زعماء “الناتو” يجتمعون “على أبواب روسيا” وعضوية أوكرانيا في التحالف في قلب المناقشات
عربي تريند_ يجتمع زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء في قمة حاسمة في ليتوانيا، على أبواب روسيا، لتوجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا التي تواصل هجوما مضادا صعبا ضد موسكو وتنتظر التزامات بشأن عضوية مستقبلية في التحالف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء إن قادة الدول الأعضاء في الناتو المجتمعين في فيلنيوس سيوجّهون رسالة “واضحة” و”إيجابية” إلى أوكرانيا حول انضمامها إلى الحلف.
وأوضح: “سنوجّه رسالة واضحة، رسالة إيجابية حول المسار الذي سنمضي فيه. سينشر نص البيان للجمهور في الساعات المقبلة”.
ونشرت ألمانيا أنظمة صواريخ باتريوت وفرنسا طائرات مقاتلة لحراسة الأجواء فيما يجتمع قادة الدول الأعضاء في الناتو في ليتوانيا، على أبواب روسيا.
يتوقّع أن يقدم التحالف العسكري الغربي دعمه الكامل لكييف للانتصار في الحرب لكن دوله الأعضاء منقسمة حول مسألة إلى أي مدى يجب المضي في السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى صفوفه
ويتوقع أن يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فيلنيوس لحضور القمة التي تستمر يومين حيث سيطرح قضية حق كييف في الانضمام إلى التحالف العسكري عند انتهاء غزو الكرملين.
وقال زيلينسكي في كييف عشية الاجتماع: “أوكرانيا تستحق أن تكون في التحالف. ليس الآن لأن هناك حربا جارية، لكننا في حاجة إلى إشارة واضحة”.
ويتوقّع أن يقدم التحالف العسكري الغربي دعمه الكامل لكييف للانتصار في الحرب لكن دوله الأعضاء منقسمة حول مسألة إلى أي مدى يجب المضي في السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى صفوفه.
ففي حين دفعت الدول المجاورة أوكرانيا من أجل تحديد جدول زمني واضح، فإن الدول ذات الوزن الثقيل في التحالف مثل الولايات المتحدة وألمانيا متردّدة في ذلك.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لا يوجد اتفاق لمنح كييف عضوية في التحالف فيما تحتدم الحرب مع روسيا لأن من شأن ذلك أن يجر الناتو مباشرة إلى الصراع.
وقال بايدن لشبكة “سي إن إن”، “لا أعتقد أن هناك إجماعا في حلف شمال الأطلسي بشأن انضمام أوكرانيا إلى أسرة الأطلسي من عدمه حاليا”.
والثلاثاء، أعلن البيت الأبيض أن الحلف سيعرض مسارا يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا الى صفوفه، لكن من دون تحديد “جدول زمني” لذلك.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان إن الحلف الذي يبدأ الثلاثاء اجتماع قمة في فيلنيوس، سيحدد “مسار إصلاح لأوكرانيا”، لكن “لا يمكنني تحديد جدول زمني لذلك”.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الرئيس بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني في العاصمة الليتوانية الأربعاء.
وفيما تشنّ أوكرانيا هجوما مضادا، تفاوض القوى المهيمنة في الناتو، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على التزامات طويلة الأجل بشأن إمدادات الأسلحة مع كييف.
قد يكون وضع ترتيب مشابه للترتيب الأمريكي مع إسرائيل الذي تقدّم واشنطن بموجبه أسلحة بقيمة 3,8مليارات دولار كل عام على مدى عقد، أحد الاقتراحات لتقديم السلاح لأوكرانيا
ورغم أن ذلك أقل بكثير من رغبة زيلينسكي المتمثلة في أن يكون تحت مظلة الدفاع الجماعي لحلف الناتو، قد يطمئنه إلى أن بلاده يمكنها الاستمرار في القتال.
وقد يكون وضع ترتيب مشابه للترتيب الأمريكي مع إسرائيل الذي تقدّم واشنطن بموجبه أسلحة بقيمة 3,8مليارات دولار كل عام على مدى عقد، أحد الاقتراحات.
وشدد رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا على أن وحده بند الدفاع المشترك التي تنص عليه المادة الخامسة لحلف الناتو “يمكن أن يوفر ضمانات أمنية حقيقية من شأنها ردع روسيا عن أي عدوان في المستقبل”.
وفي وقت مبكر الثلاثاء، أعلن مسؤولون أوكرانيون أن روسيا استهدفت كييف ومدينة أوديسا الساحلية الغربية في هجوم بطائرة مسيّرة ليلا. وقالت وزارة الداخلية إنه عثر على حطام مسيّرة في منطقة كييف وقد تضررت بعض النوافذ والمباني، مضيفة أنه لا توجد معلومات فورية عن سقوط ضحايا.
– أكبر عمليات إصلاح –
دفعت أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الناتو إلى أكبر عمليات إصلاح لدفاعاته منذ نهاية الحرب الباردة.
ويفترض أن يوقّع قادة الحلف خططا إقليمية جديدة للحماية من أي هجوم روسي محتمل والموافقة على تعزيز أهداف الإنفاق الدفاعي.
وقال رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينس “على جانبنا من السياج، علينا أن نواصل الاستعداد وأن نبقي أعيننا مفتوحة”.
لكن البعض يعتقد أن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف ما زال خطوة بعيدة جدا في الوقت الحالي.
وكان الدبلوماسيون يبحثون في الصياغة الدقيقة للبيان الختامي في إطار سعيهم لإقناع أوكرانيا بأنها تمضي قدما.
في العام 2008، ترك الناتو أوكرانيا في منطقة رمادية من خلال تعهده أنها ستصبح عضوا فيه لكنه لم يدعم ذلك بأي تقدم ملموس.
وأثارت محاولة كييف للانضمام إلى التكتل الغربي غضب بوتين الذي استخدم ذلك ذريعة لتبرير حربه.
تركيا تدعم السويد
لكن بعد مرور أكثر من 500 يوم على الصراع، يواجه بوتين وجودا أكبر لحلف شمال الأطلسي في وجه روسيا.
وبعد ساعات من المحادثات، أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين أشهرا من الجمود بالموافقة على إحالة طلب السويد لعضوية الناتو إلى برلمانه للموافقة عليه.
وعقب محادثات في فيلنيوس مع أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ “يسرني أن أعلن أن الرئيس أردوغان وافق على عرض بروتوكول انضمام السويد” على البرلمان “في أسرع وقت ممكن وعلى العمل مع المجلس لضمان المصادقة” عليه، مضيفا “إنه يوم تاريخي”.
وعرقلت تركيا طلب السويد للانضمام إلى الحلف الأطلسي متهمة ستوكهولم بإيواء ناشطين أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
لكن أردوغان ربط عضوية السويد في الناتو بإعادة الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده إلى التكتل.
وقالت ستوكهولم في بيان إنها ستدعم الآن الجهود الرامية إلى إحياء محاولات تركيا المتوقفة منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
(أ ف ب)