حملات تشويه تستهدف معارضين مصريين مع اقتراب انتخابات الرئاسة
عربي تريند_ على الرغم من انطلاق الحوار الوطني المصري الذي دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلا أن حملات التشويه التي تستهدف معارضين مصريين لم تتوقف، خاصة ممن يتبنون موقف سلبي من الحوار أو الداعين لعدم ترشح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمدة رئاسية ثالثة لضمان نزاهة الانتخابات.
وطالت حملات التشويه رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، عقب إطلاق الحزب حملة “مدتين كفاية” للمطالبة بعدم ترشح السيسي لفترة رئاسية جديدة.
ومن المفترض فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، كحد أقصى في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بحسب تصريحات ضياء رشوان منسق الحوار الوطني المصري.
وشن إعلاميون مصريون محسوبون على نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هجوما خلال الأيام الماضية، على الزاهد، وتنوعت الاتهامات التي أطلقوها بين محاولة مخالفة الدستور وصولا إلى تغطية الفشل في الحياة الشخصية.
مدتين كفاية
حملات التشوية تعكس أجواء غير مناسبة ونحن على أبواب انتخابات رئاسية، بحسب مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي.
الزاهد قال لـ”القدس العربي”، إن الحملة استهدفته بعد إطلاق الحزب وسم “مدتين كفاية”، لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم الترشح لولاية ثالثة.
رئيس حزب التحالف الشعبي لـ”القدس العربي”: الحملة استهدفتني بعد مطالبة السيسي بعدم الترشح لمدة ثالثة
وأضاف: نحن غير ملتزمين بتأييد السيسي، وأوضحنا في حملتنا، أننا لا ننطلق من التعديلات التي أدخلت على الدستور عام 2019، وإنما ننطلق من مصلحة الوطن، وتفاديا لمخاطر الانفجار الشعبي في ظل انخفاض شعبية السيسي ما تعمله جيدا الأجهزة الأمنية.
وواصل: لم ننطلق في مطلبنا بالاكتفاء بمدتين رئاسيتين من منطق المكايدة السياسية ولا الرغبة في افتعال خلاف وهمي ليس له أساس، لكن الاعتبار الذي انطلقنا منه هو ما تواجهه مصر من أزمات كبرى يمكن أن تجد فرصة أفضل في الحل في غياب السيسي، كالديون وحقوق الإنسان ومخاطر الانفجارات المجتمعية السابقة، كلها تهديدات تجعل من الفرصة أفضل بإجراء تعديل على السياسات والأشخاص.
وواصل الزاهد: حكمة التقيد بمدتين في الدول التي قطعت أشواطا في المسار الديمقراطي هو ألا ينشأ لرأس الدولة منطقة نفوذ كبيرة تؤثر سلبًا على التوازن بين السلطات وتخلق مراكز قوى”.
وختم الزاهد: عدم ترشح السيسي يصب في مصلحة مصر، ويحسن موقفنا في أزمة الديون ومحاولة إسقاط جزء منها أو إعادة جدولتها، وأنا عن يقين أن مصر ستكون أفضل كثيرًا عندما يكون هناك تغيير واقعي.
وقضى السيسي مدتين في الرئاسة، الأولى استمرت 4 سنوات منذ عام 2014 إلى 2018، والثانية بدأت في 2018 وتنتهي هذا العام.
وسمحت التعديلات التي أدخلت على الدستور المصري عام 2019، للسيسي بالترشح لمدة ثالثة، كما رفعت عدد سنوات المدة الرئاسية إلى 6 بدلاً من 4.
حملة رخيصة
الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 12 حزبا معارضا، عن تضامنها الكامل مع رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في مواجهة ما وصفتها بـ”الحملة المنظمة التي تستهدفه بأساليب رخيصة وبنشر أكاذيب لا صحة لها في عدد من المواقع الاخبارية المجهولة لخلق حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقالت الحركة المدنية، إنه في ضوء السيطرة المطبقة على وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية التي لا يتم حجبها، لا يمكن أن تكون الحملة بريئة أو محض مصادفة، بل بكل تأكيد بالمواقف التي تبناها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مؤخرا، وتحتوي على إسقاطات غير مقبولة على كل أحزاب المعارضة.
وأوضح البيان أن كل أحزاب الحركة المدنية تتشرف بتبني أغلب هذه المواقف والدفاع عنها، وتؤكد أنه لا يمكن أن تكون هذه الأساليب وسيلة للتعامل مع آراء المعارضين، حيث تعد مقدمة غير مطمئنة مطلقا لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة وتتناقض مع أجواء الحوار الوطني.
إلى ذلك طالت حملات التشويه التيار الحر، الذي أعلنت أحزاب ليبرالية تأسيسه الشهر الماضي.
وقال مجلس أمناء التيار الحر، إنه يتابع الحملة الممنهجة التي انطلقت ضده عقب تدشينه، وطالت أعضاء التيار وأحزابه بهدف النيل منه وإضعافه قبل البدء في خطوات ومراحل التأسيس.
وأضاف المجلس في بيان له، أن هذه الحملة أطلقت من جانب جهات وأطراف داخل مصر وخارجها للتأثير على وجدان شرفاء هذا الوطن ومحاولات إلصاق اتهامات باطلة للتيار الحر وأعضاءه، منها الاستقواء بالخارج والتطبيع ورفع الدعم وتقليل الأجور وغيرها لتشويه السياسات الليبرالية وإلهاء الكافة عن القضايا الأساسية التي خرج التيار من أجلها في هذا التوقيت الدقيق لإنقاذ الوطن ورفع المعاناة عن شعبنا الصابر.
