مدريد تطرد عميلين للاستخبارات الأمريكية بعد تجنيدهما لعملاء إسبان
عربي تريند_طردت حكومة مدريد عنصرين من الاستخبارات الأمريكية بسبب تورطهما في إرشاء عناصر من الاستخبارات الإسبانية للحصول على معلومات حساسة للغاية. وتسبب هذا في أزمة صامتة بين واشنطن ومدريد.
وكانت جريدة كونفدنسيال قد أوردت منذ أيام قرار الاستخبارات الإسبانية المعروفة بحروفها اللاتينية CNI رفع دعوى ضد عميلين يعملان في صفوفها بتهمة تسهيل وتسريب معلومات حساسة للمخابرات الأمريكية مقابل أموال. وأكدت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلس هذه الأخبار. وتنشر جريدة الباييس الخميس من الأسبوع الجاري قرار السلطات بطرد عميلين من الاستخبارات الأمريكية كانا معتمدين في إسبانيا.
وتقدمت كل من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الإسبانية باحتجاج لدى السفارة الأمريكية في مدريد. وأوضحت السفارة الأمريكية أن الأمر يتعلق ببرنامج تجسس سابق لوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن للبيت الأبيض، في إشارة الى أن عملية التجسس هذه بدأت في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وجاء الكشف عن تعامل العميلين الإسبانيين مع الاستخبارات الأمريكية بعد مراقبة روتينية لمعرفة الضباط الذين يلجأون الى حواسيب معينة للحصول على معلومات. واتضح ولوج ضابطين الى معلومات ليست من اختصاص عملهما وهي معلومات حساسة للغاية تتعلق بالأمن القومي الإسباني. وقادت التحريات إلى استخراج رئيس شعبة لبعض المعلومات ثم تسهيلها الى الاستخبارات الأمريكية مقابل عمولات مالية، وتم القبض عليه رفقة مساعده، حيث يوجد المتهم الرئيسي في السجن والآخر في حالة سراح في انتظار المحاكمة. ورفعت الاستخبارات الإسبانية من مستوى المراقبة الداخلية بعدما كانت قد رصدت سنة 2008 أن عميلا لديها باع معطيات حساسة للغاية لروسيا.
وتنقل جريدة الباييس عن مصادر رسمية في مدريد “كان أمراً خطيراً للغاية، حيث إن تجنيد عملاء سريين للدولة المضيفة لخيانة بلدهم يعتبر عملاً عدائياً صريحاً، ويتم ممارسته مع العدو أو الحكومات المعادية، ولكن ليس مع الأصدقاء والحلفاء أبداً”.
وتحس الإدارة الإسبانية بنوع من الإهانة والخيانة من طرف واشنطن في هذا الملف. ويؤكد خبراء إسبان أنه يوجد تعاون وثيق مع الاستخبارات الأمريكية سواء على المستوى الثنائي أو ضمن تحالف الاستخبارات الغربية، وبالتالي هذا النوع من الاستقطاب يعد ضربا لقيم التعاون.
ورغم التعاون بين استخبارات الدول الغربية، فهي تتجسس على بعضها البعض وخاصة تجسس الولايات المتحدة على كل الدول الغربية وخاصة بواسطة برامج وكالة الأمن القومي التي كان العميل إدوارد سنودن قد كشف عنها سابقا. ومن الراجح أن الاستخبارات الأمريكية كانت تبحث، حسب معلومات رائجة، عن معلومات تتعلق ربما بنوعية التعاون القائم بين الاستخبارات الإسبانية ونظيراتها في دول أخرى مثل المغرب العربي، أو صفقات أسلحة مع دول ثالثة. وعادة ما ترفع الاستخبارات الأمريكية من نشاطها التجسسي في إسبانيا إبان حكومات يسارية في السلطة لأن اليسار لا يتوافق دائما مع واشنطن في السياسة الخارجية. وما يميز الحكومة الائتلافية الحالية هو وجود حزب سومار الذي يطالب بالخروج من الحلف الأطلسي، ويتهم البيت الأبيض بالتورط في مجازر فلسطين.
وكانت الاستخبارات الإسبانية محط جدل كبير خلال الشهور الأخيرة بعدما تبين استعمالها لبرنامج بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس على المطالبين باستقلال كتالونيا عن إسبانيا، ثم تعرض وزراء في حكومة مدريد ومنهم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز للتجسس بواسطة البرنامج نفسه.