السعوديةفنون

زوجة كاتب العاصوف تصف آخر أيامه.. وقصة لقائه بالقصبي

لا يمكن لأحد أن يتخيل أن كاتب مسلسل #العاصوف ، وهي “الرياح الشديدة” كما يسميها أهل السعودية، كان صاحب قلب ضعيف منذ مرحلة المراهقة.

ففي حياة عبدالرحمن الوابلي، الذي نقل للمشاهدين حياة الناس في الرياض في مرحلة السبعينات الميلادية، وكتبها بطريقة مختلفة، عبر خمسة أجزاء، كتب جزأين منها فقط، وبدأ في الثالث قبل أن يرحل في 25 مارس 2016 عن عمر يناهز 57 عاماً، “مأساة” ومرض، وقلب ضعيف.

ففي عمر الـ 19، سقط عبدالرحمن الوابلي مريضاً وهو في بيت خاله في الرياض، مرتحلاً من مدينته بريدة بمنقطة القصيم، ليكمل دراسته الجامعية.

أما سبب مرضه فكان شقيقه الأكبر ووالدته وشقيقه الأصغر يوسف، بعد أن تعرضوا لحادث مؤسف خلال رحلة العودة بعد أن اطمأنوا على صحة الشاب الصغير عبدالرحمن.

قلب “عبدالرحمن” الضعيف، الذي تعرض منذ ريعان شبابه لألم الفقدان، أعطاه قوة غير عادية في مجتمعه، فقد ناقش بصلابة أفكارا مختلفة من خلال مقالاته في جريدة الوطن، أو عبر حلقات طاش وسيلفي التي كتبها.

فحياة عبدالرحمن التي مُلئت بالأحداث والتجارب، منذ أن غادر البلاد مبتعثاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليكمل هناك دراسة الماجستير والدكتوراه، ويعود محاضراً بكلية الملك خالد العسكرية، لم تهدأ يوماً، بل ضجت بألم التفاصيل.

وعن تلك الحياة بتفاصيلها الأخيرة، وعلاقته بأبنائه، تحدثت زوجته، لطيفة العييري، لـ”العربية.نت”، مختصرة إياها في أيام حياته الأخيرة.

آخر يوم في حياة الوابلي
وقالت العييري لـ”العربية.نت”: “لم يكن عبدالرحمن في أيامه الأخيرة مرتاحاً، فقد كان قلقاً، يسابق الزمن لإنهاء كتابة العاصوف، تلك القصة التي عكف عليها طوال الفترة الماضية وحتى وفاته”. وتابعت: “ربما كانت أحد أسباب رحيله، لما بذله من جهد أتعب قلبه المتعب”.

وعن آخر يوم كان فيه الدكتور عبدالرحمن الوابلي معها في المنزل، قالت العييري القصة، مغالبة الدموع: “كان يوماً لا ينسى، فقد كان متعباً وأخذ موعداً بأحد المستشفيات، وعاد مجهداً، وعندما سمعني في مكالمة هاتفية ألغي مناسبة عندي في المنزل، رفض وقال أنا بخير”.

وأكملت قائلة: “ذهب إلى غرفته وخلد للنوم، بعد يوم متعب له في المستشفى، في حين جلسنا في خيمة صغيرة في المنزل مع بعض الضيوف، وكانت ابنتي “تفاني” تذهب ما بين الفترة والأخرى لتطمئن عليه في غرفة نومه، وعندما غادر الضيوف دخلت غرفته، ووجدته ملقى على الأرض، فرفعته إلى السرير وقمت بتغطيته، لكنه كان متعباً، وعندما طلبنا سيارة إسعاف، كان الموت أسرع من إسعافه فرحل”.

ابنته والوداع الأخير
من جهتها، تحدثت ابنته “فدا” عن دعمه ومساندته لها طوال ابتعاثها، وكيف شجعها، مستذكرة كيف طمأنتها كلماته حين كانت قريبة من موعد بعثتها الحكومية، وكيف تعهد لها بأنه سيجعلها تكمل على حسابه.

وقالت فدا: “لم أكن متعودة على وداعه حين أغادر الرياض بسبب انشغاله الدائم، فأنا أسكن الجبيل مع زوجي، لكن في الشهر الأخير من حياة والدي، طلب مني أن أنتظر حتى يأتي ليودعني، وكأنه يعرف أنه الوداع الأخير”.

جزء من الحياة
إلى ذلك، تذكرت زوجته لطيفة العييري ذكريات زواجها بالدكتور عبدالرحمن الوابلي في عام 1402هـ، وسفرهما سوياً إلى الولايات المتحدة، حيث عاشا هناك 12 عاماً ، أنهى خلالها دراسته الجامعية.

ليعود الوابلي، بعد سنوات الغربة تلك، إلى أرض الوطن وقد رزق بأبنائه “جهاد” و”فدا” و”تفاني” و”عروبة” ويبدأ رحلة العمل محاضراً في كلية الملك خالد العسكرية، وكاتباً في إحدى الصحف السعودية.

قصة اللقاء مع ناصر القصبي
أما عن لقائه بـ #ناصر_القصبي، فقالت لطيفة: “لم يكن عبدالرحمن راضياً عندما كنا نجتمع في رمضان لنشاهد طاش ما طاش، وكان يتركنا ويذهب لمشاهدة برامج مختلفة، قائلاً: لا يوجد شيء تتفرجون عليه في هذا البرنامج، قاصداً أن ما يعرض لا يتعدى القشور التي لا تفيد ولا تناقش شيئاً فهي مجرد تسلية”.

وأوضحت: “كنت أتردد على مشغل نسائي، وكانت شركة “الهدف” المنتجة لطاش ما طاش قريبة من المشغل، فقادته قدماه يوماً بعد أن أوصلني، إلى مقر الشركة ليعترض على ما يقدم، فدخل ووجد السدحان والقصبي، وأبدى اعتراضه بكل صراحة”.

وختمت قائلة: “عندها أسندوا إليه له كتابة أول عمل له، بعد أن شكوا من عدم وجود نصوص جيدة، فكتب دون سابق تجربة حلقة “بدون محرم”، وقد لاقت نجاحاً كبيراً، ثم عاد وكتب بعدها العديد من الحلقات في #طاش و #سيلفي .

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى