الكويت

«روبيان»… في صحراء الكويت

خطوة جريئة تلك التي بدأها معهد الكويت للابحاث العلمية، في إطلاق مشروع المبادرة الحكومية لاستزراع الروبيان للانتاج التجاري، على ثلاث مراحل
أبرزها تلك التي ستكون في بر كبد حيث سيتم استزراع الروبيان باستخدام المياه الجوفية ذات الملوحة الخفيفة التي ستعطي نتائج كبيرة.
وقالت رئيسة مشروع المبادرة الدكتورة شيرين السبيعي انه «مشروع وطني يهم كل الكويتيين، نظرا لما يشكله الروبيان من مادة غذائية لا تستغني عنها المائدة الكويتية ومكون اساسي للامن الغذائي، لذا وجدنا تعاونا من كل الجهات المعنية لاقامة المشروع الصديق للبيئة».
وأضافت السبيعي لـ«الراي» التي رافقتها خلال جولة لها على مركز استزراع الروبيان في منطقة السالمية، ان «المبادرة بدأت من معهد الابحاث العلمية وبتمويل من المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية بهدف تطوير استزراع الربيان للانتاج التجاري» مشيرة إلى أن «المشروع بدأ عام 2015 على 3 مراحل، الاولى انشاء مختبر لابحاث الروبيان يتكون من 22 حوضا تجريبيا لتقييم الانتاج، باستخدام تقنية التكتل الحيوي لاستزراع الربيان في بيئة مماثلة لحياته الطبيعية، بالاضافة الى تطوير انتاج الروبيان باستخدام المياه الجوفية الكويتية ذات الملوحة المنخفضة لزراعة الروبيان في المناطق الصحراوية وخلق فرص عمل واستثمار للشباب».
وأوضحت ان «المتر المكعب الواحد من المياه الجوفيه يمكن ان ينتج 4 كيلوغرامات من الروبيان دون الحاجة الى تبديل المياه لمدة 4 اشهر، ومن المتوقع الانتهاء من تقييم الدراسة وتحصيل النتائج في فبراير المقبل، للاستفادة منها في المرحلة الثانية للمشروع في محطة ابحاث كبد، التي تتمثل في انشاء محطة برية تستخدم بها المياه الجوفية لاستزراع الروبيان، مما يشجع المزارعين واصحاب القسائم الزراعية على انتاجه واستزراعه في مزارعهم باستخدام المياه الجوفية في المناطق الصحراوية، وحتى لا تكون زراعة الروبيان مختصرة على الشريط الساحلي، مما يقلل من استنزاف البيئة البحرية الكويتية والمتوقع تشغيلها في منتصف العام المقبل وبانتاج 18 طنا سنويا»، لافتة الى ان «المشروع سيستخدم تقنية متطورة بحيث لا يتم تبديل المياه اثناء نمو الروبيان، ولا يضاف له شيء، وبعد مرور 4 أشهر يحصد الروبيان دون الحاجة لاستبدال المياه بالكامل».
واضافت السبيعي ان المشروع يستخدم نوعا من الروبيان ذا كفاءة عالية في الانتاج والنمو، يعرف بالروبيان ذوات الارجل البيضاء او الروبيان الاميركي والمعروف في بالسوق المحلي تحت مسمي الروبيان المستزرع السعودي حيث يمكن المزارع او التاجر من جني ارباح طائلة من زراعته لان هذا النوع يزرع ويتكاثر بكثافة عالية بالاضافة الي تحمله نسب ملوحة مختلفة ومقاوم للامراض.
واكدت السبيعي ان «المشروع يدار بفريق كويتي متخصص من قبل معهد الكويت للابحاث العلمية ومدرب على اعلى مستوى، آملين ان يقود هذا الفريق القطاع الخاص والمستثمرين في هذا المجال من خلال نقل هذه التقنية المتطورة، لانشاء مشاريع استزراع روبيان وعلى مستوى تجاري منافس». وثمنت السبيعي التعاون المثمر مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة لدورهم المتميز في دعم المشروع وازالة العقبات التي تواجهه باعتباره مشروعا تنمويا يخدم الامن الغذائي في البلاد.
وعن الصعوبات التي واجهت الفريق العامل في مشروع استزراع الروبيان، ذكرت شيرين السبيعي ان اغلبها الدورة المستندية البطيئة وخاصة في المشاريع الحكومية، مناشدة ان «يتم تذليل الصعوبات وتقليل المدة الزمنية والمستندية لمثل هذه المشاريع، فمن غير المعقول ان طلب جهاز من الخارج يستمر سنة ونصف السنة حتى يصل الينا، بسبب هذا التأخير في الدورة المستندية ولجنة المناقصات» مثمنة دور مديرة معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتورة سميرة السيد عمر، ورئيسة لجنة متابعة المبادرات الحكومية الدكتورة عفاف الناصر، على تقديمهما للتسهيلات وحل المعوقات التي تواجه عملها.
وطمأنت السبيعي الى ان «طعم الروبيان المستزرع لا يختلف مذاقه عن الروبيان المحلي المصطاد من البحر، والروبيان المستزرع انظف واجود من الذي يتم استيراده خاصة ونحن نقدم افضل انواع الاعلاف الغنية بالبروتينات ولدينا تحكم في بيئة واحواض الزراعة وفلترة المياه الداخلة له.
وعن اختلاف الالوان بينهما اكدت السبيعي الى ان ذلك يعود الى اختلاف الاحواض التي يتم الاستزراع بها ولكن الطعم واحد.
وعن المشاريع المستقبلية اكدت السبيعي ان المعهد سيطلق مشروع«مفقسة روبيان»تعمل على مدار السنة وتنتج يرقات الروبيان للسوق المحلي او لمشاريع المعهد او اطلاقها في المياه الكويتية لتعزيز المخزون البحري من الروبيان، بعد التنسيق مع هيئة البيئة، بالاضافة إلى انه جار تجهيز مشروع استزراع الروبيان للمرحلة الثالثة في«بر قضي»شمال جون الكويت الذي سينتج على مستوى تجاري على ان يبدأ العمل الانشائي العام المقبل والمتوقع الانتاج 200 طن سنويا وسيشمل المشروع انشاء مقفسة للروبيان ومصنع تعليب للروبيان ومصنع اعلاف
وبينت ان المعهد يقدم الاستشارات للراغبين في الاستثمار في مجال استزراع الروبيان، بدءا من تقييم مزرعة المستثمر واحواض الاستزراع ونقل التقنية لاستمرارية الانتاج دون اي معوقات، بهدف تشجيع الاخرين مما يحقق الامن الغذائي للبلاد من الروبيان وخلق سوق عمل للكويتيين، وخصوصا ان هذا النوع من المشاريع تبنى عليه صناعات اخرى كالاعلاف والخدمات الفنية ومخرجات تعليمية في الجامعة والتطبيقي.
وعن التعاون مع الصندوق الوطني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، اكدت السبيعي ان«هناك تعاونا بين الصندوق ومعهد الابحاث والذي سيتوج بتوقيع مذكرة تفاهم بينهما، لدراسة وتقييم المشاريع التي تدخل ضمن اختصاصات المعهد كاستزراع الروبيان، حيث تقدم 13 مستثمرا لاقامة مشاريع استزراع الروبيان، وقدم المعهد دوره تدريبية لهم وبانتظار الجهات الاخرى لتقديم الدعم اللازم لهم، بالاضافة الى الاستعداد لقيام المعهد بعقد دورة تدريبية مكثفة عملية لمن يوافق الصندوق على اقامة ودعم مشروعه».

الراي

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى