توتر بين التيار الصدري والأمن العراقي وسط بغداد: انتشار أمني وقطع طرق وجسور
عربي تريند_ شهدت العاصمة العراقية بغداد، فجر اليوم الاثنين، حالة من التوتر الأمني بين مليشيا تابعة لـ”التيار الصدري” الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وقوات الأمن الحكومية العراقية.
وانتشر عناصر مليشيا “سرايا السلام”، الجناح العسكري للتيار الصدري، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، إلى جانب مناطق شرق القناة التي تشمل ضاحية الصدر، والبلديات، وبغداد الجديدة ومناطق أخرى مجاورة، مقابل انتشار أمني كثيف للقوات الحكومية من ضمنها الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للشرطة الاتحادية.
وقال مسؤول في قيادة عمليات بغداد، لـ”العربي الجديد”، إن توجيها صدر من القيادة العليا للقوات المسلحة بإفراغ مبنى المطعم التركي، المطل على نهر دجلة في ساحة التحرير من عناصر “سرايا السلام”، الذين يتواجدون فيه منذ أشهر طويلة، وتحويل مبنى المطعم المؤلف من عدة أدوار إلى مقر لقوات الشرطة الاتحادية، مشيراً إلى أنه “تم إبلاغ عناصر المليشيا المتواجدين في المطعم بذلك، لكنهم رفضوا عملية الإخلاء، وأكدوا أنهم لم يخرجوا من المطعم إلا بأمر من قيادة التيار الصدري حصراً”.
وبين المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه “بعد ساعة من ذلك، وصلت قوة مسلحة من أنصار الصدر، ومعها أسلحة مختلفة متوسطة وثقيلة، ودخلت مبنى المطعم التركي وانتشرت في محيطه وفي ساحة التحرير، مع انتشار مسلحين آخرين في عدد من مناطق العاصمة بغداد مع الأسلحة المتوسطة والثقيلة”.
وأضاف أن أوامر صدرت بعد انتشار مسلحي “سرايا السلام”، بنشر قوات إضافية من الشرطة الاتحادية في مناطق العاصمة بغداد تحسباً لأي طارئ مع نشر الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للشرطة الاتحادية، في ساحة التحرير وقرب المطعم التركي، وتشديد الأوامر بمنع أي احتكاك مع المسلحين.
كما قطعت القوات الأمنية بعض الطرق والجسور، لتقييد حركة مسلحي “سرايا السلام” في مناطق بغداد ومنع وصول أي إمدادات جديدة لهم في ساحة التحرير والمطعم التركي، وفقا للمسؤول.
تقارير عربية
العراق: ترقب لموقف التيار الصدري من الانتخابات المحلية
وكشف المسؤول عن اتصالات بين قيادات أمنية وعسكرية مع قيادة التيار الصدري من خلال حاكم الزاملي ومسؤول السرايا تحسين المحمداوي، لافتاً إلى التوصل لاتفاق على سحب القوات الأمنية من ساحة التحرير وقرب مبنى مطعم التركي، والإبقاء على تواجد عناصر “سرايا السلام” في المطعم التركي، لمنع حصول أي احتكاك قد يدفع إلى اشتباكات مسلحة.
ومضى قائلاً: “كانت هناك مخاوف حكومية من هذا الأمر ولهذا تم تهدئة الأوضاع وسحب القوات الأمنية”.
من جهته، قال المحلل السياسي والأمني ماهر جودة لـ”العربي الجديد”، إن “عودة التوتر الأمني والسياسي في بغداد منذ أيام، تبين أن الأوضاع المقبلة، لن تشهد أي استقرار سياسي وأمني”، موضحاً أن هذه الأحداث تؤكد قرب عودة التيار الصدري إلى الواجهة السياسية من جديد وبقوة.
وبين جودة أن “اللجوء إلى التوتير الأمني ونشر قوات مسلحة من قبل الحكومة والتيار، له مؤشرات خطيرة جداً”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر ربما يتحول إلى احتكاك ثم إلى اشتباك، ويخلق فتنة وحربا داخلية يكون الكل خاسرا فيها”. وقال: “لا نعتقد أن قيادة التيار تريد ذلك”.
وأضاف المحلل السياسي والأمني، “حكومة السوداني والإطار التنسيقي يدركون خطورة عودة التيار الصدري للمشهد السياسي، فهذا الأمر قد يكلفهم خسارة السلطة من جديد، ولهذا سيعملون على منع هذا الأمر وفكرة إخراج عناصر التيار الصدري من المطعم التركي، تأتي ضمن المخاوف من عودة الاحتجاجات إلى المنطقة الخضراء، وإمكانية استخدام المطعم كموقع استراتيجي لقيادة هذه التظاهرات”.