قمة العقبة.. إبرة تخدير أمريكية- إسرائيلية لمنع الفلسطينيين من مقاومة الاحتلال
عربي تريند_ من المفترض أن تًعقد في مدينة العقبة الأردنية على ساحل البحر الأحمر، “قمة أمنية” بين ممثلين عن السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر والأردن وبرعاية الولايات المتحدة، من أجل محاولة تخفيف وطأة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع انفجار وشيك تحذّر منه جهات مختلفة على خلفية الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة، وآخرها المذبحة في نابلس.
ومن المفترض أن يشارك عن الجانب الفلسطيني السكرتير العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ومجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني. وعن الجانب الإسرائيلي، سيشارك مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال غسّان عليان، رئيس المخابرات العامة (الشاباك) رونين بار، ومدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي.
هذه القمة تحاول استباق تصعيد أمني محتمل خلال شهر رمضان المقبل، على خلفية التوتر الناجم عن “العمليات الإسرائيلية” في الضفة الغربية وآخرها في نابلس
مصادر إسرائيلية
طبقا لمصادر إسرائيلية وعربية، سيطالب المندوبون الفلسطينيون بتقليص حجم عمليات جيش الاحتلال داخل الضفة الغربية. وتقول مصادر إسرائيلية إن هذه القمة الأمنية تحاول استباق تصعيد أمني محتمل خلال شهر رمضان المقبل، وعلى خلفية التوتر الناجم عن “العمليات الإسرائيلية” في الضفة الغربية وآخرها في نابلس. وطبقا لهذه المصادر، سيطالب مندوبو السلطة الفلسطينية بأن يمتنع الاحتلال عن القيام بخطوات أحادية في الميدان وتقليص عملياته داخل المدن الفلسطينية. وتنقل مصادر إسرائيلية عن جهات مصرية قولها إن البعثة الأمريكية ستقترح في العقبة اليوم “خطة تهدئة” في الضفة الغربية تقوم على وقف اقتحامات جيش الاحتلال لأراضي السلطة الفلسطينية، وتمكين قوى الأمن الفلسطينية من “فرض النظام” في المناطق الخاضعة لسيادتها.
مسار للحوار
صحيفة “معاريف” العبري، نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي وصفته بالرفيع، قوله إن “قمة العقبة” تهدف إلى خلق ثقة ومسار للحوار هدفه تهدئة الميدان. وتابع: “الكل يصل بدون شروط مسبقة، وكافة الأطراف تدرك أنه ينبغي فعل كل شيء من أجل منع التصعيد. إن حقيقة مشاركة رئيس “الشاباك” في اللقاء تعكس رغبة إسرائيل في فحص ما إذا كانت السلطة الفلسطينية قادرة فعلا على تحمل المسؤولية في المناطق الغائبة عنها بالكامل اليوم، خاصة شمال الضفة الغربية”.
مصادر عربية
بحسب هذه المصادر الإسرائيلية، من المفترض أن يلتزم الجانب الفلسطيني بالسعي من أجل التهدئة، وعدم العمل ضد إسرائيل. فيما تقول مصادر عربية إن السلطة الفلسطينية تطلب زيادة آلاف من العناصر الأمنية، علاوة على كميات إضافية من العتاد والسلاح، ورفع التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة، والدعوة لاستئناف المفاوضات السياسية.
نفى مصدر أردني، أنباء إعلامية عن نية هذه القمة تدريب قوى أمنية فلسطينية من أجل مكافحة الإرهاب في الضفة الغريبة
في المقابل، نقلت قناة الجزيرة عن مصدر فلسطيني قوله إن هدف “قمة العقبة” هو محاولة التوصّل إلى تفاهمات خاصة بفترة انتقالية تتوقف فيها إسرائيل عن خطوات أحادية كالبناء الاستيطاني، هدم المنازل واقتحام المدن الفلسطينية طيلة ستة شهور، يتم خلالها العمل على تثبيت تهدئة. كما نقلت الجزيرة عنه قوله إن إسرائيل رفضت مشاركة مندوبين عن دول عريبة أخرى في “قمة العقبة” إضافة للأردن ومصر. وفيما أعلن الرئيس محمود عباس عدم مشاركته في القمة، شهدت بعض المخيمات الفلسطينية أمس مسيرات تدعو القيادة الفلسطينية لعدم المشاركة في “قمة العقبة”.
