إيكونوميست: كل الساسة في ليبيا يبحثون عن علاقات مع إسرائيل
عربي تريند_ قالت مجلة “إيكونوميست” إن الساسة المتعطشين للسلطة في ليبيا، يتطلعون لعلاقات مع إسرائيل لتقصير الطريق إلى واشنطن، والحصول على الدعم الأمريكي. وقالت إن الطريقة المبتذلة التي تعاملت فيها الدبلوماسية الإسرائيلية مع اللقاءات ليست جيدة للولايات المتحدة أيضا.
فقد “كان ذلك درسا في كيفية إدارة الدبلوماسية، حيث أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في 27 آب/ أغسطس، أنه التقى في روما مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش. وكان من المفترض أن يظل اللقاء سرا، إلا أن الكشف عنه أدى لاحتجاجات في ليبيا التي لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل”.
وقد عُزلت المنقوش من منصبها ثم فرّت من البلاد. وهاجم نواب المعارضة في إسرائيل، الوزير إيلي كوهين، ووصفوا قراره بأنه لا يختلف عن أحد الهواة في السياسة. وكان المسؤولون الأمريكيون غاضبين كذلك، وقالوا إن هذا يدمر جهودهم لدفع الدول العربية للاعتراف بإسرائيل.
وجاء اللقاء في روما بعد لقاء رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة مع مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز في بداية العام الجاري، وقيل إنهما ناقشا موضوع العلاقة مع إسرائيل. وحكومة الدبيية ليست الوحيدة في ليبيا التي تبحث عن علاقات مع إسرائيل، ففي الشرق الليبي الذي يسيطر عليه أمير الحرب خليفة حفتر، عقد ابنه صدام حفتر لقاءات سرية مع مسؤولين إسرائيليين في 2021. ولدى إسرائيل علاقات مع سيف الإسلام، نجل الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، والذي يتطلع لأن يكون رئيسا لليبيا والترشح في الانتخابات المؤجلة منذ وقت طويل.
وتقول المجلة إن القرارات المثيرة للجدل من الإمارات والبحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فتحت المجال أمام استثمارات ثنائية بالمليارات، وفيضان من السياح الإسرائيليين إلى الخليج.
وفي الوقت الذي ستكون فيه المنافع أكثر لليبيا، لكن من غير المرجح أن تستثمر شركة إسرائيلية في بلد يعاني من فوضى مزمنة، علاوة على ذهاب السياح الإسرائيليين إلى هناك.
وحتى بيع السلاح يظل مشكلة، فالبلد خاضع لقرار حظر تصدير السلاح من مجلس الأمن. وعليه فالتواصل مع إسرائيل لا علاقة له بالصورة الأكبر، ولكن بمصالح ضيقة لساسة متعطشين للسلطة.
ففي السودان، مضى العسكر في التطبيع مع إسرائيل، ومزّقوا خطة الانتقال إلى الحكم المدني، وأطلقوا النار على المئات من المتظاهرين.
وفي نيسان/ أبريل، قامت قوات الدعم السريع، بمهاجمة الجيش في محاولة منها للاستيلاء على السلطة، فالعلاقة الإسرائيلية الجديدة في العالم العربي هي مع دولة غارقة في الحرب الأهلية، وبالكاد يمكن تسميته بالإنجاز الدبلوماسي الضخم.
وفي حالة ليبيا، فهي في مجموعها من الساسة والميليشيات المسلحة لا يمكن اعتبارها دولة، فهي ببرلمانين متنافسين، وحتى الشهر الماضي ببنكين مركزيين، وحتى لو وافق الدبيبة على علاقات مع إسرائيل، فمن الواضح أنه لن يكون قادرا على التوقيع نيابة عن كل البلد.
لقد أخطأ كوهين في الحديث عن اللقاء، ولكن الخطأ الأكبر يقع على الولايات المتحدة التي تجد قيمة في الحديث عن التطبيع حتى مع حكومات غير شرعية.