ماذا تفعل كرة القدم في معرض الكتاب بالمغرب؟
عربي تريند_ دخلت كرة القدم من الباب الواسع للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته 28، وصنعت الحدث من خلال تقديم وتوقيع كتاب “اللحظة المغربية، قطر 2022″، وتكريم إنجاز أسود الأطلس بعد مسارهم المتألق في مونديال قطر، وبلوغ نصف النهائي واحتلال المركز الرابع عالميا.
الكتاب الذي أنجزه “مجلس الجالية المغربية في الخارج”، والصادر عن دار نشر “ملتقى الطرق”، ضمت لجنة تحريره كل من إدريس اليزمي، وعبد القادر رتناني، ولينو باكو، وأمين بيروك، وبلعيد بويميد، وفاليري موراليس أتياس.
بالنسبة إلى معرض الكتاب فقد كانت لحظة خارجة عن المعتاد في حفلات التوقيع، وتلك التقديمات المكتنزة بالعبارات النقدية والقراءات العميقة، لحظة استثنائية لا تحتاج إلى كثير كلام، فقط الذكرى الجميلة والعودة بشريط الأحداث إلى تلك الملحمة التي تشكل بداية عهد جديد من التألق في كرة القدم ومعها رياضات أخرى.
البيان الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، والمتعلق باللقاء، ذكر أنه “لتحقيق هذا العمل، كان هناك تعاون بين رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور إدريس اليزمي والناشر عبد القادر رتناني، مدير دار “ملتقى الطرق”، مع فريقيهما.”
ثم استعرض البيان دوافع هذا التعاون، من خلال تصريح لإدريس اليزمي، الذي أكد أنه “بالنسبة إلى مجلس الجالية المغربية في الخارج، لم يكن بإمكاننا أن نظل غير مبالين بالعديد من الأحداث التي برزت وظهرت وتحدث عنها العالم، خلال هذه البطولة العالمية. فمن جهة، كان الدافع هو أن المنتخب المغربي، كان مكونا في معظمه من أطفال الجالية المغربية بالخارج، قادمين من خمسة بلدان مختلفة، الأمر الذي يكشف عن توسع قاعدة الدول التي توجد بها الجالية المغربية عالميا، وكشفت أيضا عن المواهب التي ظهرت في هذه الرياضة، وأيضًا في مجالات أخرى مثل الأدب والموسيقى والسينما.”
وأخيرًا، يضيف المتحدث، “ما دفعنا إلى توثيق هذه اللحظة المغربية في كتاب، هذا التجاوب والتفاعل والانجذاب الكيميائي الذي حصل بين اللاعبين الذين ترعرعوا في أكاديمية محمد السادس واللاعبين القادمين من بلدان أخرى. في رأيي، ما حصل بين اللاعبين هو ما يفسر فوز المنتخب الوطني.”
ولم يتوقف رئيس “مجلس الجالية المغربية بالخارج” عند هذه الدوافع، بل أضاف إليها “العنصر الآخر الذي أثر فيّ وله الكثير من الدلالة في نظري، هو لقاء الأمهات مع اللاعبين. إنها ظاهرة لم نرها من قبل وبهذا الحجم على ملاعب كرة القدم. كان أمرا جميلا أدهش العالم بأسره.”
وأضاف، إن “هذا الارتباط بالأم وهذا الحب هو في رأيي، تقدير واعتراف من الأبناء لأمهاتهم، ولما مرت به هذه الأمهات. يجب أن نتخيل كيف كانت هاته الأمهات (عاديات وغير مرئيات) وهن يأخذن أطفالهن إلى أندية كرة القدم منذ كانوا أطفالا صغارا، وكيف أصبحن معروفات ومشهورات، والكل يتحدث عنهن.”
وخلص اليزمي، إلى الاعتقاد بأن هذا التقدير المزدوج من اللاعبين والعاهل المغربي، محمد السادس، “هو منعطف حاسم في تاريخ الهجرة المغربية وتاريخ الجالية. رأينا لحظات حب وتعاون عظيم بين الأمهات وأبنائهن. هذا باختصار ما دفعني إلى المشاركة في هذه المغامرة.”
ومن جهته، قال عبد القادر رتناني، صاحب الدار الناشرة للكتاب، إن “الكتاب جاء ليخلد هذه اللحظة المغربية ويوثقها بالصور، كما جرى تخصيص 8 صفحات للصحافة العالمية التي تحدثت عن المغرب. لقد خلق المنتخب الحدث عالميا، وهذا ليس بالأمر الهيّن، لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله.”
وحسب الناشر، فإنه مغرب الغد الذي نحلم به. و”لذلك أردت تخليد هذه اللحظات مع صور استثنائية”. موضحا أنه “بالنسبة إلى العمل، فقد قمنا به مع فريق مكون من 6 صحافيين، وكان علينا أن نروي قصة كأس العالم وأن نحصل على وثائق عن الفرق المغربية لسنوات 62 و70 و90 و94 مع صور عناصر هذه الفرق. وكنا جميعا سعداء بالعمل الرائع الذي قمنا به”.