مصدر أردني
من جهته، نفى مصدر أردني في حديث لوكالة “عمون” تقارير زعمت أن القمة في العقبة تهدف لتدريب ضباط جهاز الأمن الفلسطيني في قواعد عسكرية داخل الأردن من أجل محاربة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. كما نفى مصدر أردني، أنباء إعلامية عن نية هذه القمة تدريب قوى أمنية فلسطينية من أجل مكافحة الإرهاب في الضفة الغريبة.
تهدئة في الهواء وتهويد على الأرض
قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن إسرائيل تتوقّع انتهاء “قمة العقبة” برسائل تهدئة تتقاطع مع تصريحات سابقة عن ساستها قبل أيام جاء فيها أنها لا تنوي القيام بخطوات ضمّ أو المصادقة على مشاريع بناء “خلافية” في الضفة الغربية. لكن عمليا هذا في التصريحات الإسرائيلية للإعلام هي شعارات تطلق في الفضاء في محاولة لتخدير الفلسطينيين ومنعهم من مقاومة جرائم الاحتلال والتصدي لمحاولاته الخبيثة لضمّ الضفة، وفرض حقائق على أرضها. لكن في الواقع، تتواصل الجرائم الإسرائيلية بما فيها تسمين الاستيطان والتهويد والضَم الفعلي بسياسة “الخطوة خطوة”، وهذا ما أكدته أيضا مصادر إسرائيلية تحذّر من أن حكومة نتنياهو تعمل على حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني بفرض حقائق على الأرض وتصعيد الضم الفعلي، بل جعله رسميا من خلال منح صلاحيات ما يعرف بـ”الإدراة المدنية” لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وفي افتتاحيتها بعنوان” أبرتهايد بالتمام والكمال”، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الأحد، إن حكومة نتنياهو السادسة تسير بسرعة نحو استكمال ضمّ الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى خطورة الاتفاق الجديد مع سموتريتش، الذي سبق وتضمنته اتفاقات تشكيل الائتلاف الحاكم الحالي.
ترغب واشنطن بتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية من خلال بيع أوهام وعمليات تخدير تساوم فيها السلطة الفلسطينية، وكل ذلك من منطلق خدمة أهداف الولايات المتحدة المتطابقة مع مصالح إسرائيل
بيع أوهام
استنادا لما يجري ولتجارب الماضي، ترغب واشنطن من جهتها بتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية من خلال بيع أوهام، وعمليات تخدير تساوم فيها السلطة الفلسطينية كما فعلت في الأسبوع المنصرم، عشية بحث الأمم المتحدة في جريمة الاستيطان الإسرائيلي. وكل ذلك من منطلق خدمة أهداف الولايات المتحدة المتطابقة مع مصالح إسرائيل بهدوء يمكنّها من التفرغ لقضايا أخرى في المنطقة والعالم، فيما تواصل إدارة بايدن التنكر لكل وعودها وتصريحاتها حول القضية الفلسطينية وتسوية الدولتين.
وهكذا في إسرائيل، تغيب القضية الفلسطينية عن السجالات الداخلية عدا بعض التحذيرات الصادرة عن خريجي المؤسسة الأمنية السابقين، ممن يحاولون قرع الجرس والتنبيه لنشوء واقع الدولة الواحدة، والتحذير من تديين الصراع و”بلقنته” بمعنى تحوله لصراع دام شديد التعقيد.
رسميا، قال بيان صادر عن ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل استجابت لطلب أمريكي للمشاركة في لقاء العقبة الذي سيتداول فيه المندوبون الأمنيون المشاركون عن الجهات المختلفة، الطريق لتهدئة الأوضاع في المنطقة عشية شهر رمضان.