مؤتمر “النكبة” في “مالمو” السويدية يفجر خلافا بين “فلسطينيي أوروبا” ومنظمة التحرير
عربي تريند _تشهد أروقة الجاليات الفلسطينية في أوروبا خلافات حادة فيما بينها، ووصلت إلى أروقة منظمة التحرير، بسبب “مؤتمر اللاجئين” المقرر عقده في مدينة مالمو السويدية، في السابع والعشرين من الشهر القادم، لإحياء ذكرى “النكبة”.
ويتركز الخلاف الكبير بين أقطاب الجالية الفلسطينية في القارة الأوروبية، على شكل التمثيل في هذا المؤتمر، ففي الوقت الذي يمضي فيه المنظمون (فلسطينيو أوروبا) في تجهيز كافة الأمور اللوجستية والعملية، لعقد مؤتمرهم السنوي في مدينة مالمو جنوب السويد، تحت شعار”75 عامًا وإنا لعائدون”، ردت تشكيلات أخرى للجالية الفلسطينية في القارة الأوروبية، بينها تنظيم حركة فتح، والجالية الفلسطينية في السويد البلد المستضيف، إضافة إلى قيادة منظمة التحرير بمهاجمة هذا المؤتمر، باعتبار أنه يعقد بعيدا عن المؤسسات الرسمية، ويؤسس لحالة انقسام جديدة، ويمثل ضربة لوحدة الصف الفلسطيني.
ترتيبات المؤتمر
ونقل صفحة المؤتمر الرسمية على موقع “فيسبوك” عن رئيس المؤتمر أمين أبو راشد، قوله إن فعاليات المؤتمر من المقرر أن تنطلق صباح يوم 27 مايو/المقبل، بحضور مجموعة واسعة من البرلمانيين والسياسيين والناشطين السويديين والأوروبيين، والشخصيات الفاعلة في المجالات كافة من أوروبا ومختلف دول العالم.
وأشار إلى أن المؤتمر سيتضمن إقامة مهرجانات وورش عمل بلغات مختلفة أبرزها العربية والإنجليزية والسويدية، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو “تسليط الضوء على جميع مفاصل القضية الفلسطينية”، لافتا إلى أن نحو 34 لجنة متخصصة تعمل من أجل إنجاح فعاليات المؤتمر بمختلف جوانبه الفنية واللوجستية، مؤكدًا أن التحضيرات النهائية للمؤتمر تسير بالطريق الصحيح.
لكن رغم الفعاليات التي ستنظم في المهرجان، والتي ستنصب على فضح سياسات الاحتلال، وخلق رأي عام دولي مساند للقضية الفلسطينية، إلا أن “مشكلة التمثيل” كانت السبب الرئيس في تفجير الخلاف بين القائمين على المؤتمر، والأطر الرسمية لمنظمة التحرير، والتي ترى أنه يؤسس إلى خلق تمثيل آخر للشعب الفلسطيني، بعيدا عنها، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين أينما وجدوا.
ولذلك انبرى العديد من مسئولي منظمة التحرير، وقادة من حركة فتح التي تترأس المنظمة، إلى مهاجمة المؤتمر.
رفض المنظمة
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، قال معلقا على ما يجري إن مؤتمر العودة المنوي عقده في مدينة مالمو السويدية، مدان، وأضاف “هو استمرار لكل المحاولات التي تستهدف شق صف الشعب الفلسطيني”، لافتا إلى أن ما يجري يمثل محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأضاف “وهو ما لن نسمح به”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن كل هذه المحاولات “ستفشل كما فشلت سابقاتها في شق الصف الفلسطيني، وإيجاد بديل عن منظمة التحرير، البيت الفلسطيني الجامع لكل شعبنا”.
كما انتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون المغتربين فيصل عرنكي عقد ذلك المؤتمر، ووصفه بانه يمثل “خطوة انشقاقية سلبية”، وأضاف “استعمال هذا الاسم المقدس، وهو حق العودة لـ7 ملايين فلسطيني، من قبل انشقاقيين وهدفهم ضد منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا رسميا وشعبيا، خطوة غير مباركة”.
أما ماجد العويضة، مسؤول تنظيم حركة فتح في السويد، فاتهم القائمين على المؤتمر، بانه يريدون “نقل الانقسام الداخلي إلى الجاليات الفلسطينية، ومحاولة للتشويش على الرواية الفلسطينية”، لافتا إلى أن حركة فتح نظمت برنامج فعاليات لإحياء ذكرى النكبة في الخامس عشر من شهر مايو المقبل، بالتعاون مع الأحزاب السويدي.