وزير الطاقة القطري يفتح النار على السياسة الألمانية بعد مواقفها من المونديال

عربي تريند_ على إثر توقيع اتفاقية توريد الغاز بين ألمانيا وقطر، فتح وزير الطاقة القطري سعد الكعبي في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية، النار على سياسة ألمانيا الخارجية، خاصة بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهتها الدولة الأوروبية لقطر في مسألة حقوق الإنسان.

ووقّع الكعبي صفقة الغاز مع ألمانيا، اعتبارا من عام 2026، حيث ستوفر قطر مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا لألمانيا.

وبحسب صحيفة بيلد، فإن الوزير القطري عبّر عن استغرابه من الاتهامات الألمانية، خاصة بعد تصريحات لنائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، الذي قال إنه لو كان مكان قائد المنتخب الوطني الألماني، مانويل نوير، لكان ارتدى شارة “حب واحد” خلال مونديال قطر رغم تهديدات.

وقال الوزير القطري إن اتهامات الوزير الألماني لقطر بالفساد، لا يمكن قبولها بشكل مجرد، مضيفا: “إذا اتهمت شخصا بالفساد، فعليك إثبات ذلك. أنت مسؤول قانونيا إذا قلت إن شخصا ما فاسد “. ودعا الوزير القطري نائب المستشار الألماني إلى إظهار المزيد من الاحترام لقطر ومواطنيها.

وكان نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، والذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد، قال في تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني: “كنت سأصبح مهتما برؤية ما سيفعله الحكم إذا جاء شخص حاملا لشارة حب واحد… كنت سأخاطر بهذا الأمر… لكان ذلك احتجاجا معتدلا”، مضيفا أن الأمر يدور في النهاية حول شارة وليس حول شكل احتجاجي “معقد” مثلما يفعل نشطاء المناخ من الجيل الأحدث.

وذكر هابيك أنه يتذكر الاحتجاجات التي صارت رمزا وغيرت شيئا ما، مثل ركوع لاعب كرة القدم الأمريكي كولين كايبرنيك في عام 2016 كعلامة ضد العنصرية، مضيفا أنه “صارت بعد ذلك احتجاجات أوسع ضد العنصرية في الرياضة”. وأشار هابيك إلى أن الشيء المميز هو أنه على عكس البطولات السابقة، فإن كأس العالم في قطر سياسي ولم يعد هناك أي رياضة غير سياسية، وقال: “ثم بالطبع تسأل نفسك أيضا كيف ستتصرف في هذا الموقف؟”، مشيرا إلى أنه لا يستطيع التحدث نيابة عن الآخرين، لكن ما هو متاح واضح.

وردا على سؤال طرحته صحيفة بيلد، نفى الوزير القطري تناول الوزير الألماني حالة حقوق الإنسان، على سبيل المثال فيما يتعلق بقضايا مثل ظروف العمل السيئة للعمال المهاجرين أو حقوق الأقليات الجنسية. وقال الوزير الكعبي إن هابيك تناول فقط موضوع تزويد قطر لألمانيا بالغاز، وهو ما تم بحثه.

ومع ذلك، ردا على استفسار بيلد، اختلفت المتحدثة باسم هابيك مع أقوال الوزير القطري، حيث أكدت أن الوزير الألماني بحث أيضا قضايا حقوق الإنسان والقيم الاجتماعية في قطر.

وقال الكعبي إن القانون في قطر يعاقب على المثلية الجنسية، ومع ذلك أكدنا مرارا أنه لا مشكلة لو أرادوا زيارتنا أثناء المونديال، ولكن من المهم احترام قوانيننا. وقال: “نحن كمسلمين، نعتقد أن الشذوذ هو أمر خاطئ”. وانتقد الوزير القطري “انتقادات دول غربية لتعامل قطر مع هذا الملف”، وقال: “الغرب يقول إن علينا نحن القطريين أن نتغير. يجب علينا تغيير ديننا وإيماننا، والقيام بما يعتقدون أنه صواب مثل قبول المثلية. ولكن أقول لهؤلاء أنه مثلما تعتقدون بحرية المثليين في الاختيار، أين حريتنا نحن في الاختيار أيضا؟ اختيار ديني وبلدي وعائلتي وأولادي”.

