أوغان يدعم أردوغان في جولة الإعادة ويُعزز فرصه بالفوز بولاية رئاسية ثالثة
اقترب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، خطوة إضافية نحو الفوز بولاية رئاسية جديدة، بعدما أعلن سنان أوغان، مرشح القوميين المتشددين للرئاسة في الجولة الأولى، دعمه في جولة الإعادة التي سيخوضها مع منافسه في ائتلاف المعارضة الرئيسي كمال قليجدار أوغلو، الأحد المقبل.
قرر أوغان، الذي كان مرشحاً عن تحالف “الأجداد” الذي ضم أحزاباً قومية يمينية متطرفة، دعم أردوغان، الذي استطاع في الجولة الرئاسية الأولى في 14 مايو الحصول على 49.5% من الأصوات وكان بحاجة فقط لأقل من واحد في المئة لضمان الفوز دون جولة إعادة. لكنّ أوغان حصل في الجولة الأولى على ما يزيد بقليل عن 5% من أصوات الناخبين، ويُنظر إلى دعمه الآن على أنه سيُعزز على نحو كبير من فرص أردوغان للفوز بولاية رئاسية ثالثة على التوالي. يُشكل هذا الدعم كذلك ضربة لمرشح تحالف “الأمة” المعارض كمال قليجدار أوغلو، الذي سعى بعد انتخابات 14 مايو إلى استقطاب القوميين المتشددين من خلال التعهّد بإعادة فورية للاجئين السوريين إلى بلادهم في حال فوزه بالرئاسة وتشديد نبرته تجاه حزب “العمال الكردستاني” المحظور.
سيُعزز دعم أوغان على نحو كبير من فرص أردوغان للفوز بولاية رئاسية ثالثة على التوالي
قال أوغان في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة أنقرة، الإثنين، إن أحد الدوافع الرئيسية لقراره دعم أردوغان هو أن يكون هناك تناغم بين الرئاسة والبرلمان الجديد. تمكن التحالف الحاكم بالفعل من الحصول على أكثرية في البرلمان الجديد. أضاف أوغان: “جعلنا القوميين الأتراك مفتاحًا، وجعلناهم المركز الرئيسي للسياسة. لقد خلقنا الوعي حول اللاجئين”. كما دعا أوغان الرئيس الجديد الذي سينتخب في 28 مايو إلى معالجة قضية اللاجئين، التي قال إنها “قد تكون لها تكليف في المستقبل على تركيا”. كما طالب بمعالجة المشاكل الاقتصادية “الناجمة عن الديناميات الداخلية والخارجية”.
دعا أوغان الرئيس الجديد الذي سينتخب في 28 مايو إلى معالجة قضية اللاجئين
مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان حزب “النصر”، الذي كان جزءاً من تحالف “الأجداد” قبيل حلّه بعد انتخابات 14 مايو سيتخذ قراراً مشابهاً لأوغان. قال رئيس الحزب أوميت أوزداغ لقناة “خلق” المعارضة، الإثنين، إن حزبه سيُعلن، صباح الثلاثاء، اسم المرشح الذي سيدعمه في جولة الإعادة. كما قال أوزداغ بعد اجتماعه بنعمان كورتولموش، نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، الإثنين، إن الحزب يختلف مع الحكومة في مسألة اللاجئين. على عكس أوغان، الذي عقد اجتماعاً مع أردوغان، الأسبوع الماضي، فإن أوزداغ التقى بمرشح تحالف “الأمة” كمال قليجدار أوغلو. وأثارت لقاءات أوغان وأوزداغ تكهّنات باحتمال وجود خلافات بين الطرفين بشأن المرشح، الذي ينبغي على الأحزاب التي انخرطت في تحالف “الأجداد” دعمه في جولة الإعادة الرئاسية. جميع هذه الأحزاب كانت معارضة في الأساس للرئيس رجب طيب أردوغان، لكنّها لم تنضم أيضاً إلى التحالف الذي شكّلته الطاولة السداسية المعارضة وقررت بدلاً من ذلك خوض الانتخابات البرلمانية ضمن تحالف خاص بها وترشيح سنان أوغان للرئاسة. ولم يتمكن التحالف، الذي ضم حزبي “النصر” و”العدالة”، من دخول البرلمان لأنه لم يتجاوز عتبة السبعة في المئة من الأصوات، التي يفرضها القانون الانتخابي الحالي على الأحزاب والتحالفات للتمثيل في البرلمان. حصل التحالف فقط على 2.43% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، لكنّه ضاعف هذه النسبة في الانتخابات الرئاسية واستطاع استقطاب ما يقرب من 3% من الأصوات القومية من تحالف “الأمة” بسبب اعتراضها على ترشيح قليجدار أوغلو للرئاسة وتحالفه مع حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي.
