جرس الإنذار “العراقي” يقرع على حدود الأردن: “الحشد” ينقل ويمول ويسلح آلاف “المتطوعين” وعمان “قلقة”
عربي تريند_ يبدو أن جرس الإنذار الأمني الحدودي لا يقرع فقط جراء تداعي الأحداث في منطقة الأغوار الأردنية المحاذية لفلسطين المحتلة بل بدأ يقرع في عمان سياسيا وأمنيا باهتمام بالغ قرب الحدود الأردنية العراقية المتوترة الآن والتي دخلت في سيناريو فوضوي إلى حد ما فكرته حتى اللحظة وجود آلاف من العراقيين يرفعون شعار “فتح الحدود لهم عبر الأردن“ لنصرة الأهل في فلسطين وقطاع غزة.
تلك مسألة لا ينتبه لها الإعلام الأردني كثيرا وإن كانت تتفاعل في أرفع مستويات الرقابة الأردنية الحدودية حيث تقارير رسمية أشارت بوضوح إلى زيادة ملحوظة في عدد العراقيين الشيعة الذين يتوافدون على المعبر الحدودي الرئيسي في منطقة جنوب العراق مع الأردن ويعبرون بهتاف جماعي عن رغبتهم في العبور، الأمر الذي دفع السفارة الأردنية في بغداد إلى تشكيل خلية أزمة تجري اتصالات وتحاول البحث عن أفضل وسيلة للسيطرة على تدفق المواطنين العراقيين.
وفقا لإحصاء غير رسمي بلغ عدد المواطنين العراقيين المصرين على السماح لهم بالدخول والتوجه إلى فلسطين الأسبوع الماضي نحو 2000 شخص فقط أغلبهم من العراقيين الشيعة وبقيت السلطات الأردنية تحت انطباع بأن هؤلاء يمكن إقناعهم بالرجوع إلى بلادهم.
لكن العدد وقبل يومين وصل إلى نحو 7 آلاف عراقي شاب يريدون من الأردن تمكينهم من المشاركة في “حملة جهادية ضد الشيطان الإسرائيلي”.
التقارير الراصدة والصادرة من البعثة الدبلوماسية الأردنية وحراسات الحدود تشير إلى أن الجانب العراقي من المعبر الرسمي بين البلدين تحول إلى اعتصام مفتوح وأن عددا كبيرا يتجاوز المئات من العراقيين يحمل سلاحه الفردي معه وأن بعض العشائر السنية في مناطق الرمادي أوفدت من يشارك هؤلاء بحركتهم.
ثمة حافلات تنقل المتطوعين العراقيين الراغبين بالجهاد في فلسطين بشكل منظم دوريا إلى المركز الحدودي الأردني من بغداد وبقية المدن العراقية.
وشاهدت الحراسات الأردنية نصب خيم لتأمين إقامة هؤلاء في الجانب العراقي من منطقة الحدود وثمة من يزود المعتصمين بأجرة النقل وخدمات الغذاء والمياه بمعنى أن الجهات المرسلة لهم توفر الغطاء المالي أيضا.
ناضل الأردنيون عبر سفارتهم ومكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإقناع الحكومة العراقية بالتدخل للحد من الزخم الجماهيري الذي يرابط على الحدود مع المملكة.
لكن الاستجابات حكوميا وعراقيا دون الحد المطلوب.
وجرس الإنذار يقرع لأن المزيد من المتطوعين العراقيين الشيعة يحضرون بصفة جماعية للمنطقة وإذا ما استمر تدفقهم بدون تدخل من مؤسسات المرجعية الشيعية في بغداد فالسلطات الأردنية تتوقع سيناريو أسوأ وعددا قد يزيد عن عشرات الآلاف ويتسبب بإعاقة العمل الروتيني اليومي في المركز الحدودي على مستوى شحن البضائع وحركة المسافرين والشاحنات.
تقديرات المؤسسات الأردنية تشير إلى أن الحشد الشيعي العراقي حصرا هو المحرك والقوة الدافعة والمنظم الرئيسي لهذا النمط من التضامن مع الشعب الفلسطيني ولذلك جرت اتصالات مع قياديين شيعة في بغداد وحتى في البصرة على أمل تدخلهم حتى لا يزداد حجم الإشكال.
لكن تلك التدخلات وحتى مساء الأحد الماضي لا تحقق الاستجابات الأردنية المطلوبة.
وفي الوقت الذي انشغلت فيه السلطات الأردنية بعزل منطقة الأغوار عن سياق الاحتجاجات الشعبية بدا أن منطقة الحدود مع العراق تتحول بالتدريج إلى بؤرة ساخنة.