عشية زيارة بايدن “المريبة” وبحناجر الأردنيين: “حماس حركتنا.. والقسام جيشنا”.. وحالة “طوارئ” عامة
“الرسول زعيمنا والجهاد سبيلنا.. حماس حركتننا والقسام جيشنا”.
ذلك هو القسم الذي بدأ المنتفضون في الشارع الأردني ضد المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية يرددونه معا في تظاهرات وفعاليات الشارع في الوقت الذي عادت به وبقوة غير مسبوقة إلى أدبيات الأردنيين وصفية المملكة باعتبارها “أرض الحشد والرباط“ التي لا يقبل أهلها التفرج فيما يذبح الفلسطينيون.
تدحرج غير مسبوق في خطاب الأردنيين ولهجتهم في الشارع شهدته مناطق وأزقة وأحياء شرق العاصمة عمان وفي مناطق حضور عشائري معروفة ردا على ما يجري ضد أهل غزة وقبل ساعات من استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء رباعي يمكن اعتباره سياسيا ودبلوماسيا آخر لقاء قبل لحظة انفجار المنطقة بضيافة الملك عبد الله الثاني الذي يقود جهدا كبيرا وسط الفرقاء حتى لا ينجرف الإقليم نحو الهاوية.
الخطاب في أهزوجة المنتفضين من الأردنيين المشار إليه لهجته غير مسبوقة إطلاقا في سياق التضامن مع فلسطين، والرسائل إذا ما ارتبطت بمناطق شعبية لا تأثير للأحزاب السياسية فيها وحصتها كبيرة من نفوذ العشائر والروابط الاجتماعية- تصبح مؤشرا على تبدل هائل ولا يمكن الاستهانة به فيما تعلن في البلاد حالة الطوارئ الأمنية تحسبا لاستقبال بايدن والرئيسين محمود عباس وعبد الفتاح السيسي وتحسبا أيضا لانفجار الاحتقان الشعبي بعد صلاة يوم الجمعة المقبلة.
تتحول التعبيرات في الشارع الأردني إلى اللغة غير المسبوقة في دعم المقاومة.
ولم يسبق إطلاقا لوقفة احتجاجية أردنية أن رددت قسم الولاء على هذا النحو لا لحركة حماس ولا لكتائب القسام في تحول ومنعطف لا يمكن إلا تأمله والوقوف عنده من جهة جميع الأطراف، في الوقت الذي أعلنت فيه بوضوح حالة الطوارئ دبلوماسيا أيضا في محاولة قد تكون يائسة للاستدراك.
ويقابلها بطبيعة الحال حالة طوارئ عسكرية هادفة لأغراض السيطرة وطنيا على كل الحدود والتفاعلات إذا ما انزلقت المنطقة نحو حرب إقليمية.
عموما الوضع في الشارع الأردني غير مسبوق قبل ساعات من استقبال بايدن في لقاء رباعي يعتقد الجميع أن نتائجه قد تكون حادة وحاسمة.
الأهم أن الشارع الأردني برمته وفي كل مكوناته في التفاعل والحافزية وأن حصة حركة حماس والمقاومة في وجدان الناس وصلت إلى الذروة وهو ما تعبر عنه صيغة بيان شديد اللهجة نشرت لإعلان إشهار المبادرة الأردنية لدعم المقاومة الفلسطينية.
تلك المبادرة لا تمثل الأحزاب السياسية وعابرة تماما للمكونات وفيها جرعة خطاب تحذيري مباشر للدولة الأردنية هذه المرة باتجاه ضرورة تجنب الفخ الأمريكي الإسرائيلي ولصالح إعلان مبايعة سياسية أردنية شاملة شعبويا للمقاومة.
طالب بيان المبادرة وبصيغة حادة الدولة الأردنية بالقيام بواجبها لحماية نفسها كما أصر على إلغاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل حتى لا تستخدم لحرمان الشعب الأردني من الخدمات الأساسية كما حصل مع أهل القطاع.
كل ذلك الصخب لا يستبق فقط زيارة بايدن المريبة بالنسبة للجمهور الأردني بل يوحي بأن الأوضاع ستكون حادة في الشارع المحلي والوطني بعد ظهر الجمعة لأن السلطات أعلنت عدم السماح بإقامة فعاليات شعبية في مناطق الأغوار بمحاذاة فلسطين المحتلة، فيما أصرت بالمقابل قوى المعارضة المنظمة على تنظيم فعاليتها المقبلة في الأغوار حصرا وتحت عنوان يوم الهجرة والزحف إلى فلسطين.