معاناة مصابي السرطان في إدلب: نقص بالدواء وتركيا توقف دخول المرضى
عربي تريند_ تستجمع أسماء ما بقي من قوتها، لتنهض بجسدها المنهك، فتجلس قبالتنا وتبدأ بسرد معاناتها مع مرض السرطان، التي تُوِّجت أخيراً بإيقاف دخول المرضى إلى تركيا لإكمال علاجهم بعد زلزال السادس من فبراير/ شباط الماضي الذي ضرب البلاد.
تقول أسماء، وهي سيدة من إدلب لـ”العربي الجديد”، إن معاناتها مع سرطان الثدي بدأت منذ عام، وقد كانت حالتها متأخرة، ما اضطرها كل فترة إلى السفر إلى تركيا وتلقي العلاج قبل العودة مرة أخرى إلى إدلب، إلا أن القرار التركي بإيقاف جميع الحالات الباردة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/ شباط الماضي منعها من السفر واستئناف علاجها، في الوقت الذي تعجز فيه عن شراء الجرعات على نفقتها الشخصية، إذ يصل سعر بعض أنواع الجرعات إلى 1500 دولار أميركي
من جهته، يقول الدكتور بشير الإسماعيل، مدير المكتب الطبي في باب الهوى لـ”العربي الجديد”: “أوقفت تركيا دخول جميع الحالات المرضية التي كانت تدخل من مناطق شمال غربيّ سورية إلى تركيا، سواء كانت الحالات إسعافية أو باردة، وأكبر شريحة مرضى تأثرت بهذا القرار، مرضى السرطان، وعامل الزمن مهم جداً بالنسبة إلى هذه الفئة، ويمكن إنقاذ حياتهم في حال توافر التحاليل والجرعات اللازمة لهم”.
وأضاف إسماعيل: “في إدلب هناك مركز وحيد مختص بعلاج هذه الفئة في مستشفى إدلب المركزي يقدم جرعات وتحاليل لفئة معينة من المرضى”.
في سياق متصل، نظم ناشطون وأطباء حملة إعلامية، تحت عنوان “أنقذوهم” لتسليط الضوء على معاناة هؤلاء المرضى، بهدف إيجاد حلول لمشكلتهم، سواء عبر إدخالهم إلى تركيا، أو عبر تأمين العلاجات بالسرعة القصوى، وقال الإسماعيل، وهو أحد منظمي الحملة، إن الهدف من الحملة لفت أنظار المنظمات الدولية والمؤسسات الطبية لمشكلة هؤلاء المرضى، وإنقاذ حياتهم عبر تدخل إسعافي من طريق تأمين أجهزة وجرعات، ثم دعم أحد المراكز الطبية وتخصيصه لهؤلاء المرضى، لأن موضوع المنع التركي قد يطول نتيجة الأوضاع التي تمر بها تركيا، وتهدف الحملة أيضاً إلى جمع التبرعات للمساهمة بدعم مركز أورام إدلب لمساعدته بالاستمرار في كفالة المرضى الذين يتلقون علاجاً لديه.صحة
وبلغ عدد مرضى السرطان الذين لجأوا إلى تركيا للعلاج منذ عام 2022، 1785 مريضاً، بحسب المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى، وقال مازن علوش، مدير المعبر لـ”العربي الجديد”، إن العدد لا يشمل مرضى السنوات السابقة الذين يتابعون علاجهم في تركيا، من بينهم 240 مريضاً تحت سنّ الثامنة عشرة يعانون من سرطانات متعددة، منهم 50 طفلاً لديه سرطان دم، و48 طفلاً تحت 8 سنوات،
أما البالغون من مرضى السرطان، فعددهم 1545.
وتأمل أسماء ومن يعيش معاناتها من المرضى أن تُحل قضيتهم بأسرع وقت عبر تأمين جرعات إسعافية لعلاجهم في مناطق شمال غربيّ سورية، أو عبر نقلهم إلى أماكن أخرى تمكنهم من تلقي العلاج.