حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف تبدأ تصعيدها بحق الأسرى
عربي تريند_ طيلة السنوات الماضية والمتطرف إيتمار بن غفير يحرض على الأسرى الفلسطينيين، حتى تولى منصبه وزيراً لما يسمى وزارة الأمن القومي الإسرائيلي، إذ شهدت الأيام الماضية مرحلة من التصعيد ضد الأسرى، بدءًا بزيارته لسجن هداريم، ومنعه مظاهر الاحتفال بتحرر عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس.
وأخيرًا، نقل بن غفير جميع الأسرى الفلسطينيين بسجن هداريم، بمن فيهم قيادات الحركة الأسيرة وأبرزهم القيادي بحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، إلى سجن نفحة.
قيادات الأسرى.. بداية التصعيد
أمس الإثنين، أتمت إدارة سجون الاحتلال نقل جميع أسرى سجن “هداريم”، والبالغ عددهم 80 أسيرًا، حيث جرى النقل على مرحلتين، أمس، وأول أمس الأحد، إلى الأقسام الجديدة في سجن (نفحة)، وغالبيتهم من قيادات الحركة الفلسطينية الأسيرة ومن ذوي الأحكام العالية، بينهم القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي.
وقالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني السراحنة لـ”العربي الجديد”، إن “من نقلوا هم قيادات بالحركة الأسيرة من مختلف التنظيمات، لكن اللافت هو العمليات الانتقامية خلال عملية النقل، حيث قامت وحدات خاصة بعمليات التفتيش بسجن هداريم، وأحدثت حالة كبيرة من الخراب بمقتنيات الأسرى”.
ولفتت السراحنة إلى أن نقل الأسرى من “هداريم” سبقته زيارة نفذها المتطرف بن غفير، قبل أيام من نقل الأسرى، والتي جدد خلالها تهديداته لهم، ما يدل أنها مؤشر جديد إلى المرحلة القادمة داخل السجون.أخبار
بدورها، أكّدت الحملة الشعبية لحرية القائد مروان البرغوثي وكافة الأسرى في بيان لها، أن هذه الخطوة تأتي استمرارًا لسلسلة الإجراءات العقابية التي اتخذتها إدارة مصلحة السجون ضدّ الحركة الأسيرة وقادتها والتي تزداد يومًا بعد يوم، خاصّة في ظلّ الانزياح الإسرائيلي المستمرّ نحو اليمين الديني الفاشي والعنصري والمتطرّف.
وشددت الحملة الشعبية على أن استمرار عزل الأسير القائد مروان البرغوثي في قسم العزل الجماعي والمشدّد في سجن هداريم منذ العام 2005، لم يحجب صوته، وأن نقله إلى قسم العزل المشدّد في سجن نفحة لن يُثنيه عن الاستمرار بالقيام بدوره على كافة المستويات الوطنية والسياسية والتنظيمية والأكاديمية والثقافية داخل السجون وخارجها، وأن هذه السياسات لن تنال من إصراره على التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم خارج السجون ومع رفاقه الأسرى في بقية السجون والمعتقلات.
تصعيد قادم
هذا التصعيد الجديد الذي يقوده بن غفير يأتي، بحسب مؤسسات الأسرى والمتابعين لشؤون الأسرى، ضمن حملة تصعيد قديمة، لم تتوقف، لكنها ازدادت بعد عملية “نفق الحرية” التي تمكن فيها ستة أسرى من تحرير أنفسهم لأيام عام 2021، عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع، بحسب ما تؤكده لـ”العربي الجديد” مسؤولة الإعلام في نادي الأسير أماني السراحنة.
وتشير السراحنة إلى أن كل ما يجري بحق الأسرى تحاول حكومة الاحتلال من خلاله إيصال رسالة للأسرى أنفسهم ولغيرهم، وصحيح أن عملية نقل أسرى سجن هداريم مخطط لها قبل تولي حكومة الاحتلال الحالية مهامها، إلا أنه من الواضح أن إدارة السجون مقبلة على مرحلة تصعيد جديدة وإعادة ترتيب ما يجري في السجون، من خلال استخدام عملية النقل للأسرى في مختلف السجون.
وتحذر السراحنة من أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على الأسرى، في ظل التهديدات المتواصلة بحقهم، وكل ما يجري قد يندرج في إطار إرضاء الرأي العام الإسرائيلي، كما أن هنالك تصعيد آخر ليس فقط بالتهديدات، بل بنية الاحتلال سن قوانين تمس الأسرى داخل السجون، حتى بعد الإفراج عنهم، وما يجري من عوامل حول قضية الأسرى تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد هجمة كبيرة على الأسرى، وسط عمليات اعتقال متصاعدة في الخارج.تقارير عربية
وجوب إسناد الأسرى
في ظل ما يجري من تهديدات تطاول قضية الأسرى، فإن مختصين يرون أن قضيتهم تواجه تهميشًا على كل المستويات، وتحتاج لتفعيل ومساندة كي لا يتركوا وحدهم، وعدم الاكتفاء بالفعاليات الروتينية أو الفعاليات الإسنادية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول مدير جمعية الأسرى والمحررين محمد حميدة، في حديث لـ”العربي الجديد”: “لقد باتت مؤسسات الأسرى تكتفي بدعوة للوقفات التضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأصل أن يتم التنسيق على أعلى المستويات لتفعيل القضية، مثل زيارة الجامعات والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لزيارة المدارس وتثقيف الطلبة بقضية الأسرى ودعوتهم للمشاركة بالوقفات، وهذا يقع على عاتق المستوى الرسمي أيضًا، ولو قام الجميع بدوره تجاه الأسرى سينعكس ذلك على الحالة الشعبية”.
ويرى حميدة وجود فجوة حقيقية بين أصحاب المصالح والمكاسب، وهم كثر، برأيه، وبين الفئة الأقل لأهالي الأسرى والشهداء والجرحى، حتى صارت الفعاليات التضامنية تقتصر عليهم فقط، وبعض الأهالي يغيبون عن الفعاليات، وعامة الناس تنتظر الإضراب وإغلاق المحلات حتى يخرجوا للمشاركة، مشددًا على أن الحل هو أن يتذكر الناس والمؤسسات الرسمية أن الفلسطينيين ما زالوا يرزحون تحت الاحتلال، وأنه يتوجب على الجميع أن يشاركوا بالحالة النضالية.