“فاينانشال تايمز”: واشنطن طلبت من طهران الامتناع عن تزويد روسيا بطائرات مسيّرة
عربي تريند_ تضغط الولايات المتحدة على إيران للتوقف عن بيع طائرات مسيّرة إلى روسيا، في إطار مباحثات على “تفاهم غير مكتوب” أوسع نطاقاً بين واشنطن وطهران لخفض التوترات واحتواء الأزمة النووية طويلة الأمد، وفق ما ذكرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، اليوم الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أثارت القضية مع طهران في محادثات غير مباشرة عُقدت في كلّ من قطر وسلطنة عمان هذا العام، وأشارت إلى أن هذه المناقشات جرت بالتوازي مع المفاوضات بشأن صفقة تبادل السجناء مع إيران، بوساطة قطرية، والتي أدت إلى نقل أربعة مواطنين أميركيين-إيرانيين من السجن إلى الإقامة الجبرية، الأسبوع الماضي.
وأكد مسؤول إيراني ومصدر آخر مطلع على المباحثات أن واشنطن تريد من طهران التوقف عن تزويد روسيا بالطائرات المسيّرة، والتي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا، فضلاً عن قطع غيار للطائرات بدون طيار.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن بلاده، التي تنفي رسمياً استخدام مسيّراتها في أوكرانيا، طلبت مراراً من موسكو التوقف عن نشرها في الصراع، لكن واشنطن أرادت “المزيد من الخطوات الملموسة”، وفق تأكيده.
ويأمل المفاوضون في أن تؤدي المفاوضات غير المباشرة إلى اتفاق الطرفين على إجراءات خفض التصعيد، وهذا سيعني موافقة إيران على الامتناع عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 60%، وتحسين تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعهد بعدم استهداف الأميركيين، وفق المسؤول الإيراني ومصدر آخر مطلع على المحادثات.
في المقابل، ستمتنع واشنطن، وفق المسؤول الإيراني، عن فرض عقوبات جديدة على إيران في بعض المجالات، باستثناء تلك المتعلقة بحقوق الإنسان، ولن تراقب بشكل صارم العقوبات المفروضة بالفعل على مبيعات النفط.
أيضاً، تريد طهران من واشنطن إقناع الحلفاء الأوروبيين بتخفيف الضغط عليها، في ظل ما يعانيه اقتصادها جراء العقوبات الأميركية المفروضة عليها، بعد تخلي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق النووي.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أنّ طهران قلقة من أن تسعى الأطراف الأوروبية الموقعة على اتفاق عام 2015 (بريطانيا، ألمانيا وفرنسا)، إلى إعادة فرض بعض العقوبات بمجرد انتهاء بنود الاتفاق النووي الذي قيّد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني في أكتوبر/ تشرين الأول، وقال: “نحن قلقون للغاية بشأن أكتوبر… نتوقع تخفيف الضغوط على إيران من جهات مختلفة”.
وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى اتفاقات بشأن معظم القضايا، لكن المناقشات التي تجري عبر وسطاء ستستمرّ في قطر وسلطنة عُمان، لا سيما بشأن روسيا.
من جهته، أكد المصدر المطلع على المباحثات أن تبادل السجناء لم يكن مرهوناً بإجراءات خفض التصعيد، مشيراً في المقابل إلى أن مثل هذه الخطوة قد تساعد في بناء الثقة بين الطرفين.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول غربي تأكيده أن هذه الصفقة كانت شرطاً مسبقاً لأي تقدم في خطوات خفض التصعيد على الصعيد النووي، منبهاً في الوقت نفسه من أن هناك فجوة كبيرة جداً بين إجراء تلك المحادثة (حول إجراءات خفض التصعيد) مع إيران، واستعداد النظام الإيراني بأكمله لتطبيقها.
والأسبوع الماضي، توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين مسجونين، مقابل الإفراج عن العديد من الإيرانيين المسجونين، ووصول طهران في نهاية المطاف إلى مليارات الدولارات من عائدات النفط الإيراني. وسمحت إيران لأربعة أميركيين محتجزين لديها بالانتقال من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية وهناك محتجز أميركي خامس رهن الإقامة الجبرية في المنزل بالفعل.
وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، الجمعة، أن قطر “لعبت دوراً محورياً في تيسير الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، لإطلاق سراح عدد من السجناء وإنشاء قناة تواصل لمعالجة عدد من المسائل المتفق عليها بين الطرفين”.