من هي “ميرا” التي خلطت أوراق نواب ووزراء الأردن؟ رواية تثير ازمة سياسية
عربي تريند_ من هي الفتاة “ميرا” التي خلطت أوراق السلطتين التشريعية والتنفيذية في الأردن فجأة؟
“ميرا” باختصار هي بطلة رواية ليست جديدة طبعت ورخصت ونشرت في الماضي وتحمل اسمها. واستقرت رواية ميرا 3 سنوات كاملة في مكتبة الأسرة التابعة لوزارة الثقافة دون ضجيج، إلى أن التقط أحد ما نصوصا في تلك الرواية ونشرها، فتفجرت أزمة حادة شعبيا وبرلمانيا، دفعت رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للتدخل والتعميم، وأشعلت بدون مبرر واضح تحت قبة البرلمان، غضبا نيابيا، فيما دخل المربع السياسي مجددا بسبب ميرا إياها في جدال الحملة على الهوية الدينية والوطنية والقومية والقيمية للشعب الأردني.
لا يوجد أي قرينة تحدد الطريقة التي أثير الجدل فيها حول رواية ميرا المتهمة الآن وفي ظل عاصفة جدلية بمخالفة قيم العائلة الأردنية، وبأنها “نص وقح” كما صرح النائب الإسلامي ينال فريحات، خلافا لأنها كما قيل عبر المنصات، تُشيع الفاحشة ولا تتناسب مع قيم الأسرة الأردنية.
ليس سرا أن التيار الإسلامي حصرا يخاصم وزيرة الثقافة الحالية الدكتورة هيفاء النجار.
وليس سرا أيضا أن تلك الخصومة سببها ما قاله يوما لـ”القدس العربي” الأمينُ العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة، بعنوان دور مريب للوزارة بخطط المساس بالهوية الإسلامية للشعب الأردني.
بكل حال، اصطاد بعض النواب وزيرةَ الثقافة بتهمة الرواية “ميرا” رغم أنها وضعت على طاولة مكتبة الأسرة في الوزارة في عهد وزير آخر.
وثار النقاش تحت قبة البرلمان، وهدد بعض النواب بحجب الثقة عن الوزيرة، وسط تهمة التركيز على عبارات وإيحاءات جنسية في النص الروائي الذي تقدمه الوزارة للأسرة الأردنية وأطفالها.
زوايا مبالغات درامية رُصدت، ومذكرةٌ برلمانية بصدد التوقيع، وصمتٌ غريب على جبهة المثقفين والأدباء والكتاب.
لاحقا قرر رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إصدار توجيه بعنوان اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ما سماه كثيرون بـ”المحتوى الدخيل على القيم الأردنية”.
بسرعة تحركت الوزيرة النجار، وشكّلت لجنة تراجع كل النصوص الأدبية المعتمدة في مكتبات الوزارة، مع أمر بيروقراطي مباشر بمنع أي نص يعتدي على القيم الاجتماعية للعائلة الأردنية، ويتضمن أي محتوى دخيل على المجتمع.
تلك طبعا تعبيرات لا تشبه وزيرة الثقافة الأردنية باعتبارها داعية لحريات التعبير.
لكن واضح أنها تعرضت لضغوط عنيفة سياسيا؛ بسبب رغبة الحكومة والرئيس الخصاونة حصرا باحتواء الجدل، خصوصا مع النواب الذين يهددون ويتوعدون قبل وصوله إلى مناطق صعبة.