ميلان.. من رمز للإصرار إلى دوامة الاستسلام في غضون ثمانية شهور
عربي تريند _قبل ثمانية شهور فقط، توج ميلان بلقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 2011، وقدم الفريق نموذجا حقيقيا في الإصرار والرغبة في التتويج أمام المنافسة الشرسة من جاره إنتر ميلان.
وحسم ميلان هذه المنافسة القوية على اللقب في الجولة الأخيرة من الموسم بفوز كبير 3 / صفر على مضيفه ساسولو ليحافظ على فارق النقطتين أمام إنتر ميلان الذي فاز بنفس النتيجة وفي نفس التوقيت على ضيفه سامبدوريا.
ولكن ثمانية شهور فقط كانت كافية ليتحول ميلان إلى النقيض حيث أظهرت مباراة الفريق الأخيرة في الدوري الإيطالي يوم الأحد، حالة من الاستسلام وغياب الثقة والرغبة في رد الفعل.
وتحولت نقاط القوة التي توج من خلالها الفريق في الموسم الماضي إلى نقاط ضعف واضحة ومؤثرة في مسيرة الفريق برحلة الدفاع عن اللقب في الموسم الحالي حتى ابتعد منطقيا عن دائرة المنافسة على اللقب.
وتلقى ميلان صفعة قوية يوم الأحد بهزيمته على ملعبه أمام ساسولو 2 / 5 ليتجمد رصيد الفريق عند 38 نقطة ويتراجع إلى المركز الخامس في جدول الدوري الإيطالي بفارق 15 نقطة كاملة عن المتصدر نابولي، الذي بات بحاجة إلى الوقت فقط ليتوج بطلا للمسابقة للمرة الأولى منذ 1990 في ظل ضعف المنافسة الذي يجدها من باقي الفرق الكبيرة في البطولة.
ورفعت خماسية ساسولو رصيد الأهداف في شباك ميلان هذا الموسم إلى 29 هدفا في 20 مباراة ليصبح الفريق صاحب أسوأ خط دفاع من بين الفرق التي تحتل المراكز الثمانية الأولى في جدول المسابقة حاليا.
وبعدما كان الدفاع من أهم العوامل التي مهد بها ميلان طريقه إلى منصة التتويج في الموسم الماضي، حيث كان هو الأفضل دفاعا في المسابقة، أصبح هذا الخط نقطة ضعف حقيقية في أداء الفريق.
ومنذ استئناف فعاليات الموسم الكروي بإيطاليا في مطلع كانون الثاني/ يناير الحالي، اهتزت شباك ميلان 18 مرة في سبع مباريات خاضها بمختلف البطولات، وكان منها الثلاثية التي أحرزها إنتر ميلان خلال مباراة الفريقين بكأس السوبر الإيطالي في العاصمة السعودية الرياض، وتوج خلالها إنتر باللقب الغالي.
ومن بين المباريات الستة الأخرى في الدوري والكأس، فاز ميلان بمباراة واحدة كانت على ساليرينتانا فيما خسر أمام تورينو في الكأس ليودع المسابقة وأمام لاتسيو وساسولو في آخر مباراتين خاضهما بالدوري، كما تعادل مع روما وليتشي في الدوري.
وفيما شهدت مباراته أمام ساسولو، على ملعب الأخير، في ختام الموسم الماضي صعوده إلى منصة التتويج بالدوري، كانت مباراته أمام نفس الفريق في ميلانو، مسمارا في نعش الفريق حامل اللقب، كونها المرة الأولى في تاريخ ميلان التي تهتز فيها شباك الفريق في مباراتين متتاليتين بأربعة أهداف على الأقل بكل مباراة، وذلك بعد هزيمته أمام لاتسيو برباعية نظيفة.
وكانت الهزيمة أمام ساسولو هي الثالثة على التوالي لميلان في مختلف البطولات، حيث خسر أمام إنتر في السوبر، ثم لاتسيو وساسولو بالدوري، واهتزت شباك الفريق 12 مرة في هذه المباريات الثلاثة.
وربما عانى ميلان كثيرا في الموسم الحالي بسبب غياب حارس مرماه مايك ماينان للإصابة، بعدما لعب هذا الحارس دورا مؤثرا في فوز الفريق بلقب الدوري الموسم الماضي، ولكن المباريات الأخيرة للفريق أكدت أن مشكلة ميلان تتجاوز غياب ماينان وأن الفريق يفتقد للروح القتالية.
وعكست تصريحات ستيفانو بيولي المدير الفني للفريق بعد الهزيمة أمام ساسولو حالة الاستسلام التي يمر بها الفريق؛ حيث اعترف المدرب بأن فريقه لم يعد قادرا على الدفاع عن لقبه في الدوري الإيطالي، وأن عليه التركيز في مسيرته بدوري أبطال أوروبا.
كما أقر بيولي بأن الأساليب الخططية التي ساهمت في نجاح ميلان بالموسمين الماضيين وقادته للفوز بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي لم تعد مجدية الآن وعليه أن يلجأ لتغييرها.
وقال بيولي: “أشعر بخيبة أمل.. عندما نتلقى صفعة، لا يمكننا الرد عليها. المباراة المقبلة هي لقاء الديربي (مع إنتر ميلان)، وعلينا الاستعداد لها بأفضل شكل ممكن”.
(د ب أ)