العرب تريند

لبنان يحاكم أغنية… مصرف رسمي يرفع دعوى ضد مغنٍّ!

“من أين لك هذا” أغنية لبنانية تعكس معاناة المواطن اللبناني الغارق بفساد الطبقة السياسية التي بات أبطالها من أصحاب المليارات، كلفت من أعدها، من المغني والملحن والكاتب والموزع الموسيقي ومخرج الفيديو كليب، دعوى قضائية أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، بسبب مشهد ورد في الفيديو كليب يسيء إلى الجهة المدعية.

وفي التفاصيل، رفع مصرف الإسكان دعوى قضائية على كل من المغني اللبناني الشهير، محمد إسكندر، ونجله الشاعر والملحن، فارس إسكندر، والموزع عمر صباغ، والمخرج سام كيال، استند فيها إلى التشهير بالمصرف بسبب مشهد في الفيديو كليب يتحدث فيه إسكندر عن الفساد في البنوك عبر تصوير مصرف إسكان يمنح قرض زواج بـ”الواسطة” لعريسين من الأثرياء على حساب ثنائي فقير ينتظر دوره للحصول على القرض، ويظهر خلف مدير البنك علم رُسم عليه ميزان يعكس اللاعدالة.

“فوضى لاند”
وقال فارس إسكندر لـ”العربية.نت” إنه استغرب الدعوى المقدمة ضده وضد والده الفنان محمد إسكندر والمخرج بعد أكثر من شهرين على عرض الفيديو كليب، في حين أن معظم المشاهد لا تأتي على ذكر لبنان ومؤسساته وهو يستهل في لقطة تظهر أن أحداثه تدور داخل بلد يسمى “فوضى لاند”.

كما لفت إلى أن “مصرف الإسكان موجود في كل دول العالم، فلماذا “تحسسوا” من المشهد الخاص به في الفيديو كليب وكأنهم بالدعوى التي رفعوها ضدنا يؤكدون “حقيقة” ما صورناه من نسج الخيال”.

محمد وفارس اسكندر
ومنذ أشهر، جمّد مصرف الإسكان في لبنان طلبات القروض السكنية التي يستفيد منها آلاف الشباب بفوائد منخفضة وآجال ميسرة لشراء بيت. وانعكس هذا القرار على سوق العقارات وعلى الطبقة الوسطى التي تُعتَبر أساس نمو الاقتصاد.

نثق بنزاهة السلطة القضائية
وتم تبليغ كل المعنيين بالأغنية والفيديو كليب بالدعوى من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية منذ يومين وسيحضر وكيلهم القانوني الخميس إلى المكتب كممثل عنهم كما أعلن فارس إسكندر، إلا أنه أكد أنه “إذا طلب القضاء مثولنا شخصياً للإدلاء بإفادتنا فنحن تحت سقف القانون، ونثق بنزاهة السلطة القضائية”.

كما أسف لما حصل قائلاً: “بتنا في زمن لم يعد فيه الفن رسالة يعبر من خلالها المواطن عن رأيه، وأضعف الإيمان أن نعبر كفنانين من خلال أغنياتنا عن واقع البلد ومعاناة الشعب”.

الوضع لم يعد يحتمل
كذلك أوضح أن “الفنان محمد إسكندر يعتبر الفن رسالة، لذلك أصدر أغنية “من أين لك هذا” لأن الوضع الذي وصلنا إليه لم يعد السكوت عنه جائراً، فهناك طبقة حاكمة نهبت المال العام والثروات الوطنية وحرمت الشباب اللبناني من أبسط حقوقه ولم يعد أمامهم سوى خيار الهجرة”.

وأضاف: “لنفكر بصوت عال ونقول الأمور كما هي. لماذا علينا السكوت عن الوضع المزري الذي يمر به الشباب اللبناني؟ أين طلباتهم لقروض السكن المكدسة في بنك الإسكان؟ ماذا حل بأصحاب العقارات الذين تأثروا سلباً بوقف قروض الإسكان؟”.

“هل يريدون قتل الحرية؟”
وأكد فارس إسكندر: “إننا تحت القانون”، مذكراً: “حصلنا على موافقة جهاز الأمن العام اللبناني لعرض الفيديو كليب على معظم المحطات، فلماذا “استفاقوا” الآن بعد شهرين على عرضه ولاحظوا أن هناك مشهداً فيه يتناول مصرف الإسكان؟”.

وختم متسائلاً: “هل يريدون أن يقتلوا الحرية التي نتنفسها وأن نصمت؟ طبعاً لا وألف لا”، مشيراً: “أهكذا يُكافأ محمد إسكندر بعد مسيرة طويلة من العطاء في المجال الفني؟ أممنوع عليه أن يغني عن واقع بلده؟”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى