رغم تصريحات إردوغان .. فنلندا ما زالت تأمل الانضمام مع السويد إلى حلف الناتو
عربي تريند_ على الرغم من إبداء تركيا بعض الانفتاح، جدّدت فنلندا الإثنين التأكيد على أنها ما زالت تأمل الانضمام مع السويد إلى حلف شمال الأطلسي قبل قمة مرتقبة للتحالف في تموز/يوليو.
وأثارت التوترات الدبلوماسية الحادة بين ستوكهولم وأنقرة في الأسابيع الأخيرة، والناجمة عن أحداث عدة لا سيما حرق مصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، تساؤلات حول سبل المضي قدما المتاحة لفنلندا.
وقال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحافي الإثنين “أملنا الكبير كان ولا يزال الانضمام مع السويد” إلى الحلف، مؤكدًا أن الموقف الفنلندي “لم يتغيّر”.
وتابع الوزير “ما زلت اعتبر أن قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس (في 11 و12 تموز/يوليو) مرحلة مهمة، آمل أن يصبح فيها بلدانا على أبعد تقدير عضوين في حلف شمال الأطلسي”.
ومنذ أن أعلن البلدان ترشّحهما لعضوية الحلف العسكري في أيار/مايو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، تعرقل تركيا ملفيهما.
ولمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد للمرة الأولى إلى أن تركيا قد توافق على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، من دون أن تتّخذ خطوة مماثلة تجاه السويد التي تتّهمها أنقرة بالإضرار بمصالحها.
وقال إردوغان “يمكن أن نعطي فنلندا رسالة مختلفة إذا لزم الأمر، وعندها سوف تصاب السويد بصدمة ولكن يجب ألا ترتكب فنلندا الخطأ نفسه”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
ورأى هافيستو أن هذه التصريحات “تُظهر أن هناك نية لدى تركيا للمضي قدما بسرعة في آلية (الانضمام إلى) حلف شمال الأطلسي إذا لزم الأمر” بشأن ترشيح فنلندا.
وأوضح أنه على تواصل منذ الأحد مع نظيريه السويدي والتركي، وأعرب عن أمله في أن تصادق تركيا على انضمام البلدين “معا”.
وكانت تركيا قد عرقلت في 24 كانون الثاني/يناير انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي عبر إرجائها حتى إشعار آخر لقاء ثلاثيا كان مقررا بداية شباط/فبراير ويهدف إلى تبديد اعتراض أنقرة على انضمامهما.
ونبّه الرئيس التركي الأحد إلى أن السويد التي تتهمها تركيا بايواء “إرهابيين” أكراد، لا يمكنها بعد اليوم التعويل على “دعم” أنقرة، بعدما أحرق الناشط اليميني المتطرف السويدي-الدنماركي المناهض للإسلام راسموس بالودان مصحفا قرب سفارتها في ستوكهولم.
واستنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون ما وصفه بأنه عمل “مهين”، معبّرًا عن “تعاطفه” مع المسلمين. لكنه أكد أن الدستور السويدي يحول دون حظر هذه السلوكيات. إلا أن ذلك لم يسهم في تهدئة الغضب التركي.
وكرّر بالودان فعلته عبر إحراق نسخة من المصحف أمام مسجد في العاصمة الدنماركية، ثم نسخة أخرى أمام سفارة تركيا.
دمية تمثل اردوغان
وأثار إحراق المصاحف استياء في الأوساط الإسلامية وأيضا لدى النشطاء المؤيدين للأكراد.
في منتصف كانون الثاني/ يناير، رفعت مجموعة قريبة من لجنة روجافا لدعم أكراد سوريا دمية تمثل إردوغان معلّقاً من قدميه أمام مبنى بلدية ستوكهولم، ممّا أثار استياء أنقرة رغم إدانة الحكومة السويدية.
السؤال المطروح راهنا هو إلى متى ستنتظر فنلندا جارتها السويدية؟ علما بأن البلدين بقيا كيانا واحدا حتى العام 1809، ويقيمان علاقات دبلوماسية وعسكرية وثيقة للغاية.
وقال هافيستو “نتخلى بالصبر، وربما صبرنا طويل لأن بلدانا عدة أعطتنا ضمانات أمنية”.
خلال فترة الترشّح لا تستفيد السويد وفنلندا من مفاعيل البند الخامس في معاهدة حلف شمال الأطلسي حول الدفاع المشترك، لكن قوى غربية عدّة، بينها الولايات المتحدة، تعهّدت تقديم الدعم في حال تعرّضت البلاد للخطر.
وساهمت الصعوبات التي تواجهها القوات الروسية في أوكرانيا في إبعاد شبح الخطر الداهم عن فنلندا التي تتشارك مع روسيا حدودا بطول 1300 كلم.
والإثنين أبدى الوزير الفنلندي تضامنا مع ستوكهولم، علما بأنه تطرّق علنا الأسبوع الماضي إلى احتمال انضمام بلاده بشكل منفرد في حال وصل ترشّح السويد إلى طريق مسدود، مشددا في المقابل على أن المطروح حاليا يبقى انضمام البلدين معا.
ومن بين الأعضاء الثلاثين في حلف شمال الأطلسي، وحدهما تركيا والمجر لم تصادقا بعد على انضمام فنلندا والسويد، علما بأن بودابست سبق وأعلنت أن لا رغبة لديها في عرقلة انضمامها.
ويتطلب منح العضوية في حلف شمال الأطلسي مصادقة كل الأعضاء.
أ ف ب