وأكد الكعبي قطر لن تغير من دينها ونفسها إرضاء للغرب، مذكرا بوجود أكثر من مليار مسلم في العالم، ومن الواجب على العالم احترامهم، وقال: “لا يمكنك تغيير مليار شخص، نحن فخورون بديننا”.

تفسير صورة انحناء هابيك

وردا على سؤال الصحيفة الألمانية، فسر الوزير القطري صورة الانحناء الشهيرة، والتي أظهرت نائب المستشار الألماني ينحني أمام الوزير القطري في زيارته لقطر. وقال الكعبي إن الأمر لم يكن كذلك أبدا، وأوضح: “لا أحب هذه الصورة، حيث تبين أن السيد هابيك ينحني لي، ولكن الأمر لم يكن كذلك في الحقيقة”.

وحول اتفاقية الغاز، قال وزير الطاقة القطري إنه لا يرى حدا أقصى لكمية الغاز الطبيعي المسال التي تستعد الدوحة لشحنها إلى ألمانيا. وأضاف أن قطر تعمل مع شركات مثل يونيبر و(آر.في.إي) وغيرها على المزيد من الشحنات. ومن المقرر نقل شحنات الغاز الطبيعي المُسال لمحطة في بلدة برونسبوتل بشمال ألمانيا. وتستقبل ألمانيا المزيد من الغاز الفوري من محطات الغاز الطبيعي المُسال في الدول الأوروبية المجاورة.

وكان هابيك قد رحب بهذا الاتفاق، وقال إن ألمانيا ستشتري بأفضل العروض المتاحة. وتابع: “هذا يشمل قطر، لكنها ليست المورّد الوحيد في السوق العالمية”.

وعلّق هابيك خلال مشاركته في مؤتمر للأعمال في برلين على مدة الاتفاق بالقول: “15 عاما أمر رائع”. وأشار إلى خطة ألمانيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045، الأمر الذي سيضع قيودا على كميات الغاز التي ستستوردها في المستقبل.

وأضاف أنه سيتعين على ألمانيا خفض استهلاكها من الغاز اعتبارا من منتصف 2030 إذا كانت تريد تحقيق هدفها الطموح.

فيما رحب المستشار الألماني أولاف شولتش يوم الثلاثاء، بصفقة جديدة للغاز الطبيعي المسال مع قطر، ووصفها بأنها “لبنة” لإمدادات الطاقة في ألمانيا مستقبلا.

وفي مبنى المستشارية في برلين، قال شولتس بعد محادثات مع رؤساء المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية الرئيسية في العالم، من بينهم مديرة صندوق النقد الدولي: “بشكل عام، سنسعى لأن يكون لدينا العديد من الدول المختلفة، التي تضمن لنا إمدادات الطاقة”.

من جهتها، أوضحت الرابطة الألمانية لصناعات الطاقة والمياه (بي.دي.إي.في) أن المليوني طن الواردة في الاتفاق، تعني 2.8 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وتعادل نحو ثلث السعة المتوقعة لمحطة برونسبوتل المقرر استكمالها في 2026.

وأشارت الرابطة إلى أن هذا الاتفاق وحده “يعوض نحو ستة بالمئة فقط من شحنات الغاز الروسية في 2021”.

وعلق كوشال راميش، كبير محللي الغاز الطبيعي المُسال في مؤسسة ريشتاد إنرجي لأبحاث الطاقة، بالقول: “حجم الاتفاق منطقي، ويمثل خطوة كبيرة في تنويع الإمدادات”.