حسين فهمي : مهرجان القاهرة السينمائي حقق النجاح المأمول
عربي تريند_ أعرب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان حسين فهمي، عن رضاه عن النجاح الذي تحقق في دورة المهرجان الرابعة والأربعين التي اختتمت أخيرًا، معتبراً نفسه مكملاً للنجاحات التي تحققت في الأعوام السابقة في ظل رؤساء المهرجان السابقين.
وقال فهمي في حواره مع “العربي الجديد”، إن الفرق بين رئاسته للمهرجان الآن وقبل عشرين عاماً، هو البناء على ما تحقق من نجاحات والسعي لإبراز المهرجان أكثر، ليستحق مكانته بين أهم المهرجانات العالمية. وأضاف: “لا ينقصنا شيء لكي نكون بين أهم ثلاثة مهرجانات عالمية، فتاريخ (القاهرة السينمائي) بما يحتويه من مضمون وبرمجة، يساعده لأن يكون بموازاة مهرجانات مثل: كان وبرلين وفينيسيا“. وأكد فهمي عدم خشيته من إمكانية تفوق المهرجانات السينمائية العربية الأخرى مثل “البحر الأحمر السينمائي”، مبيناً أن “القاهرة السينمائي” يتسلح بالتاريخ الكبير والمعاصرة والانفتاح على التجارب المماثلة، وقال: “مع كل الاحترام للمهرجانات الأخرى، ساهمنا في صنع تاريخ للسينما العربية، ونحن نمد الآخرين بخبرتنا وتجربتنا، كما أن سمعتنا وصلت للعالمية وهي محل ترحيب من المهرجانات العالمية ومن صناع الأفلام وكبار الفنانين والمخرجين والمنتجين”.
وأشار فهمي إلى أن بعض المهرجانات العربية والعالمية، تتسلح بالإمكانات المالية الهائلة، والتي لا يمكن منافستها مادياً، موضحاً: “تبلغ ميزانية القاهرة السينمائي 40 مليون جنية مصري، نصفها تماماً عبارة عن دعم لوجستي وتقني وبنية أساسية. وحاولنا هذا العام رفع الميزانية، لكن وقفت أمامنا عقبات تتعلق بالظروف الاقتصادية. لكننا نفكر منذ الآن في طريقة لرفع ميزانية الدورة المقبلة، عبر التعاقد مع جهات راعية لا تفرض شروطا لا يمكن لنا قبولها، حيث قمنا هذا العام برفض التعاقد مع بعض الجهات التي وجدنا في طلباتها تدخلاً غير مقبول في سياستنا الفنية”.
وبين فهمي أنه سعى لإضافة بعض النواحي الإيجابية إلى دورة هذا العام، منها استضافة الجمهور من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل حضورهم باعتبارهم فئة مهمة في المجتمع، وتكريم بعض الفنانين، مثل الفنانة لبلبة والراحل سمير صبري والمخرجة كاملة أبو ذكرى، والتحضير لتكريم فنانين آخرين في الدورة المقبلة مثل: الراحل هشام سليم والراحل عزت أبو عوف. وقال: “كان مهماً أيضاً ترميم بعض الأفلام القديمة التي تعتبر من أهم كلاسيكيات السينما المصرية ومنها فيلما (أغنية على الممر) للمخرج علي عبد الخالق، و(يوميات نائب في الأرياف) للمخرج توفيق صالح، وسنعمل على ترميم فيلمين آخرين سيعرضان في الدورة المقبلة”.
العربي الجديد
وحول سبب عدم إقامة معرض مقتنيات عمر الشريف، الذي تم الإعلان عنه سابقاً، بيّن فهمي أن إدارة المهرجان تلقت اتصالا من نجله، يرفض فيه إقامة المعرض رغم موافقته المسبقة، وإرساله بدلات الفنان الراحل، وقال: “قمنا باستلام البدل ومتعلقاتها والاهتمام بها، واختيار طريقة عرضها مع الأفلام التي شارك بها الفنان الراحل، لكن نجل الفنان اتصل فجأة وطلب إيقاف المعرض.. دون أسباب واضحة”. كما قلل فهمي من أهمية عدم وجود فنان عالمي في حفل الافتتاح، إذْ كانت التكهنات تشير إلى حضور النجم ريتشارد غير، بالقول: “لم نتحدث رسمياً عن حضور فنان عالمي، كما أنني لا أرى ضرورة لحضور فنان عالمي، وهذا لا يعني أننا لا نرحب بوجودهم معنا”.
وبرر فهمي عدم افتتاح أي من دورات المهرجان بفيلم مصري، بالرغبة في عدم تحول المهرجان إلى حدث محلي، كونه أساساً يستقطب أفلاماً لها وزنها وثقلها العالمي. وقال: “السينما المصرية رائدة، ونرغب في الحفاظ على تقليد عرض أهم الأفلام العالمية في افتتاح المهرجان، وهذا لا يقلل من أهمية السينما المصرية، وهذا العام اخترنا فيلم The Fabelmans للمخرج ستيفن سبيلبرغ قبل عرضه جماهيرياً في موسم أفلام نهاية العام، حيث عرض فقط لمرة واحدة في مهرجان تورونتو السينمائي، وهذه أفضلية عالمية لنا”. وردّ فهمي على التراشق الإعلامي الذي حدث بين المدير الفني للمهرجان أمير رمسيس، وبين مدير المكتب الصحافي محمد عبد الرحمن، قبل بدء المهرجان بيومين، بأنه كان من الأفضل احتواء المشكلة داخلياً، واعتبر فهمي أن قرار إقالة عبد الرحمن نابع من بعض الشكاوى التي وضحها له رمسيس واقتنع بها، معتبراً أن هذا القرار لم يكن هدفه معاداة وسائل الإعلام، مشيداً بخبرة وتجربة ومهنية عبد الرحمن الصحافية.
وأثار فهمي جدلاً في الأوساط المصرية، وذلك بوضعه شروطاً للباس على الفنانين المشاركين في المهرجان، كما اختارت اللجنة المنظمة للحدث أيضاً تحديد شروط للإعلاميين الذين سيغطون حفلي الافتتاح والختام. ولكن اللافت في المهرجان أن الكثير من الفنانين لم يلتزموا بـ”الدريس كود” الذي أعلن عن تطبيقه فهمي منذ توليه رئاسة الدورة الجديدة، حيث ظهر الكثير منهم بملابس غير بسيطة على الإطلاق تنوعت بين الجريئة أو اللافتة بشكل كبير، حتى أنه تم منع الممثلة هند عاكف من التواجد على السجادة الحمراء بسبب ارتدائها فستاناً يحمل صورا لبعض الفنانين، بعد أن أخبرها المنظمون بأنه غير لائق، ومخالف لشروط “الدريس كود”. وبرر فهمي قراره قائلاً: “إحنا مهرجان دولي درجة أولى، ولما جيت المهرجان لقيت إن كل واحد يلبس اللي هو عاوزه، عيب، أنا هلبس كويس والناس تلبس لطيف والنساء تلبس كويس، المسألة تطورت أكثر مما أتخيل”.