لوفيغارو: أردوغان يحيط نفسه بحكومة جديدة ويركز على الاقتصاد لاستعادة ثقة المستثمرين
عربي تريند_ تحت عنوان: “أردوغان يحيط نفسه بحكومة جديدة”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الرئيس التركي المُعاد انتخابه رجب طيب أردوغان يركز على الاقتصاد لاستعادة ثقة المستثمرين.
واعتبرت الصحيفة أن الرسالة التي بعثت بها حكومة أردوغان الجديدة لا يمكن أن تكون أكثر وضوحًا، مفادها طمأنة الأسواق من خلال إعادة تأكيد مكانتها على الساحة الدولية. فقد تم الكشف عن هذه الحكومة مساء السبت، بالكاد بعد أسبوع من إعادة انتخاب الرجل القوي للبلاد، وتميزت هذه الحكومة المعاد تصميمها بعمق بعودة محمد شيمشك إلى حقيبة الاقتصاد. اسم هذا الاقتصادي السابق لبنك ميريل لينش الأمريكي، الذي كان من 2009 إلى 2015 وزير المالية، ثم نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الاقتصاد (حتى 2018) ظل متداولًا منذ أيام قليلة في دوائر السلطة.
وأضافت الصحيفة أنه ستكون لدى الرجل البالغ من العمر 56 عامًا مهمة شاقة تتمثل في استعادة بعض الأرثوذكسية في السياسة المالية للبلاد من أجل استعادة ثقة المستثمرين في الوقت الذي تواجه فيه تركيا ركودًا غير مسبوق منذ عقدين. على وجه الخصوص، سيتعين عليه محاولة وضع حد لسياسة أسعار الفائدة المنخفضة التي دافع عنها أردوغان لتشجيع الإنتاج، والتي كان لها قبل كل شيء عاقبة التسبب في ارتفاع التضخم.
أما وزارة الخارجية، الحقيبة الاستراتيجية الأخرى، فقد عين على رأسها هاكان فيدان، رئيس جهاز المخابرات المعروف بأنه من المؤمنين بالرئيس التركي والمقربين منه. وقد وصف هذا الأخير (أردوغان)، عام 2012، وزير خارجيته الجديد، الذي ترأس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير منذ عام 2010، بأنه “حافظ أسراره وأسرار الدولة”.
وتنقل “لوفيغارو” عن دبلوماسي غربي، لم تذكر اسمه، قوله: “في السنوات الأخيرة كان وزير الخارجية التركي الجديد الرجل الذي يتفاوض مع الشرق، ولا سيما ليبيا ومصر وكذلك سوريا” التي تحاول تركيا إعادة العلاقات معها. في نهاية عام 2022، عُقد اجتماع بين هاكان فيدان ونظيره لدى النظام السوري في موسكو بعد عشر سنوات من البرودة.
في حين، ذهبت رئاسة جهاز الاستخبارات إلى رجل آخر موثوق به، هو إبراهيم كالين، الذراع الأيمن لأردوغان والمتحدث باسمه لعدة سنوات؛ في إشارة إلى رغبة أردوغان في تعزيز نواته المتشددة من أتباعه المخلصين، وفق الصحيفة الفرنسية.. كما أصبح ياشار غولر، رئيس أركان الدفاع وزيراً للدفاع خلفاً لخلوصي. أما حقيبة الداخلية فذهبت إلى سليمان صويلو.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أن الحكومة التركية المكونة من 17 وزيرا ضمت سيدة واحدة هي ماهينور أوزدمير جوكتاس، كوزيرة للأسرة. وهي من مواليد بروكسل وتتحدث الفرنسية، وكانت برلمانية سابقة في بلجيكا وأول من ارتدى الحجاب داخل البرلمان البلجيكي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن أردوغان قام بعد إعادة تنصيبه لولاية ثالثة، بزيارة ضريح أتاتورك، قبل أن يعود إلى قصره الرئاسي الفخم لحفل عشاء. وقد حضر حفل التنصيب رئيس أذربيجان إلهام علييف، وهو حليف وثيق لأردوغان، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ورؤساء وزراء المجر وأرمينيا وقطر، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الدول الأفريقية.
ولم يمر حضور الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ مرور الكرام، بينما تواصل تركيا الاحتفاظ بحق النقض (الفيتو) على انضمام السويد إلى الحلف الأطلسي. وعليه، فإن السؤال سيشغل أذهان الناس من هنا إلى قمة الحلف في فيلنيوس شهر يوليو المقبل.