لم يكن دعم مُحتمل من تحالف “الأجداد” بأسره لقليجدار أوغلو كافياً بأي حال للأخير لضمان فوزه في جولة الإعادة الرئاسية لأنه سيكون بحاجة لكل نسبة الأصوات التي حصل عليها أوغان في الجولة الأولى، وهو أمر غير مُحتمل بسبب أن الكتلة التصويتية الصلبة للتحالف لا تتجاوز 2.5%، بينما الأصوات الأخرى التي دعمت سنان أوغان في الرئاسة، قد لا تُلزم خياراتها في جولة الإعادة بقرار أوغان. ويُرجع بعض المحللين أن تتفرق كتلة الـ5%، التي دعمت أوغان في الجولة الأولى، بين أردوغان وقليجدار أوغلو والامتناع عن التصويت في جولة الإعادة. لكنّه بمُجرّد أن يتمكن أردوغان من استقطاب شريحة من هذه الكتلة، فإنه سيُعزز فرصه للفوز بالرئاسة على عكس قليجدار أوغلو. وفي حال قرر أوزداغ غداً دعم قليجدار أوغلو، فإن هذا الدعم المحتمل سيُعطي مرشح المعارضة دفعة معنوية، لكنّه لن يؤدي إلى تغيير كبير في موازين القوى الانتخابية التي تميل لصالح أردوغان في جولة الإعادة الرئاسية.
تسببت قضية اللاجئين السوريين بضغوط كبيرة على أردوغان في السنوات الأخيرة، وكان البحث عن سبل لمعالجتها أحد الدوافع الرئيسية لأنقرة في الانفتاح على الحوار مع النظام السوري
كان ملف اللاجئين السوريين أحد القضايا التي تصدّرت النقاش الانتخابي بعد انتخابات 14 مايو بسبب أن القوميين المتشددين اشترطوا على المرشحين في جولة الإعادة تبني موقف متشدد في هذه القضية مقابل دعم أحدهما. مع ذلك، ظلت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ملتزمة بالخطة التي وضعتها مسبقاً لإعادة طوعية وتدريجية للاجئين إلى سوريا. قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة “خبر تورك” المحلية، الأحد، “لن يكون صحيحًا إذا قلنا إننا سنرسلهم جميعًا بنسبة 100 بالمئة. حاليًا هناك حاجة للتوظيف في قطاع الزراعة والصناعة في تركيا، والدي لديه أغنام، على سبيل المثال، ويقول “لا أستطيع أن أجد راعيا” .. نحن بحاجة إلى قوة عاملة الآن”.
تسببت قضية اللاجئين السوريين بضغوط كبيرة على أردوغان في السنوات الأخيرة، وكان البحث عن سبل لمعالجتها أحد الدوافع الرئيسية لأنقرة في الانفتاح على الحوار مع النظام السوري والدخول في مفاوضات معه برعاية روسية. وفي إشارة إلى أهمية هذه المفاوضات، قال جاويش أوغلو إن إعادة اللاجئين السوريين في الفترة المقبلة “ستتم بالتعاون مع الأسد”.