العرب تريند

الكاتب الأردني الزعبي يكتب : تلك الخوذة الزرقاء ..

أحمد حسن الزعبي يكتب …تلك #الخوذة_الزرقاء

مقال الثلاثاء 9 – 1 – 2024
كل الذين أحبّهم ، أخاف عليهم، أخجل من حزنهم ، لا أقوى على لقائهم أو سماع أصواتهم …لأنني أتجنّب النظر في عيونهم ، ولا أرغب ان يكون حديثي مبعث “تنهيدة” تلفح الجرح من جديد..لذا اختار الورق ، فهو رسول الكلمات الذي لا يردّ..
لهذا أكتب اليوم الى أخي وائل الدحوح ولست متأكّداَ ان كان سيقرأ المقال أم لا.. وليكن بمثابة قبلة طفلة يتيمة اشتّمت به رائحة الأب واشتم بها رائحة شام ، أو رغيف خبز أرسلته له عجوز غزية نازحة من الشمال وهو في #خيمةالأخبار ، أو #لمسةممرّض أراد أن يطمئن على جرح يده بين نشرتين..أو قبلة انصهار طبعها يحيى على أطراف أصابعك..المهم أنني أكتب اليك.. وهذا يكفي..
درّسونا في الجغرافيا أن غزة أرض سهلة رملية لا جبال فيها..لكنني اكتشفت أن #الجغرافيا تكذب ، في غزة جبل اسمه وائل الدحدوح، يرتفع الف ميل عن سطح القهر ، جبل كل من ينظر اليه لا بدّ أن يرفع رأسه ، جبل تبنى على سفحه #خيام “المتشبثين” بالحياة ، يحمل على اكتافه الرماه ، ينبت بين تجاعيده ابتسامة وآه ، جبل حمل الأمانة بكل امانة ، جبل لا يركع، لا يخنع ، لا يغيّر مكانه…جبل هو أمل لكل ساكني هذه الأرض..لا تهتز أخي وائل…ان اهتززت تساقط الملايين من بعدك..فأنت زاوية أمل لكل هؤلاء الموجوعين..درعك الصحفي يحمي صدورنا من الانفجار..انت لست ملكك أو ملك الجزيرة..أنت ملك كل حر في هذه الدنيا يقتل الف مرة كل يوم… أخي وائل والله لو أن غزّة تمثّلت بجسد رجل لكنت أنت .
انا لا أكتب اليك لأواسيك أو أشدّ من أزرك ، فأنت أقوى منا جميعاً، وأوعى منا جميعاً، والأب لنا جميعاً، والأخ لنا جميعاً والأستاذ لنا جميعاً..فإذا كانت #الصحافة #صاحبة_الجلالة ، فأنت صاحب الجلالة…وتاجك تلك الخوذة الزرقاء..وهؤلاء الذين ينتظرونك تحمل “المايك” او الصولجان لا فرق هم شعبك الوفي ..الذي نزف لجرحك ،وبكى لحزنك، وابتسم لشفتيك وقت الصمود، فألق عليه رداءك ليرتد اليه بصره وأمله يا روح أيوب.. و”اركض برجلك هذا مغتسل وشراب”..
أخي الودود الطيب الحنون المؤمن ..دعك مني، بل دعك منّا جميعا..اختلِ بخيمتك مع الله ، انه طبيبنا ، يسمعنا ، قريب منا، يحب أن يسمعنا فكيف اذا كان بليل غزّة ،وليل غزّة بؤبؤ السماء ؛ جهاد وتكبير وصبر واحتساب و قرآن وظلم ويتم ..لا تتردد لا تخف لا تخجل لا تحزن بمخاطبة الله ، قل يا رب ، اصطفيت من بيتي زوجتي أمينة وابني الجميل محمود وشام دلوعة الدار وابني البكر الحنون حمزة وحفيدي آدم..فاحتسبت ورضيت… قابل بحكم واختيارك يا رب…فأنزل بقلبي ثباتاً وسكينة وطمأنينة لا تزوغ ابداً، أترك الجزاء لك يا رب ، أترك الجزاء لك يا رب، اترك الجزاء لك يا رب..فالكريم لا يحدّد بجزاء..

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى