جواهر الجزائر “الثمينة” تواجه المجهول في فرنسا!
عربي تريند_ بدأ التاريخ يُعيد نفسه مع ألمع المواهب والجواهر الخام لأبناء المهاجرين والجيل الثاني الجزائري في فرنسا، بممارسة نفس الضغوط والمضايقات القديمة، وفي رواية أخرى العقاب الفرنسي القاسي، لكل من يرفض تمثيل الديوك على المستوى الدولي، من أجل الاستعداد للدفاع عن ألوان وطن الآباء والأجداد.
ولاحظت الصحف والمواقع الرياضية المحلية في معقل محاربي الصحراء، أن اليافع العشريني أمين غويري، خسر مكانه في التشكيل الأساسي مع فريقه رين، لمصلحة زميله التركي برتوغ أزغور للمباراة الثانية على التوالي، وتحديدا منذ تصريحات الناخب الوطني للخضر جمال بلماضي، التي أشار خلالها إلى اقتراب اللاعب من تحويل جنسيته الرياضية من الفرنسية إلى الجزائرية.
من جانبها، وضعت صحيفة “الشروق” علامات استفهام بالجملة، حول قرار مدرب نادي رين، برونو جنيسيو، باستبعاد غويري من التشكيلة الأساسية بشكل مفاجئ أمام فريق مكابي حيفا في سهرة الدوري الأوروبي، ومونبيلييه في مباراة أحد ضمن الجولة السادسة للدوري الفرنسي، خاصة وأنه جاء تزامنا مع الرسالة التي بعثها المدير الرياضي لنادي رين فلوريان موريس، للمشجعين والرأي العام في بلاده، بشأن رغبة اللاعب في تأجيل حسم ملف مستقبله الدولي لوقت آخر، والتي فُسرت على أنها موافقة ضمنية على موافقته تمثيل الجزائر في المستقبل.
أيضا المهاجم الآخر الواعد ريان شرقي، هو الآخر يعاني الأمرّين مع فريقه ليون، من الاقتراب من الجلوس على سطح القمر، بعد سلسلة عروضه الهوليودية الموسم الماضي، التي ساهمت في اقتران اسمه بأندية بحجم مانشستر يونايتد وآرسنال في الصيف، إلى الجلوس على مقاعد البدلاء ومواجهة المجهول هذا الموسم، حتى بعد إقالة المدرب السابق لوران بلان وتعيين الإيطالي فابيو غروسو.
ويبصم ريان شرقي، على موسم للنسيان، بإخفاقه في المساهمة في تسجيل ولو هدف وحيد في أول 6 جولات في الدوري الفرنسي، وسط شائعات تُشكك في إمكانية استمراره ضمن مشروع غروسو، والأمر لا يتعلق فقط بما يتردد على نطاق واسع بشأن رغبته في تمثيل منتخب الجزائر الأول في المستقبل، بل أيضا لعدم اقتناع المدرب الإيطالي بإمكانات الجزائري الأصل، وذلك وفقا لصحيفة “ليكيب” ذائعة الصيت.
وقالت نفس المنصة، إن استمرار وضع ريان الحالي كما هو عليه لنهاية الموسم، قد يفسد خطته في المرحلة القادمة، بتسجيل حضوره مع منتخب فرنسا الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية القادمة، الأمر الذي قد يُعجل بقرار تغيير جنسيته الرياضية من الفرنسية إلى الجزائرية، كما يحدث الآن مع صديقه الصدوق أمين غويري.
في سياق متصل، ربط موقع “إنفو سبورت” بين المضايقات التي يتعرض لها أمين على وجه التحديد، وبين مدرب منتخب فرنسا الأول ديديه ديشامب، وذلك نقلا عن المدرب الجزائري السابق ناصر سنجق، الذي أصرّ في مقابلة خاصة، على أن ما يحدث لغويري، ليس من قبيل الصدفة، بل بتوجيهات من قبل مدرب الكبار، لإثناء اللاعب عن قراره بتمثيل الخضر في المستقبل، فيما وصفها بالإستراتيجية الخاصة التي يتبعها ديشامب، مستخدما كل الطرق الممكنة للضغط على المترددين في الاختيار بين الوطن وأي منتخب آخر.
وأيّدت “الشروق” هذه الرواية، مستشهدة بقائمة عريضة من اللاعبين الشباب الجزائريين الأصل، الذين اضطروا للفرار من فرنسا، بعد تسديد الضريبة الباهظة لاختيار تمثيل منتخب محاربي الصحراء، بدءا من الأسطورة رابح ماجر، الذي أُجبر على اللعب لفريق راسينغ باريس في دوري الدرجة الثانية، بعد غلق أبواب أندية دوري الدرجة الأولى في وجهه، ما دفعه لإحياء مسيرته مع بورتو البرتغالي في ثمانينات القرن الماضي، وآخرين اتبعوا نفس النهج في الألفية الجديدة، أبرزهم مشاهير جيل موقعة “أم درمان” أمثال عنتر يحيى، ومجيد بوقرة، ونذير بلحاج، وغيرهم غادروا فرنسا، لعل آخرهم حسام عوار المنتقل حديثا إلى صفوف روما الإيطالي.