احتجاجات كركوك: حصيلة جديدة للضحايا ومخاوف من التصعيد
عربي تريند_ على إثر التوتر الأمني الذي شهدته محافظة كركوك العراقية، المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، مساء أمس السبت، تشهد المحافظة اليوم الأحد، حالة ترقب، وسط مخاوف من التصعيد، فيما أعلنت القوات العراقية صباح اليوم رفع حظر التجول في المدينة وضواحيها مع الإبقاء على حالة الانتشار الأمني، وإعادة فتح طريق أربيل ـ كركوك وإزالة تجمعات وخيام المحتجين منه.
ووجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيق بشأن أحداث المحافظة، وأصدر قراراً بالتريث بإعادة مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى المحافظة.
وكانت السلطات العراقية، فرضت مساء أمس السبت، حظراً للتجول في محافظة كركوك على إثر توتر أمني تطور بعد تظاهرات متضادة تفاعلت إثر اتفاق سياسي بإعادة الحكومة مقرات الحزب الديمقراطي الحاكم في أربيل لعهدته، واستئناف نشاطه السياسي فيها لأول مرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وقطع محتجون من العرب والتركمان، الطريق الرابط بين أربيل – كركوك، رفضا للخطوة، لكن تظاهرات مقابلة نظمها ناشطون كرد، أدّت إلى مواجهات بين الطرفين، واستخدم عناصر الأمن الرصاص الحيّ لتفريق التظاهرات، وقد قتل ثلاثة متظاهرين أكراد وأُصيب 10 آخرون، في آخر حصيلة أعلنتها شرطة كركوك اليوم الأحد.
وتخشى السلطات العراقية حدوث مواجهات بين الناشطين الكرد وآخرين من التركمان في حال تشييع ضحايا توترات يوم أمس السبت، وهم ثلاثة أكراد، وجميعهم من أهالي كركوك.
واتهم الناشط في كركوك، محمود العبيدي، الأحزاب السياسية بأنها وراء بث الفتنة بين أهالي المدينة، مضيفاً لـ”العربي الجديد”: “منذ قرون نعيش معاً، عرباً وتركماناً وكرداً، مسلمين ومسيحيين بمختلف الطوائف، لم نعرف فتنة، لكن الأحزاب التي تسعى للمحاصصة تخلقها دوماً، وبعض الصغار وقليلي التعليم ينجرفون وراءها”، واصفاً الوضع في المدينة بأنه “متوتر وغير صحي”.
عناصر من “الحشد الشعبي” في بغداد، يناير 2022 (مرتضى السوداني/الأناضول)
تقارير عربية
استراتيجية السوداني مع الفصائل العراقية: تمكين مادي واحتواء أمني
وأصدر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، فجر اليوم الأحد، بياناً شديد اللهجة حذر فيه من مغبة “استمرار التمييز في كركوك”، داعياً رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى وضع حد لـ”المشاغبين” في كركوك.
وأكّد أن “مجموعة من المشاغبين قطعوا منذ عدة أيام الطريق بين أربيل وكركوك بحجة منع افتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، وعدم السماح للمواطنين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية، كذلك فإنهم خلقوا أوضاعاً غير مناسبة وخطيرة للغاية لأهالي كركوك”.
وشدد على أن “هذه التصرفات محاولة لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك بالمحافظة”، محذراً من أن “مثل هذا السلوك غير مقبول، وستكون عواقبه وخيمة للغاية، وسيدفعون باهظاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك”.
وتلقى السوداني اتصالاً من محافظ كركوك، راكان الجبوري، ووجه السوداني بالتريث في إخلاء مقر العمليات في كركوك، الذي كان من المفترض أن يعاد إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني ليعاود نشاطه بالمحافظة، وهو ما سبّب تظاهرات رافضة من قبل المكونين العربي والتركماني في المحافظة، بعد ذلك قرر المتظاهرون سحب خيمهم وإنهاء اعتصامهم وفتح الطريق.
المتحدث باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، أكّد أن “السوداني، وجه بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات وفاة أحد المواطنين وسقوط عدد من الجرحى على خلفية الأحداث في محافظة كركوك”، مضيفاً: “كذلك شدّد على محاسبة المقصرين الذين تثبت إدانتهم في هذه الأحداث وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.
بدوره، أكّد ضابط في قيادة شرطة المحافظة، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن “كركوك تشهد وضعاً غير مستقر حالياً”، مبيناً لـ”العربي الجديد”، أن “حالة من الترقب تسود المحافظة، وأن الانتشار الأمني مكثف فيها، وأن عناصر الأمن تمنع خروج الأهالي، وسط تعطيل لدوائر ومؤسسات الدولة”.
وشدد على أن “الوضع ما زال مثيراً للقلق، في ظل مخاوف من تجدد الأحداث، خصوصاً بعد سقوط قتيل وجرحى”.
رئيس الجبهة التركمانية، أرشد الصالحي، دعا في تغريدة جميع الأطراف إلى “العودة إلى الحوار لمعالجة تداعيات الأوضاع الراهنة بمشاركة ممثلي جميع مكونات كركوك دون استثناء، وعقد اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء لتدارك هذه الأزمة التي أخذت منحىً خطيراً”.
وشهدت كركوك الأسبوع الفائت موجة احتجاجات وقطع طرق رئيسة وسط المدينة، رفضاً لقرار الحكومة العراقية بإخلاء مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في المدينة لإعادتها للحزب، تمهيداً لعودته إلى ممارسة أنشطته السياسية بعد نحو خمس سنوات من تركه كركوك.
وكان “الديمقراطي الكردستاني” قد خرج من كركوك إثر حملة عسكرية للقوات العراقية، عام 2017، رداً على تنظيم حكومة إقليم كردستان وقتها استفتاءً شعبياً للانفصال عن العراق وإشراكها مدينة كركوك في الاستفتاء.
ومنذ استعادة بغداد السيطرة على كركوك، نهاية 2017، يتولى إدارة المحافظة محافظ عربي، هو راكان الجبوري، إلى جانب قيادة أمنية مشتركة من مختلف القوميات في المحافظة، وتحت إشراف الجيش العراقي.