“يونيسف”: 3.7 مليون طفل في سوريا يواجهون مخاطر كارثية بعد الزلزال
يواجه 3.7 مليون طفل في المناطق المتضررة في سوريا مخاطر متزايدة قد تكون كارثية بعد “الزلزال العنيف” الذي ضربت سوريا وتركيا في 6 شباط/فبراير 2023، وفقا منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
ووفقا لبيان صادر عن اليونيسف، أن هناك تأثير نفسي للزلازل على الأطفال، وخطر متزايد للأمراض المعدية التي تنتقل بالتلامس والمنقولة عبر المياه على العائلات النازحة، وعدم وصول الخدمات الأساسية للعائلات “الأكثر هشاشة” بسبب 12 عامًا من الأزمة السورية؛ مما يشكل خطراً لخلق كوارث مستمرة ومتفاقمة على الأطفال المتضررين.
المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، قالت، “لقد عانى أطفال سوريا بالفعل رعبًا وحسرة لا توصف. والآن، لم تدمر هذه الزلازل المزيد من المنازل والمدارس وأماكن لعب الأطفال فحسب، بل حطمت أيضًا أي شعور بالأمان للكثير من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة”.
في حلب، التقت راسل بأطفال في مساحة تعلّم مؤقتة، حيث يمكن لأكثر من 250 طفل يعيشون في مأوى جماعي الحصول على التعليم والخدمات الصحية المتنقلة والترفيه وأنشطة الإسعاف الأولي النفسي.
وتحدثت في مسجد المشارقة مع أم لطفلتين، فُقد زوجها خلال الأزمة السورية. وتربي الآن ابنتيها اللواتي يبلغن من العمر 10 أعوام و11 عامًا بمفردها، وتعتبر الأم واحدة من آلاف الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بسبب الزلازل، كما أمضت هي وابنتيها ليلتين في البرد والمطر قبل أن يجدوا مأوى في المسجد. إنهم يعتمدون الآن على المساعدة النقدية من اليونيسف في تدبير معيشتهم.
كما زارت راسل محطة ضخ مياه تدعمها اليونيسف وتوفر المياه الصالحة للشرب لحوالي ثلثي أحياء حلب. فمع نزوح العديد من العائلات وعيشهم في ظروف صعبة داخل مآوي مؤقتة، فإن توفير الوصول المستمر إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي يعد أمراً بالغ الأهمية في منع تفشي الأمراض مثل الجرب والقمل والكوليرا والإسهال المائي الحاد.
شمال غرب سوريا، تمكنت اليونيسف من الوصول إلى أكثر من 400 ألف شخص متضرر إما بخدمات التغذية أو خدمات وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة.
قبل وقوع الزلزال، كانت اليونيسف قد خزنت إمدادات إنسانية ضرورية، والتي بدأت في الوصول إلى الأطفال والعائلات في الـ 48 ساعة الأولى بعد الزلزال الأول. حتى الآن، تم إرسال شاحنات اليونيسف التي تحمل إمدادات إنسانية لأكثر من 1.8 مليون شخص لدعم المجتمعات والأطفال في شمال غرب سوريا.
“إن توفير الإغاثة الفورية فقط لا يكفي يجب أن نلتزم بالوقوف مع العائلات على المدى الطويل، ومساعدتهم على استعادة الشعور بالاستقرار والأمل من خلال توفير الخدمات الأساسية، مثل المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي”، وفقا لبيان اليونيسف.
وأشار البيان، إلى أنه يمكن مساعدة الأطفال والعائلات على التعافي من التجارب المروعة التي مروا بها حتى يتمكنوا من البدء في إعادة بناء حياتهم.”
تحتاج اليونيسف في سوريا إلى 172.7 مليون دولار أميركي لتقديم الدعم الفوري المنقذ للحياة إلى 5.4 مليون شخص، من بينهم 2.6 مليون طفل، تأثروا بالزلزال، حيث سيتم تقديم المساعدة إلى المناطق الأكثر تضرراً باستخدام جميع الوسائل الممكنة، بما في ذلك داخل سوريا ومن خلال المساعدات عبر الحدود وعبر خطوط التماس.
ودعت اليونيسف، أن يكون الدعم مرنا وغير مخصص لغرض معين، حتى تتمكن من الاستجابة على أساس الحاجة فقط وفي أي مكان يتأثر فيه الأطفال.