لوفيغارو: اللبنانيون يخشون أن يجرّهم “حزب الله” إلى الحرب.. لكن استمرار التنقيب عن الغاز مطمئن
عربي تريند_ تحت عنوان “اللبنانيون يخشون من أن يجرّهم حزب الله إلى الصراع بين إسرائيل وغزة”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه منذ هجوم مقاتلي حركة “حماس” الفلسطينية على إسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي، يتم التدقيق في أدنى تطور على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، وأدنى إعلان سياسي، بما في ذلك في لبنان، لتقييم احتمالات فتح جبهة مع إسرائيل.
ويعارض أغلب الزعماء السياسيين اللبنانيين هذا السيناريو، لكن السلطات اللبنانية لا تملك سيطرة مباشرة على الخيارات الإستراتيجية لـ “حزب الله”.
“ لوفيغارو” اعتبرت أنّ استمرار عمليات الحفر في المياه العميقة التي تقوم بها شركة TotalEnergies الفرنسية على الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل أمر مطمئن. ويقول جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل إنهم يكثّفون اتصالاتهم مع الطرفين لحثهما على ضبط النفس. وعلى الرغم من كسر الهدوء النسبي الذي ساد على الحدود منذ أشهر، يعتقد المحللون العسكريون أن الاشتباكات ما تزال تحت السيطرة.
فردّ “حزب الله” الأول، الداعم لـ “حماس”، تواصل “لوفيغارو”، مجرد إطلاق نار على منطقة تحتلّها إسرائيل، وهو ما تم تفسيره على أنه رغبة في تجنّب أي تصعيد.. ومنذ ذلك الحين، وقع تبادل آخر لإطلاق النار، وفي صباح الأربعاء، أعلن “حزب الله” مسؤوليته عن إطلاق النار على موقع عسكري إسرائيلي على الحدود، ردًا على مقتل ثلاثة من أعضاء الحزب، يوم الأحد، بالنيران الإسرائيلية.
يتخلل التاريخ اللبناني، منذ ثمانين عاماً، حروب وأعمال عنف مع إسرائيل، التي احتلت جنوب البلاد منذ اثنين وعشرين عاماً. لكن ذكرى الحرب الأخيرة، في صيف 2006، هي التي ما تزال في أذهان الجميع. فقد خلّفت هذه الحرب 1200 قتيل، معظمهم من المدنيين، ومئات الآلاف من اللاجئين. ودمرت الطائرات الإسرائيلية البنية التحتية الرئيسية في لبنان، كما دمرت أحياء بأكملها في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله” الشيعي، المتحالف مع إيران، والذي لم تمنعه الخسائر المدنية من إعادة تسليح نفسه، بل وحتى زيادة قدراته العسكرية، توضح “لوفيغارو”.
وبعد سبعة عشر عاماً، يزعم زعيم “حزب الله” حسن نصر الله أن عدد مقاتليه يصل إلى مائة ألف، وهو ما يعتبر معظم المحللين أنه مبالغ فيه، فضلاً عن أسلحة مثل الطائرات بدون طيار، أو الصواريخ القادرة على الوصول إلى تل أبيب. ومع ذلك، فإن التفوق العسكري الإسرائيلي يظل ساحقاً، ومن هنا ينشأ قلق العديد من اللبنانيين في مواجهة حجم الخسائر المدنية الحتمية التي قد يتسبب فيها أي تصعيد جديد.
وتابعت “لوفيغارو” أنه في هذه المرحلة، لا يبدو أن “حزب الله” يريد الدخول مباشرة في الصراع بين إسرائيل و”حماس”، نظراً للتكلفة الباهظة للغاية التي سيترتب عليها ذلك في لبنان: “من الناحية الإستراتيجية، يعمل “حزب الله” كأداة ردع لإيران على الحدود مع إسرائيل، بهدف تثبيط أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي ضد طهران”، كما تنقل الصحيفة عن بول سالم، مدير معهد الشرق الأوسط، مضيفاً القول: “هناك عاملان يعزّزان فرضية التدخل العسكري.. إذا اعتبر الإيرانيون و”حزب الله” أن وجود “حماس” مهددٌ، فإنهم سيتدخلون لمساعدتها لدوافع إستراتيجية، لأن الأمر يتعلق بحليف ودعامة لـ «محور المقاومة».
أما العامل الآخر، يواصل مدير معهد الشرق الأوسط، فهو الضغوط التي قد يواجهها “حزب الله” إذا تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين في غزة بشكل غير متناسب.
كما أن خطر حدوث انفجار قد يتجاوز حدود لبنان يثير قلق المراقبين الإقليميين والدوليين.
ويضيف بول سالم أن وصول حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس فورد إلى شرق البحر الأبيض المتوسط هو “تحذير واضح لإيران وحزب الله بعدم التدخل”.