”، وأربعة آخرين في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، في صدارة الأحداث مع ترقب لتداعياته على جبهة لبنان الجنوبية، وعلى المواجهات الدائرة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وإن كانت ستتطور إلى حرب أوسع أم سيتم احتواؤها رغم بيانات التهديد بالرد وأبرزها ما صدر عن حزب الله قبل إطلالة أمينه العام حسن نصرالله.
ولفت الحزب في بيان إلى “أن هذه الجريمة لن تمر من دون رد وعقاب”، مؤكداً “أن جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة”.
وقد استحضر هذا الاغتيال وهو الأول من نوعه منذ حرب تموز/ يوليو عام 2006، فصولاً من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أرض لبنان، وعملية اغتيال القادة الفلسطينيين كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار في منطقة فردان عام 1973، ثم اغتيال أبو الحسن سلامة عام 1979. كما استحضر تجديداً للدعوات إلى الحياد الذي يشكل الدواء للأزمات، والتوقف عن اتهام دعاة الحياد بالعمالة والخيانة، خصوصاً بعدما جرى من استهداف في معقل حزب الله، وهو أمر لم يكن ليتم لولا حدوث خرق أمني في البيئة الحاضنة.
في المواقف، رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أن “اغتيال القيادي في حركة حماس هي النقطة التي كنا نخشى أن تمتد إلى لبنان بموجب وحدة الساحات”. وقال: “إننا أمام محاولة استدراج لبنان مرة أخرى إلى الحرب وتوسيعها، إنما مع كل المؤشرات السلبية، هناك بعض النقاط التي قد تكون منفذاً إلى تفاديها، وهي شكوى لبنان إلى الأمم المتحدة التي قد تضع أمام مجلس الأمن فرصة للدخول في بحث القرار 1701 ومحاولة إحيائه بالتعاون مع روسيا والصين والدول الغربية”.
واعتبر حمادة “أن الموقف الإسرائيلي الذي لم يتبنَّ العملية، فيه رسالة إلى السيد حسن نصر الله قبل خطابه، أن إسرائيل لم تستهدف حزب الله ولا لبنان”، معرباً عن اعتقاده “أن لبنان الذي لم يدخل الحرب قد لا يدخلها أيضاً بسبب اغتيال قائد فلسطيني مهما كبر شأنه”.
من جهتها، قالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوات اليونيفيل، كانديس أرديل: “نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق”، وأضافت: “نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس”.
تزامناً، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، بناء على توجيهات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تحضير شكوى لإدانة الاعتداء الإسرائيلي. وأوعز وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إلى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم، والقائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم، “بإجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجين شديدي اللهجة حول العدوان الإسرائيلي الخطير، ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة إلى تصعيد شامل، استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتصاعدة على جنوب لبنان، مما يزيد المآسي والويلات ويهدد السلم والأمن الإقليميين”، مطالباً بـ”إدانة العدوان الاسرائيلي”.
في تطورات الجبهة الجنوبية، أطلق جيش الاحتلال النيران صباحاً من أسلحته الرشاشة الثقيلة باتجاه أطراف بلدة البستان وعيتا الشعب بعدما استمر إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، واستمر نزوح السكان من تلك القرى باتجاه المناطق الأكثر أمناً وخاصة إلى مدينة صور.
وشهدت مخيمات منطقة صور تجمعات جماهيرية ليل أمس عبّرت عن استنكارها لاغتيال القيادي العاروري، في ظل دعوات للتظاهر والاعتصام وإعلان الحداد.
وأكد حزب الله في بيان أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، وبعد سحب العدو الإسرائيلي لقتلاه وجرحاه الذين تمّ استهدافهم سابقا في محيط موقع المرج، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 11:00 من مساء الثلاثاء مجموعة جديدة من جنود العدو قدِمت لتُعاين المكان، بالأسلحة الموجهة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح”.
وقد صدر المزيد من المواقف المنددة بعملية الاغتيال، ورأت “حركة أمل” أن “الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني هي عدوان على لبنان وعلى سيادته”، ووضعت “ما ارتكبته إسرائيل من عدوان آثم وجبان برسم المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحرك على وجه السرعة للجم وكبح جماح العدوانية الإسرائيلية قبل فوات الأوان”.