“قالوا حماس إرهابية.. كل الأردن حمساوية”.. مراوغات وصلوات على جبال الأغوار ونحو “مليون محتج” في الشوارع
“قالوا حماس إرهابية… كل الأردن حمساوية”.
ذلك نص الهتاف المستحدث وسط الجماهير الأردنية بعد التعاطي الشعبي مع “خطة أمنية” احترافية، تمكنت مع “تعقّل المواطنين” عموما من العبور بـ”جمعة الزحف والهجرة” بأدنى حد من الاحتكاك بين المحتجين ورجال الأمن.
عمليا وحتى بعد ساعتين من موعد صلاة الجمعة، استمر الاحتقان في الشارع الأردني، وشهدت 6 محافظات على الأقل، مسيرات جماهيرية غير مسبوقة.
ويرجّح أن نحو مليون أردني على الأقل خرجوا للشوارع وفي غالبية المحافظات بعد صلاة الجمعة، تعبيرا عن التضامن ليس مع أهل قطاع غزة فقط، ولكن مع حركة حماس نفسها.
مساء الجمعة تجدد الموعد مع احتشاد جماهيري في الساحات التي قررت مديرية الأمن تخصيصها للتعبير السلمي.
لكن قبل ذلك، أغلقت السلطات الأمنية تماما كل مداخل ومخارج منطقة الأغوار، ومنعت الدخول إليها من أكثر من 30 نقطة غلق بهدف التمسك بالقرار السيادي الذي حظر التظاهر عند نقاط التماس مع حدود فلسطين المحتلة.
وحتى تنجح الخطة الأمنية، وُضعت نقاط مراقبة أمنية على مداخل ومخارج المدن الرئيسية بهدف تخفيف الزحام وعدد المواطنين الذين يتجولون بسياراتهم.
وحققت السلطات بذلك أهدافها الأمنية المناطقية.
لكن منع الجمهور من النزول إلى منطقة الأغوار دفع المواطنين لاختيار “ساحات أو سفوح” جبال محيطة بمناطق الغلق، ومشرفة على منطقة الأغوار للاحتجاج وتوجيه الرسائل، الأمر الذي أدى ولأول مرة لإقامة “صلوات الجمعة” في الساحات المفتوحة، وهو أمر لا يحصل بالعادة إلا في الأعياد.
ونتج عن المنع الأمني في الأغوار”تفريغ” المواطنين في ساحات أخرى قريبة أو بعيدة عن المنطقة الحدودية. فشهدت ساحة المسجد الحسيني في وسط العاصمة تجمعا حاشدا، وكذلك مدن إربد والزرقاء والمفرق، وفي محيط مخيم البقعة شمالي العاصمة عمان، حيث تتواجد قوات أمنية تتعاطى مع محاولات متكررة من المحتجين لإغلاق وتعطيل مسار الطريق الدولي الذي يصل العاصمة بمدينة إربد شمالا.
ورغم الانطباع العام بأن الأمور سارت وفقا للقراءة الأمنية المحلية بخصوص منع الاحتجاج على حدود فلسطين المحتلة، إلا أن مؤشرات الاحتقان في الشارع الأردني في تزايد ملحوظ، وسط خطاب غير مسبوق يهتف لحماس ولكتائب القسام.