السودان.. مخاوف من اندلاع حرب أهلية وتقسيم البلاد إلى إقطاعيات متناحرة و”تدخلات خارجية كبيرة”
عربي تريند_ من المرجح أن يكون المنتصر في القتال الأخير بين قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” هو الرئيس المقبل للسودان في حين سيواجه الخاسر المنفى أو الاعتقال أو الموت.
ومن الممكن، أيضاً، اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد أو تقسيم الدولة العربية والأفريقية إلى إقطاعيات متناحرة، وفقاً لوكالة ” أسوشيتد برس”، التي نقلت عن أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان بجامعة تافتس، قوله هذا الأسبوع إن الصراع يجب أن يُنظر إليه على أنه “الجولة الأولى من حرب أهلية”.
وحذر وال في مذكرة من أن الصراع، إذا لم يتم إنهاؤه بسرعة، سيصبح لعبة متعددة المستويات مع بعض الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تسعى لتحقيق مصالحها باستخدام الأموال وإمدادات الأسلحة وربما قواتها أو الوكلاء.
وقال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية: “ما يحدث في السودان لن يبقى في السودان”.
وحذر من تعرض تشاد وجنوب السودان لخطر التداعيات المحتملة للصراع في السودان، وقال :” كلما طال أمد (القتال) كلما زاد احتمال حدوث تدخل خارجي كبير”.
وبحسب ما ورد، يبدو أن مشاكل السودان الاقتصادية تتيح فرصة للدول الغربية لاستخدام العقوبات الاقتصادية للضغط على الجانبين، لكن في السودان ، كما هو الحال في الدول الأفريقية الغنية بالموارد الأخرى ، لطالما حققت الجماعات المسلحة الكثير من الثراء من خلال التجارة الغامضة في المعادن النادرة والموارد الطبيعية الأخرى.
ويمتلك دقلو، وهو أحد رعاة الإبل من دارفور، حيازات كبيرة من الماشية وعمليات تعدين الذهب ويعتقد، أيضًا، أنه تلقى رواتب جيدة من دول الخليج مقابل خدمة قوات الدعم السريع في اليمن في قتال المتمردين المتحالفين مع إيران.
ويسيطر الجيش على جزء كبير من الاقتصاد، ويمكنه، أيضًا، الاعتماد على رجال الأعمال في الخرطوم وعلى طول ضفاف النيل الذين أصبحوا أثرياء خلال حكم البشير الطويل والذين ينظرون إلى قوات الدعم السريع على أنهم محاربون أفظاظ من المناطق النائية.
وقال دي وال: “لن تكون السيطرة على الأموال السياسية أقل حسماً من ساحة المعركة”، بحسب تقرير ” أسوشيتد برس”.
وأوضح أن الجيش سيرغب في السيطرة على مناجم الذهب وطرق التهريب، وسترغب قوات الدعم السريع في قطع طرق النقل الرئيسية بما في ذلك الطريق من بورتسودان إلى الخرطوم.
وفي الوقت نفسه، فإن العدد الهائل من الوسطاء المحتملين – بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر ودول الخليج وكتلة إيغاد- يمكن أن يجعل من جهود السلام أكثر تعقيداً من الحرب نفسها.