يحيى السنوار بعيون سجّانيه.. ومفاجأة مدوّية: زعيم “حماس” في غزة ليس في منزله
قال ضابطٌ بجهاز الشاباك الأمني الإسرائيلي، سبق له أن قام بالتحقيق لنحو 180 ساعة مع يحيى السنوار، عندما كان الأخير أسيراً محكوماً بأربعة مؤبّدات في السجون الإسرائيلية، إنه “يعرف زعيم حركة حماس في غزة أفضل من أمّه”.
في تصريح لمايكل كوبي (المحقق الإسرائيلي)، خلال مقابلة مع “سي أن أن” قال: “سألته؛ أنت الآن بعمر 28-29 عاماً (حينذاك) لماذا لست متزوجاً؟ كيف لا تريد عائلة؟ فأجابني أن حماس هي زوجتي، وحماس ابني، وحماس بالنسبة لي كل شيء”.
وكوبي أكد من قبل للإذاعة العبرية العامة، أنه “يعرف السنوار بشكل ممتاز، هو رجل صلب وعنيد وعقيدته راسخة، ويؤمن بضرورة زوال إسرائيل، والاستسلام غير موجود في قاموسه، وسيقاتل حتى آخر رصاصة”.
محقق الشاباك: سألته (للسنوار) لماذا لستَ متزوجاً؟ كيف لا تريد عائلة؟ فأجابني أن حماس هي زوجتي، وحماس ابني، وحماس بالنسبة لي كل شيء
وكانت مصادر إسرائيلية قد وصفت السنوار بأنه “الشخص الوحيد في الطرف الفلسطيني الذي سيقرّر ما إذا كان سيتم التوصل إلى صفقة”. وأنه “يعمل على رأس مجموعة صغيرة ومتعصبة من الأعضاء المخضرمين في الذراع العسكري، تشمل شقيقه محمد، ومروان عيسى، ومحمد الضيف”. في إطار مجموعة اعتبرتها إسرائيل، بحسب الإعلام العبري: “مجموعة تقود ألوية حماس، وهي التي تملي سياسة الحركة”. فيما “قيادة الحركة في الخارج تعمل بالأساس على نقل الرسائل من دول أخرى للسنوار ورجاله في القطاع”.
وأكدت مصادر الإعلام العبري: “يتبع السنوار خطاً متصلباً في طلباته، لكن بعض المصادر يدّعي أنه يتلوى في مواقفه (حول إجراء صفقة آنذاك).. ورغم اعتقاده بأنه حقق انتصاراً كبيراً تاريخياً على إسرائيل في 7 تشرين الأول، يبدو أن جزءاً من الأحداث الأخيرة قد فاجأه؛ وهذا يتعلق بنزوح قسري لمليون شخص من شمال القطاع إلى الجنوب، وبموجة اغتيال كبار قادة حماس، والصعوبة التي يواجهها الذراع العسكري في العمل تحت ضغط الجيش الإسرائيلي”.
ويقول إعلام عبري إن “الأخوين السنوار، مثل محمد الضيف، هما من مواليد مخيم خان يونس للّاجئين. ويصعب التصديق بأنهم قد بقوا في شمال القطاع منذ اللحظة التي اقتحم فيها الجيش الإسرائيلي هذه المنطقة”.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن منذ أيام أن قواته تحاصر منزل زعيم حركة “حماس” في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأن “القبض عليه مسألة وقت”: “عندي شيئان أريد إطلاعكم عليهما: قلت إن قواتنا تستطيع أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة، وهي تحاصر الآن منزل يحيى السنوار”. لكنه استدرك: “منزله ليس حصنه الحصين وهو يستطيع أن يهرب، لكنها مسألة وقت فقط حتى نلقي القبض عليه”.
إعلام عبري: الأخوان السنوار، مثل محمد الضيف، هما من مواليد مخيم خان يونس للّاجئين. ويصعب التصديق بأنهم بقوا في شمال القطاع منذ بدء الاقتحام الإسرائيلي
المحلل الإسرائيلي ناحوم برنياع، في “يديعوت أحرونوت”، سخر من مزاعم رئيس حكومته بالقول: “التبجّحات عن أن الجيش يحاصر منزل السنوار هي قصة يرويها رئيس وزرائنا لنفسه، يرويها لنا.. فالقتال ضارٍ، ويكلّف كل يوم قتلى بنار حماس، بالعبوات، بالنار الصديقة”.
إثر إعلان نتنياهو محاصرة منزل السنوار تتالت الأنباء عن أن القوات المهاجمة “وجدت المنزل خالياً من أي فرد”، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن “قوات الجيش لم تجد السنوار في منزله، فقد تمكن من الهروب قبل وصول القوات”، مشيراً إلى أنه “لن يتم الإفصاح عن أي تفاصيل لها علاقة بطريقة هروبه، أو المكان الذى يختبئ به حالياً”، وأن “كل هدف الجيش الإسرائيلي هو كيفية الوصول إلى السنوار وقتله في أسرع وقت ممكن”. الأمر الذي دفع محللين وناشطين إلى السخرية من “المفاجأة المدوية” بعدم عثور جيش الاحتلال على زعيم حركة “حماس” في غزة منزله.
يذكر أن إسرائيل “أدانت” يحيى السنوار، عام 1988، بقتل جنديين إسرائيليين، وأربعة متعاونين مع إسرائيل. وأمضى عقدين من الزمن أسيراً في سجن إسرائيلي، قبل إطلاق سراحه، مع أكثر من 1000 أسير فلسطيني، في عام 2011، مقابل الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي احتجز في غزة كرهينة لمدة خمس أعوام.
وتتهم إسرائيل السنوار بتخطيط وتنفيذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.