السيسي يرفض أي تدخل خارجي في صراع السودان
عربي تريند_ أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، موقف بلاده الرافض لتدخل أي طرف خارجي في الصراع الدائر في السودان، باعتباره شأنا سودانيا خالصا، داعيا إلى ضرورة الوقف الفوري والدائم والشامل لإطلاق النار هناك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في القاهرة بعد مباحثات مشتركة تناولت العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين لا سيما العلاقات الاقتصادية.
وقال السيسي «كانت النقاشات إيجابية وبناءة حيث استعرضنا ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات وبشكل خاص ما خلفته الأزمة الأوكرانية من تبعات اقتصادية هائلة على الدول النامية فاقت ما أحدثته جائحة كورونا».
وأضاف «تباحثت كذلك مع ضيفي الكريم بشأن العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لا سيما القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا، واحتلت التطورات في السودان جانبا مهما من المباحثات».
وكان كيشيدا قد وصل إلى مصر أول أمس السبت في مستهل جولة تشمل أربع دول أفريقية إضافة إلى سنغافورة قبل نحو ثلاثة أسابيع من عقد قمة مجموعة السبع في مدينة هيروشيما اليابانية.
وناقش السيسي مع رئيس الوزراء الياباني، حسب ما قال «الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والهيكلية التي تم إقرارها في إطار تحفيز بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار في مصر على مدار الأعوام الماضية» داعيا الحكومة اليابانية لحث الشركات اليابانية على ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر.
وساهمت اليابان على مدى العقود الماضية في تمويل ودعم مشروعات ضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة والتعليم في مصر.في حين أعلن رئيس وزراء اليابان «اتفقنا على تنسيق وثيق مع مصر التي تربطها علاقات وطيدة مع السودان من أجل عودة الاستقرار بأسرع ما يمكن واستئناف عملية نقل السلطة إلى المدنيين» مشيرا إلى أن الاضطرابات في السودان المطلة على البحر الأحمر، أحد أهم الشرايين اللوجستية للحركة البحرية، قد تؤثر على اليابان والاقتصاد العالمي.
دعا لوقف فوري وشامل لإطلاق النار
وأضاف أن اليابان تنوي المساهمة في معالجة الوضع من خلال استضافتها قمة مجموعة الدول السبع، وبصفتها عضوا في مجلس الأمن الدولي مع تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين والنازحين في الدول المجاورة.
ووفق مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية، أماني الطويل، فإن «تكاليف عدم استقرار السودان مرتفعة للغاية عن تكاليف استقراره، خاصة على دول الجوار المباشر مثل مصر والسعودية، إضافة إلى جنوب أوروبا»
وأضافت في تصريحات لقناة «الجزيرة مباشر»: «سأفترض أن تستقر الأوضاع في السودان وتتحكم في البلاد قوى سياسية معادية نسبياً للإقليم أو لا تتفاهم معه، هذا في النهاية تكاليفه أقل من استمرار الوضع الحالي».
وأوضحت «بغض النظر عمَن يحكم فستكون هنالك دولة ومؤسسات تقوم بوظائفها، بالتالي لن يكون هنالك نزوح نحو دول أخرى، وسوف تكون (هناك) دولة لديها القدرة على الحفاظ أمنها القومي، وستحفظ الأمن في البحر الأحمر وستكون قابضه على حدودها حتى لا تتحول إلى منطقة سيولة لخروج السكان».
وأشارت إلى أن عدم استقرار السودان يعني «أننا سنشهد نشاطا لشركات أمنية ليست مهتمة فقط بتغيير أوضاع سياسية، بل تسعى أيضًا للحصول على الموارد، ورأينا نموذجا للحصول على موارد عبر شركة أجنبية مثل فاغنر، وستصبح المنطقة في بؤرة الصراع الدولي».
وحول قدرة دول الجوار على وقف هذه الحرب، قالت «أظن أنها غير قادرة، لأن هناك مقومات لطرفي النزاع في السودان تجعلهم لا يقبلون وقف القتال نهائيًا، هناك تاريخ بينهما يجعل كل منهما عنيدا مع الآخر لأقصى درجة».
وواصلت «على سبيل مثال، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أحد تسريباته، طلب من قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ألا يتم الحشد العسكري في الخرطوم على النحو الذي كان يمارسه حميدتي قبل نحو شهرين من الاشتباكات، بالإضافة لتسليم بعض النقاط للجيش».
وأكدت أن «حميدتي شعر من ذلك بالغبن، لأن تقدير الموقف في ذهنية حميدتي أنه قوة مساوية للجيش الوطني السوداني، وهذه مشكلة حميدتي الأساسية».
وأشارت إلى أن «المعرفة بالذهنية والثقافة السودانية، تقول إنه لن يتنازل أي طرف للآخر إلا لو هُزم عسكرياً».