الدول الأوروبية تتجنب مواجهة الحوثيين حتى لا تصبح سفنها عرضة للهجمات في باب المندب
عربي تريند_ قرر جيش الاحتلال إرسال سفينة بحرية متطورة إلى البحر الأحمر لتتمركز جنوب إيلات، وذلك نظرا لارتفاع مخاطر صواريخ أنصار الله (الحوثيون)، بينما تجد الولايات المتحدة صعوبة في تشكيل قوة بحرية لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب؛ لأن الدول الأوروبية تتخوف من تعرض سفنها لهجمات.
ونقل الموقع العسكري “غلاكسيا ميليتاري” خبر قرار جيش الاحتلال، الذي يحظى بدعم غير مشروط من القوى الغربية، نشر سفينة حربية متطورة وهي “ساعر 6” جنوبي إيلات، وذلك لتكون قوة متقدمة في اعتراض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل، وخاصة في المنطقة القريبة من بحر إيلات. وتنضاف هذه السفينة من نوع كورفيت إلى عدد من السفن الحربية الأخرى المتمركزة في المنطقة ومنها سعودية وأمريكية ومصرية.
وتعلن إسرائيل بين الحين والآخر عن اعتراض صواريخ يطلقها الحوثيون، كما تتولى البحرية الأمريكية هذا الدور بشكل أكبر، حيث تعترض الصواريخ وكذلك المسيرات. بدورها شاركت فرنسا منذ أيام في اعتراض بعض المسيرات. غير أن بعض الصواريخ تنجح في تفادي الأنظمة المضادة وتضرب أهدافا في إسرائيل.
واعتادت إسرائيل عدم الكشف عن الخسائر الحقيقية حتى مرور سنوات. ومن أبرز ذلك ما حدث في حرب الخليج 1991 عندما نجحت صواريخ سكود العراقية في ضرب إسرائيل، كما ألحق حزب الله خسائر بالدولة العبرية في حرب 2006. واعترفت حكومة تل أبيب بحجم الخسائر الحقيقية بعد مرور سنوات أو نتيجة تسريب وثائق عسكرية للصحافة.
ويبدو أنه توجد خسائر كبيرة نتيجة صواريخ الحوثيين، وهو ما يدفع جيش إسرائيل رفقة البحرية الأمريكية للرفع من مستوى الدفاع ضد الصواريخ والمسيرات. ويضاف إلى هذا، اعتراض وقصف الحوثيين للسفن المتوجه من وإلى الموانئ الإسرائيلية.
وأعلن البنتاغون بداية ديسمبر الجاري عن مخطط تشكيل قوة بحرية لحماية الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر. ورغم توفر الدول الأوروبية على سفن حربية وفرقاطات، غير أنها لا تعرب عن حماس كبير لتشكيل هذه القوة.
وكشفت مصادر سياسية في الاتحاد الأوروبي لـ”القدس العربي” أنه من جهة، فإن الدول الأوروبية لا تتوفر على أسطول حربي كبير، إذ أن السفن الحربية موزعة بين حماية سواحل هذه الدول، ثم التمركز بالقرب من أوكرانيا تحسبا لأي مستجد في الحرب الروسية- الأوكرانية، ومن جهة أخرى، تتخوف هذه الدول إن شاركت في مواجهة الحوثيين، من أن تصبح سفنها التجارية التي تمر من باب المندب والبحر الأحمر هدفا للحوثيين.
بدورها، تجد الولايات المتحدة صعوبة كبيرة في كيفية مواجهة الحوثيين، فلا يمكنها تنفيذ غزو بري. ومن الدروس في الكليات العسكرية الأمريكية، عدم غزو دولة يحمل سكانها السلاح، ويتم الاستشهاد باليمن أساسا، ثم صعوبة القضاء على الصواريخ والمسيرات الحوثية لأنها غير متمركزة في قاعدة واحدة بل منتشرة في مناطق متعددة.
وتعد عمليات أنصار الله بمهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب من بين أبرز المفاجآت التي حملتها عملية طوفان الأقصى، أي مشاركة أطراف لا يجمعها احتكاك حدودي مباشر مع إسرائيل.
ورغم تهديد البنتاغون بالرد على الحوثيين، يؤكد أنصار الله يوميا عزمهم الاستمرار في استهداف السفن الإسرائيلية حتى انتهاء عملية الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.