بسعر رمزي أو مجانا.. مطعم لبناني يقدم وجبات للمحتاجين- (صور)
عربي تريند_ أطلق “مطعم البركة الشعبي” في مدينة طرابلس شمال لبنان، مبادرة خيرية لتوزيع السندويشات بأسعار رمزية، بل ومجانا لمن لا يملكون المال، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويعيش في طرابلس التي تعتبر العاصمة الثانية للبلاد نحو 600 ألف نسمة، بمتوسط دخل يومي لا يتجاوز 2 دولار للفرد، لذلك تصنف الأكثر فقرا بين مدن ساحل البحر المتوسط، وفق تقديرات البنك الدولي في 2017.
الصلاة على النبي محمد
“الصلاة على النبي محمد” هي أحد الخيارات التي تتيح للفقراء الحصول على وجبة سريعة مجانا، أما لعمال المنطقة الصناعية في طرابلس فمقابل 20 ألف ليرة (18 سنت)، أي أقل من سعرها الحقيقي بعشرة أضعاف.
المبادرة، أطلقها محمد نجيب قودات، لمساعدة المحتاجين في ظل الأزمة الاقتصادية بعد انهيار القدرة الشرائية للمواطن وخاصة العمال، ولإظهار روح التعاون الاجتماعي بين المقيمين والمغتربين.
ويستمر مؤشر التضخم بالارتفاع، حيث أظهرت الأرقام الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك (التضخم) خلال مارس/ آذار الماضي، إلى 263.84 بالمئة، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير بأسعار الاستهلاك، مدفوعا باستمرار انهيار الليرة اللبنانية، التي تراجع سعر صرفها في السوق السوداء من مستويات 24 ألف ليرة للدولار في مارس 2022، إلى مستوى يفوق 108 آلاف ليرة للدولار في مارس 2023.
يأتي ذلك، وسط غلاء فاحش وغياب الرقابة على السلع الغذائية، في بلد يتخبط بأزمات متعددة على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية، وانهيار عملته التي فقدت 97 بالمئة من قيمتها.
من رحم الأزمة
وفي هذا الإطار، أوضح صاحب المطعم للأناضول، أن الفكرة ولدت من رحم الأزمة الاقتصادية، في ظل غلاء فاحش للأسعار وخاصة الغذائية منها”.
ولفت إلى أن المبادرة بدأت في مارس الماضي، بسندويش بطاطا، خلال أيام الأسبوع، والجمعة سندويش نقانق، لأنه يوم مبارك”.
وقال قودات، إن “المطعم يقدم وجبة سريعة عبارة عن سندويش بطاطا، وعصير، وماء، وقطعة حلوة، بسعر 20 ألف ليرة، أي ما يعادل أقل من عشرين سنت”.
ولفت إلى أن “العمال في المنطقة الصناعية يأتون ويدفعون 20 ألف ليرة مقابل الوجبة، أما إذا أتى أحد لا يستطيع الدفع فنقول له صلي على النبي، ويأخذ وجبة”.
وتابع: “نأخذ هذا المبلغ فقط حتى لا يحس العامل بأي إحراج، لأنه يعتبر نفسه غير فقير، ويتركها فقط لمن لا يملك المال”.
وأشار صاحب المطعم، إلى أن “هذا المبلغ الصغير يذهب إلى صندوق التبرعات، التابع للمبادرة الخيرية”.
المصاريف من متبرعين بالخارج
وحول تمويل المبادرة، قال قودات إن التكاليف تزداد يوميا، ولكن أهالي طرابلس في الخارج، وخاصة في أستراليا يقفون إلى جانب أهلهم هنا، يتبرعون دائما ويدعمون المشروع”.
ولفت إلى أنه “يوجد أيضا متبرعون وأصحاب أيادي بيضاء في لبنان يدعمون المطعم بالمال والزيت وبعض الحاجيات التي تدخل في تحضير الطعام”.
واستطرد: “يأتي إلى المطعم في اليوم نحو 150 إلى 170 شخصا لتناول الطعام، أغلبهم من عمال المدينة الصناعية، والبعض منهم من خارج الحي”.
وأشار قودات إلى أن المطعم مستمر بتقديم الطعام والوجبات طالما يد الخير مستمرة بالتبرع من داخل البلاد وخارجه”.
السندويش بأقل من تكلفته
أحمد النجار، أحد زبائن المطعم، عامل في المدينة الصناعية، رحب بالفكرة في ظل الغلاء الفاحش الحاصل، حيث “لا يستطيع أي شخص شراء سندويش من أي مطعم، طالما سعرها يتخطى أجرة عامل في اليوم”.
وشكر النجار، القائمين على المشروع الخيّر، وخاصة أنهم يعرفون غلاء الطعام في الأسواق في هذه الأيام، وأثرها على الفقراء، قائلا إن “هذا المشروع رائع، يعطيك بأقل من تكلفته”.
وأوضح: “أخذت سندويش نقانق مع عبوة مياه وعصير وقطعة حلوة بـ20 ألف ليرة، بينما في أي مطعم عادي لا يقل سعر السندويش عن 400 ألف ليرة، وعبوة المياه بـ25 ألف ليرة”.
ومنذ 2019، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شحّ في المواد الاستهلاكية وأبرزها الوقود والأدوية، إلى جانب هبوط حاد في القدرة الشرائية.
(الأناضول)