الاحتلال يشن قصفا مكثفا على جنوب غزة.. وأكثر من 30 شهيدا في غارة إسرائيلية على بناية سكنية شمال القطاع
عربي تريند_ يشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد قبضته على جنوب غزة، بينما يحاول مئات الآلاف من سكان القطاع حماية أنفسهم من المعارك العنيفة.
وأعلنت حماس فجر الأحد في بيان، أن “طائرات الاحتلال الحربية تشن سلسلة غارات عنيفة جدا على مناطق في جنوب مدينة خان يونس”، متحدثة عن “حزام ناري بعشرات الغارات تستهدف الطريق بين خان يونس ورفح”.
وأضافت أن ذلك “يترافق مع قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على محيط مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس بجنوب القطاع”.
وأكدت إسرائيل السبت من جهتها عزمها على “تكثيف الضغط” في هجومها على حماس في غزة، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
ودعا قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت، إلى “تكثيف الضغط” العسكري على غزة.
في بداية هجومه البري طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب. لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ضد قرار يقترح وقف إطلاق النار، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في جنوبه.
واتجه جزء كبير من السكان الذين شردتهم الحرب والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحول رفح الحدودية مع مصر مخيما ضخما للاجئين.
ومن جانب آخر، أعلنت مصادر طية فلسطينية، الأحد، عن استشهاد أكثر من 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على بناية سكنية شمال قطاع غزة.
وقالت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن مسعفين انتشلوا 31 شهيدا على الأقل بعضهم أشلاء متقطعة جراء استهداف طائرات حربية إسرائيلية بناية سكنية لعائلة (أبو وردة) في بلدة جباليا فجر الأحد.
وذكرت المصادر أن عمليات إنقاذ لا تزال تجرى في ظل وجود عالقين تحت أنقاض البناية التي كانت مكونة من عدة طوابق.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 45 شهيدا إلى مستشفى (الأقصى) وسط قطاع غزة منذ الليلة الماضية جراء غارات جوية ومدفعية إسرائيلية.
كما أعلن مسعفون عن نقل ثلاثة شهداء جراء قصف إسرائيلي في منطقة دوار أبو حميد والكتيبة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
فيما أعلنت وزارة الصحة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف المستشفى الميداني الأردني في خان يونس بقذيفة مدفعية تسببت بأضرار وتلف في محتويات المستشفى.
ويستمر القصف الإسرائيلي العنيف من الجو والبر والبحر في أنحاء غزة، إلى جانب العمليات البرية المكثفة والقتال بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية المسلحة، خاصة في الأجزاء الشرقية من مدينة غزة.
“حُكمٌ بالموت”
توازيا تتزايد في شكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية، وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط “أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسرا من منازلهم ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية”. أضافت “القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره هي حكم آخَر بالموت على الأطفال”.
وواصلت حصيلة الشهداء الارتفاع، وأفادت وزارة الصحة بأن جثث 133 فلسطينيا على الأقل نقلت إلى المستشفيات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وفي آخر حصيلة نشرتها الوزارة مساء السبت، أفادت باستشهاد 17700 شخص في القطاع، معظمهم نساء وأطفال، منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون وفق السلطات الإسرائيلية. واقتادت الحركة نحو 240 رهينة لا يزال 138 منهم محتجزين لديها.
ردا على ذلك تعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس وتُواصل شن قصف كثيف على قطاع غزة وباشرت عمليات برية داخله اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وشهدت هدنة إنسانيّة بين حماس وإسرائيل استمرت أسبوعا وانتهت في 1 كانون الأول/ديسمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا معظمهم نساء وأطفال، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا.
وتجمع مئات الإسرائيليين في ما بات يعرف باسم ساحة الرهائن في تل أبيب السبت للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس.
وقال والد الأسيرين أربيل ودوليف “أفضل أن يطلق سراح ولديّ من خلال المفاوضات وليس من خلال العمليات العسكرية لأني أخشى أن يقتلهما الجيش”.
“الموت يلحق بنا”
وبعد ما يزيد قليلا عن شهرين من الحرب، أصبحت أحياء بكاملها في غزة حقولا من الخراب، ودُمر أو تضرر أكثر من نصف المساكن وفق الأمم المتحدة.
ولجأ الآلاف إلى مستشفى الشفاء الذي خرج عن الخدمة بعد أن أخلاه الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين، وأقام نازحون مئات الخيام المؤقتة المصنوعة من القماش المغطى بالبلاستيك أو النايلون في الحدائق والباحات الداخلية.
وقال سهيل أبو ضلفة (56 عاما) الذي أصيب منزله بقذيفة وأصيب ابنه البالغ 20 عاما “لجأنا إلى مستشفى الشفاء (…) لا نعرف إذا كانوا سيقتحمون المستشفى مجددا. أينما ذهبنا، الموت يلحق بنا”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية السبت أنها وافقت على بيع إسرائيل بصورة طارئة نحو 14 ألف طلقة دبابة.
وأشارت الوزارة إلى أنها أبلغت الكونغرس الجمعة ببيع 13 ألفا و981 طلقة دبابة عيار 120 ملم ومعدات ذات صلة بقيمة 106,5 ملايين دولار.
من لبنان إلى اليمن
أفادت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان “يونيفيل” السبت بأن أحد مواقعها تعرض لقصف، دون تسجيل إصابات، مشيرة إلى أنها تسعى إلى التحقق من مصدر النيران.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن “دبابة ميركافا إسرائيلية استهدفت موقع قوات اليونيفيل الدولية – الكتيبة الإسبانية قرب منطقة آبل القمح خلف مستعمرة المطلة” في شمال إسرائيل.
من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “لم نستهدف قوة اليونيفيل، ولم نقصف موقعا لليونيفيل”.
وحذرت إيران السبت من وقوع “انفجار لا يمكن السيطرة عليه” في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب.
من جهتهم أعلن المتمرّدون اليمنيون السبت أنهم سيمنعون مرور السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر ما لم يتمّ إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردًا على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأسقطت فرقاطة فرنسيّة مُسيّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقا من سواحل اليمن حسبما أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية الأحد.
وقالت الهيئة في بيان إن الفرقاطة المتعددة المهمات “لانغدوك” العاملة في البحر الأحمر “اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما” ليل السبت الأحد.
(وكالات)