معرض السيرة النبوية.. تجربة افتراضية فريدة في الرباط 
عربي تريند_ بدمعات تترقرق على خديها، تمر سيدة في مقتبل عمرها أمام معرض مهيب للسيرة النبوية بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط.
ويحتوي المعرض الذي يقام لأول مرة بالمغرب على مشاهد مؤثرة لنموذج افتراضي للحجرة الشريفة تعود بالزوار إلى أجواء العهد النبوي قديما.
وقال سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) إن معرض السيرة النبوية بالرباط رمز حضاري يجسد ثراء السيرة النبوية الشريفة.
تجربة روحية
وذكر محمد المالك، أن المعرض ثمرة شراكة بين “إيسيسكو” ورابطة العمل الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء ورعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأوضح أن المعرض “يدخلك لتعيش تجربة روحانية وتعيش مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكأنك تراه، ترى وتسمع وتقرأ وتلمس ما كان في مكة والمدينة في العصر النبوي”.
ويحتوي المعرض على تقنيات حديثة وشاشات تفاعلية وسينمائية، إضافة لعالم افتراضي معزز من خلال الحجرة النبوية.
وكشف محمد المالك أنه يريد لمنظمته “أن تكون منارة حضارية معرفية تثقيفية تعليمية بدول العالم الإسلامي”.
وأضاف: “لا توجد قدوة ومنارة في العالم إلا الرسول الكريم، وهدف المعرض هو إبراز السيرة النبوية الشريفة”.
أجواء العهد النبوي
ويتكون القسم الأول من معرض السيرة النبوية من مجسمات بالخط العربي تحوي أسماء الأنبياء وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
كما يضم مجسمات تقريبية لغرف تحاكي واقع البيوت والحجرات الشريفة وصور ثلاثية الأبعاد لمكة في العهد النبوي، إضافة لشاشات كبيرة تعرض أثاث بيت النبي وطعامه وأسماءه ونعوته.
وينقل المعرض متابعيه إلى أجواء المدينة المنورة عبر مجسمات تضاء فيه الأجزاء المهمة بالتزامن مع شرح تفصيلي للمسجد النبوي والحجرات الشريفة وسقيفة بني ساعدة والبقيع.
وفي المعرض موسوعات تاريخية ضخمة وشاشات تقدم المدينة المنورة بشكل ثلاثي الأبعاد مع كل التفاصيل التي تخص شكل الرسول الكريم وإيماءاته وآل البيت وروائع الذوق والأناقة التي تميز بها الرسول محمد عليه السلام.
كأنها الحجرة الشريفة
ويعتبر النموذج المعد لمنبر رسول الإسلام أبرز ما يتوقف عنده الزائر لمعرض السيرة النبوية، حيث أعد منبر الرسول استنادا على ما جاء في كتب السيرة.
وفي تجربة تقشعر لها أبدان المحبين وتغلب عليها مشاعر الشوق لملاقاة الرسول الكريم، يعيش زائر المعرض حياة ثلاثية الأبعاد مع بيت الرسول وحجرة عائشة رضي الله عنها.
يقدم المعرض بانوراما للحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول، ويعمل لأول مرة في التاريخ بتقنيات الواقع الافتراضي والأبعاد الثلاثية.
وتعرض الغرفة الشريفة بشكل كامل وعبر الفترات التاريخية المختلفة، بعد وفاة النبي وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
وتستعرض التقنيات الحديثة حجرة أم المؤمنين عائشة منذ إغلاقها بعد وفاتها ودفنها بالبقيع إلى البناء المخمّس الذي أقامه عمر بن عبد العزيز، ثم شكل الغرفة والجدران المتعددة التي بنيت حول الحجرة حتى العصر الحاضر.
ويشكل المعرض الفريد من نوعه النسخة المتجولة الأولى لمتاحف السيرة النبوية التي تحتضن السعودية مقرها الرئيس، ويتوقع أن يستمر بالمغرب لمدة 6 أشهر.
(الأناضول)