وتابع البيان أن التيار الحر هو جزء عضوي من النسيج المصري وتاريخه الطويل ويسعى للحرية والعدل والديمقراطية والحياة الكريمة وينحاز للمواطن بأحلامه وطموحاته التي ينهشها الاستبداد والاحتكار وسياساته الاقتصادية الفاشلة التي أدت إلى إفقار المواطنين وتحويل حياتهم إلى معاناة يومية وخرج التيار بهدف محاصرة الفقر وتوفير سبل الحياة الكريمة للمصريين.
وأضاف أن التيار تأسس ليعكف على دراسة وتقديم حلول اقتصادية عاجلة للخروج من تداعيات الأزمة الطاحنة التي تهدم حياة المصريين يوميًا على اختلاف مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتواجه خطر التضخم والكساد الذي يلقي بظلاله على مستقبل الجميع في مصر وخاصة صغار التجار والمصنعين قبل كبار المستثمرين والعمل على محاصرة الفقر والحد من الغلاء وتوفير فرص العمل وتهيئة بيئة عمل واستثمار تنافسي وكسر الاحتكار والعمل من خلال اقتصاد السوق الحر الذي يقترن ببرامج الحماية الاجتماعية.
ولفت التيار في بيانه إلى أنه لم يخرج ليعادي فكرا أو سياسات فرد أو تحالف ما، وإنما خرج ليقاوم السلطوية بكل أشكالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ويهدف بشكل أساسي إلى تحرير الاقتصاد المصري من قبضة الدولة بمؤسساتها العسكرية والمدنية وعودة السياسة للشارع المصري والتغيير الديمقراطي السلمي.
القضية الفلسطينية
وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال التيار إنه يؤمن أن الصراع مع إسرائيل لا يخص الشعب الفلسطيني فقط بل هو صراع عربي إسرائيلي وجزء من الأمن القومي المصري ويؤمن بضرورة حل الصراع وفقًا لقرارات الأمم المتحدة (٢٤٢) (٣٣٨) و (٣٢٣٦) وكافة الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الدول العربية وإسرائيل وكافة الاتفاقيات الموقعة من الجانب الفلسطيني والتي تقضي بضرورة انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل ٥ يونيو/ حزيران ١٩٦٧ وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وزاد البيان: “يؤمن التيار بأن الشعب الفلسطيني كجزء من النسيج العربي له الحق في الحياة الآمنة على أرضه وتحقيق سيادته عليها بقيام دولة كاملة السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية ووقف كل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني من تهجير قسري وتصفية عرقية واستيطان، حيث إن العلاقات الطبيعية بين الشعوب لا تنمو إلا بإحقاق العدل والشرعية الدولية ورد الأراضي المحتلة لسيادة دولة فلسطين”.
وتابع، التيار يقف نفس موقف الشعب المصري والعربي في رفض التطبيع واغتصاب الأراضي وتدمير البنية التحتية.
وختم التيار بيانه بمطالبة شرفاء الوطن بعدم الانقياد خلف حملات تستهدف مستقبل الشعب بالأساس وترمي إلى تصفية أي تيار يولد من رحم الشعب ويقف صلبًا في مواجهة أعين قد عميت عن واقع مرير أو يحمل صرخات الألم لتقرع آذان قد صمتت من زمن بعيد.
الاستقواء بالخارج
وكان كمال أبو عيطة عضو لجنة العفو الرئاسي، اتهم التيار الليبرالي الحر في تصريحات صحافية بأنه يستقوى بالخارج ولديه أجندة سياسية.
وردا على تلك الاتهامات، قالت جميلة إسماعيل في بيان عبر حسابها الرسمي على تويتر: “في رسالة للأستاذ كمال، تعجبت من تصريحات الأستاذ كمال أبو عيطة الذي أحترمه وأقدر تلقائيته، وأعجب بصوته عندما يهتف، وحديثًا عندما يغني”.
وأضافت: “لكنني لم أفهم ما ورد على لسانه من تصريحات على أحد مواقع السلطة، تحول فيها خلافه مع شخص بعينه إلى اتهامات مجانية ومستهلكة وقديمة لتحالف سياسي مؤقت خرج لتوه إلى النور بكامل أحزابه وشخصياته.
وتابعت: “ظننت في البداية أن الكلام منقول بالخطأ من تصريحات أو منشورات لمصطفى بكري، تلك التي طالما دمرت محاولات التحرك السياسي باتهامات صفرية (توزع الوطنية والتخوين)، وتضع المخالفين في موضع الدفاع”.
وأضافت: “وهذا لم نعانيه وحدنا، بل عانى منه التيارات والأحزاب والشخصيات التي تتشارك معًا في الحركة المدنية، بل وعاني منها كمال نفسه، فلماذا نكرر نفس الممارسات والأفعال.
وأضافت: لا يملك أحد هنا صكوك الوطنية ليوزعها على من يختار، ومن يحب، هذه عدوى منقولة من أنظمة الاستبداد والتسلط والقمع في المنطقة العربية، عدوى نتمنى أن تتخلص منها الحركة المدنية التي عبرت بكل المحن والمعاناة، ودفع كل مشارك فيها ثمنا باهظا لمواقفه.