العالم تريند

الغارديان: ردود الأفعال المصرية على تصريحات السيسي الأخيرة تنذر بمشاكل قادمة

عربي تريند_ نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للصحافي المقيم في القاهرة إدموند باور قال فيه إن ردود الأفعال على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة والتي طلب فيها من المصريين اختيار الجوع والعطش من أجل التقدم والازدهار، وفي وقت ينفق فيه المليارات على مشاريع كبرى، تقترح مشاكل قادمة.

وبدأ الكاتب مقاله بالقول: “لو كان كل ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الإعلان عن حملته في ما ستكون ولاية ثالثة غير دستورية، فإنه لم يكن ليثير الانتباه، فلم يكن هناك أي شك من أنه سيمدد تسع سنواته في الحكم ولا توجد هناك أية فرصة لخسارته، إلا أن إعلانه سبقه مؤتمر “حكاية وطن” الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام للاحتفاء بإنجازات الرئيس والتي قدم فيها السيسي تصريحات غريبة”.

وفيها قال “لو كان تمن التقدم والازدهار ما نوكلش وما نشربش، زي ما تاكل الناس وتشرب، يبقى ما نوكلش ونشربش” و”أوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن”.

وكان السيسي يلمح إلى معلمين مهمين من حكمه، مشاريع كبرى بمليارات متعددة، وأسوأ أزمة اقتصادية يشهدها المصريون في ذاكرتهم الحية.

فمنذ وصوله إلى السلطة بدأ حملة بناء واسعة، وكان المؤتمر قد انعقد في العاصمة الإدارية الجديدة التي بنيت بكلفة 58 مليار دولار وأعلن عنها عام 2015، ولكنها لا تزال فارغة حتى الآن. وفي نفس الفترة وصل التضخم إلى 37.9% في آب/أغسطس ودفع ثلث المصريين لمستوى الفقر. وبعد ساعات من خطابه كان كلامه “تريند” على منصة إكس، التي كانت تعرف سابقا بتويتر. لكنها حذفت مع نهاية يوم الأحد “ردا على بلاغ من صاحب حقوق النشر”، لكن القنوات المصرية كانت تحمل كلام الرئيس بعد حذف الكلام الناقد والتعليقات الجارحة.

ويعلق الكاتب أن تعليقات السيسي ليست مجرد زلة لسان في حملة انتخابية، فهو يكرر نفس الرسالة دائما، لكنها لم تعد تحظى بالدعم الذي كانت تحظى به، فليس السيسي هو الذي تغير لكن مصر تغيرت.

ويعلق باور أن السيسي ومنذ انقلابه العسكري في 2013، حاول أن يقدم نفسه على أنه الجنرال الشهم الذي ارتدى عباءة السلطة مترددا لخدمة البلد. فهو الرئيس الذي لا تهمه شعبيته والمستعد لاتخاذ قرارات حاسمة وقول الحقيقة ولو كانت جارحة. وعادة ما يتحدث في خطاباته ببطء وهدوء وباللهجة المصرية يتخللها لحظات صمت وابتسامات. إلا أن رسالته الدائمة هي أن على الناس شد أحزمتهم والثقة بالحكومة.

وفي خطاب ألقاه عام 2017، وتحول إلى “ميم”، قال للمصريين “احنا فقراء أوي” وفقراء جدا.

وكان الوعد الذي قدمه السيسي عندما تولى السلطة هو كالآتي: تضحيات على المدى القصير من أجل استقرار على المدى البعيد. وكانت صفقة قبلها الكثيرون. فتوسعة قناة السويس في عام 2015 بتكلفة 8 مليارات دولار كانت أول مبادرة جديدة له، وألهمت خيال الناس فيما يمكن تحقيقه، مع أن المحللين يعتقدون أن قيمتها الاقتصادية كانت محدودة.

وفي الأيام الأولى لحكمه، أعلن السيسي أنه سيشرف على 4 ملايين فدان في الصحراء، وأنه سيبني 40 مدينة. وفي العاصمة الإدارية سيبني أطول بناية في أفريقيا ومطارا أكبر من مطار هيثرو وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط. ومن أجل تأسيس “الجمهورية الجديدة” فإن الحكومة ستقوم بقطع الدعم بشكل يجعل كلفة المعيشة عالية وإن بشكل مؤقت، وعلى المدى البعيد فإن مصر ستزدهر.

وبدلا من ذلك، زادت مصر فقرا، فقد زادت قيمة الدولار من 6.95 جنيهات مصرية إلى 30.9 جنيها. وزاد سعر التضخم في الطعام إلى 60%. وزاد الدين الخارجي من 40 إلى 165 مليار دولار. ومن المرجح أن يتم تخفيض قيمة العملة لما بعد الانتخابات مما يعني زيادة كلفة المعيشة. ومع زيادة الأسعار، تراجعت شعبية السيسي.

وكما قال المحلل السياسي ستيفن كوك، فإن السيسي الذي ألصق اسمه على كل مكان في البلد وعلى مدى التسعة أعوام الماضية، لا يستطيع اليوم إبعاد نفسه عن الأزمة الاقتصادية. ففي الماضي ألقى كل مشاكل البلد على جماعة الإخوان المسلمين التي ذهبت الآن، فعناصرها إما في السجن أو المنفى أو قتلوا. وفي غياب من يحمله المسؤولية، فقد أصبح السيسي “غير شعبي بشكل واضح”، فسرعة اختفاء تعليقات السيسي يوم الأحد، تظهر معرفة السيسي بالأمر.

وسبق إعلان ترشيحه مسيرات تقليدية، لتظهر بأنها ضغوط من القادة لدفع الرئيس للترشح. وأيا كانت الجهة المنظمة لها، ففي 2014، كانت هناك طاقة لهذه الأحداث. ولكن مع كل دورة انتخابية، تتحول لمجرد مناسبات روتينية يحضرها المسؤولون وطلاب المدارس وفرق الكشافة والمارة. وبحلول الإثنين تحولت واحدة منها لاحتجاج. وبعد إعلان السيسي أنه سيلبي طلب الشعب ويرشح نفسه، قامت جماعة في ميناء مرسى مطروح بإزالة ملصقات الرئيس من الشارع. وفي فيديو انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر المشاركون وهم يرددون هتافا من احتجاجات عام 2011 “الشعب يريد إسقاط النظام”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى