وول ستريت جورنال: تصرفات حكومة نتنياهو المتطرفة بردت جهود التطبيع مع دول عربية
عربي تريند_ نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده ديون نيسباوم قال فيه إن جهود إسرائيل لتوسيع علاقاتها مع الدول العربية تباطأت بسبب الاضطرابات الأخيرة.
فمداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والعمليات ضد المسلحين في الضفة الغربية والتعليقات المعادية للفلسطينيين والتي أطلقها مسؤولون في تحالف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثارت شجب القادة العرب وبردت جهود نتنياهو لتوسيع العلاقات مع جيرانه في الشرق الأوسط.
وعندما عاد نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر قال إنها ستكون الأولوية في سياسته وبخاصة بناء علاقات تطبيع مع السعودية، بعد علاقات إسرائيل في 2020 مع ثلاث دول عربية، أو ما عرف باتفاقيات إبراهيم. وعبر قادة إسرائيل بداية هذا العام عن تفاؤل من عقد اتفاقية مع الرياض سريعا وبرعاية من إدارة بايدن، حيث قربت المخاوف من إيران دول الخليج إلى إسرائيل.
وبدلا من ذلك يقول المسؤولون في دول الخليج وإسرائيل إن اهتمام الرياض بالتعامل وبشكل مفتوح مع إسرائيل برد نتيجة تزايد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومضي تحالف نتنياهو المتطرف ببناء المزيد من المساكن على الأراضي في الضفة الغربية التي يرى الفلسطينيون أنها جزءا من دولتهم المستقلة.
وقال مسؤول إسرائيلي “بردت الظروف الحماس”. وفي الوقت الذي استمر فيه التعاون الأمني والاستخباراتي والتجاري مع السعودية إلا أن جهود توسيع العلاقة مع الدولة العربية القوية وبقية الدول المسلمة تباطأت، حسب أشخاص على معرفة بالجهود.
ومن الإشارات عن عدم رضى السعوديين سلسلة التصريحات الشاجبة من المسؤولين لإسرائيل منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر. وفي هذا العام أصدرت السعودية عددا من التصريحات الشاجبة لأفعال إسرائيل وتشمل تصرفاتها في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات إلى التصريحات المثيرة للغضب لوزير متطرف دعا إلى محو كامل لقرية فلسطينية. ومقارنة مع العام الماضي لم تشجب السعودية إسرائيل سوى مرتين.
وقالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس بلندن “التطبيع السعودي مجمد الآن” و”كانت هناك آمال كبرى بحصوله سريعا”.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم فقدوا الأمل بتأمين اتفاق مع الرياض يسمح للحجاج المسلمين من إسرائيل السفر مباشرة إلى السعودية هذا الصيف، وهو أمر كانوا يأملون بالحصول على موافقة له بداية العام الحالي. وحاول الإسرائيليون تأمين اتفاق العام الماضي أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ولكنهم فشلوا، وحاولوا هذا العام لكن الجهود تعثرت، حسب أشخاص على معرفة بالنقاشات.
وتعلق الصحيفة أن الاضطرابات الداخلية بشأن الإصلاحات القضائية حرفت الانتباه عن التفاوض على صفقة تطبيع مع السعودية. وطلب نتنياهو من رون ديرمر، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، وكان مرشحا لقيادة المفاوضات مع السعودية، التركيز على الوضع المحلي. ولعب ديرمر دورا بارزا في اتفاقيات إبراهيم.
ويرى نتنياهو في توسيع العلاقات مع الدول العربية ضرورة لمواجهة إيران وتلاشي الدعم الدولي لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ووطدت إسرائيل بمساعدة أمريكية علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع الإمارات والمغرب والبحرين. واستقبلت إسرائيل في العام الماضي قمة دبلوماسية شاركت فيها مصر والمغرب والإمارات والبحرين والولايات المتحدة لتعميق العلاقات. ولكن الخطة لقمة ثانية هذا العام في المغرب لم تتحقق بعد مما خفف من الزخم. وحققت إسرائيل قفزات في علاقاتها مع الإمارات التي تبنت العلاقة، لكن حتى هذه الروابط تواجه تحديات بسبب الحكومة المتطرفة.
وتقول الصحيفة إن الإمارات أرسلت قبل أسبوعين مبعوثا خاصا وبرسالة تحذير من أفعال الحكومة والتي تضع ضغوطا على العلاقات حسب أشخاص على معرفة بالزيارة. وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم فهموا الرسالة التي حملها خلدون المبارك، المسؤول البارز المقرب من العائلة الحاكمة في أبو ظبي والذي يترأس عددا من المؤسسات المهمة ومنها أكبر صندوق سيادي “مبادلة” والذي استثمر مليار دولار في صناعة الغاز الإسرائيلية. وأرسل نتنياهو وفدا إلى أبو ظبي قبل أن يعود إلى السلطة حيث قال إنه يريد أول زيارة له خارج إسرائيل كرئيس للوزراء للإمارات، حسب أشخاص على معرفة بالخطط. ووافقت أبو ظبي مبدئيا إلا أن الزيارة أفشلت بعد اقتحام وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير للأقصى، وشجبت الإمارات فعله، وكان واحدا من عدة تصريحات شجبت خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويقول شبلي تلحمي، الزميل غير المقيم في مركز بروكينغز “وضعوا أرجلهم على الكوابح” و”هذا لا يعني أنهم سيغيرون قراراتهم الإستراتيجية فيما يتعلق بإسرائيل، ولكنني أعتقد أنهم سيخففون من الكوابح”. وتقول موران زكا، الباحثة في جامعة حيفا والتي تركز على الإمارات إن لدى أبو ظبي مخاوف إقليمية واسعة، وبخاصة مواجهة إيران والتي تجعل من إسرائيل أولوية. وتضيف “إسرائيل تمثل أولوية استراتيجية للإمارات ولهذا فقد يكون الخطاب التحريضي وعمليات التخويف مزعجا من جهة، لكنه لن يغير من الإطار العام للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل”.