التايمز: صفقة أوروبا مع تونس لمنع الهجرة تساعد سعيد وتحرف النظر عن قمعه
عربي تريند_ حذرت صحيفة “التايمز” من التعامل مع المستبدين من أجل وقف تدفق الهجرة إلى أوروبا.
وجاء في افتتاحية رئيسية لها أن الصفقة التي عقدها الاتحاد الأوروبي مع تونس للحد من وصول المهاجرين من شمال إفريقيا إلى الشواطئ الأوروبية تأتي بثمن.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي يحاول إغلاق مسار مهم للمهاجرين إلى القارة بعرض مالي سخي إلى تونس التي يحكمها مستبد سجن نقاده. وأضافت أن التحرك يعكس، إلى حد ما، حالة الفزع داخل الاتحاد الأوروبي.
فقد أصبحت تونس هذا العام النقطة الأهم، التي يستخدمها المهاجرون للمغادرة باتجاه إيطاليا، حيث يحاولون منها السفر باتجاه الدول الأوروبية الأخرى.
وتعلق الصحيفة أن بروكسل تخشى من أن تثير حركة المرور هذه المشاعر الشعبوية المتطرفة، ليس في إيطاليا ولكن في الانتخابات البرلمانية الأوروبية العام المقبل.
ففي الأسبوع الماضي، وافقت 21 دولة أوروبية على صفقة من نوع ما بين الدول على الحدود الخارجية وتلك على الحدود الداخلية التي ترفض استقبال المهاجرين الجدد. ولو وافق البرلمان الأوروبي، لأعطى سلطة وفرض قيودا واسعة لإرسال طالبي اللجوء غير المؤهلين من حيث أتوا.
ويطلب من الدول التي ترفض استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين أن تساهم في صندوق مركزي. إلا أن مصداقية الخطة الأوروبية تعتمد على الدول الساحلية غير الأوروبية لكي تقوم بدورها والحد من عمليات التهريب.
ولهذا، جاءت زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسلا فوند لين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث سيقدم الاتحاد الأوروبي لتونس قرضا بـ 900 مليون يورو ومنح بـ 105 مليون يورو. وسيجري استخدام المنح لتعزيز السيطرة على الحدود وملاحقة المهربين للمهاجرين وعمليات البحث والإنقاذ.
ويشبه النموذج الحالي ما جرى التوصل إليه مع تركيا عام 2016، التي منحت من خلاله أنقرة 6 مليارات دولار للحد من اللاجئين المتجهين من سوريا إلى أوروبا. فقد وصل مليون شخص عبر تركيا واليونان أو ساروا من خلال دول البلقان. وأرهقت الموجة دول الشنيغن، الحدود المفتوحة، وجعل دول الاتحاد الأوروربي تتهم بعضها بعضا. ودفعت إيطاليا المال وقدمت القوارب لخفر السواحل الليبيين في محاولة لإعادة المهاجرين من حيث أتوا. وتظل أعداد المهاجرين كبيرة هذه المرة لكنها متواضعة مقارنة مع 2016. فقد أبحر نحو 54 ألف لاجئ باتجاه إيطاليا هذا العام، ونصفهم جاؤوا من تونس.
وكما هو الحال في بريطانيا، فعندما يكون الجو هادئا، يزداد عدد القوارب القادمة عبر القنال الإنكليزي بشكل يرهق المجتمعات المحلية.
ويدفع باتجاه الموجات الأخيرة الأوضاع الاقتصادية والبؤس والقمع السياسي في دول الساحل والصحراء وبنغلاديش وأفغانستان.
وحذرت الصحيفة من أن تحويل مشكلة المهاجرين إلى متعهدين آخرين قد تتحول وبشكل متزايد إلى مساعدة للمستبدين.
واستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفقته مع تركيا لزيادة تأثيره في سوريا وابتزاز الاتحاد الأوروبي، حيث كان يفتح حنفية المهاجرين ويغلقها. والآن حوّل الاتحاد الأوروبي نظره إلى تونس ومنح رئيسها الثقة.
ويأمل قيس سعيد أن تؤدي الصفقة مع أوروبا إلى تسهيل الطريق أمام المحادثات مع صندوق النقد الدولي لحزمة إنقاذ. ويأمل أيضا بأن تحرف الصفقة نظر الغرب عندما تقوم محاكمه بمحاكمة نقاده مثل الزعيم البالغ من العمر 81 عاما راشد الغنوشي، الذي صدر بحقه حكما بالسجن لمدة عام لقوله في جنازة زميل له بأنه لم “يخش الفقر، ولا الحاكم أو الطاغية”.
وأكد الرئيس التونسي أنه لن يقوم بدور حارس الحدود لأوروبا، وهذا ليس نذير خير لمحاولة الاتحاد الأوروبي شراء مشاكله بالمال.