إندبندنت: شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تشدد الحراسة على مراكز المهاجرين.. واليمين يهدد المسلمين بحرق أطفالهم
عربي تريند_ قالت صحيفة “إندبندنت” في تقرير أعدته محررة الشؤون الداخلية ليز ديردن، إن شرطة مكافحة الإرهاب تقوم بمراقبة التهديدات ضد المهاجرين في مراكز الاستقبال والفنادق، في وقت احتفل اليمين المتطرف بالهجوم على مركز “دوفر” ودعواتهم لمزيد من الهجمات بالقنابل الحارقة.
وقامت الشرطة بمراجعة كل الترتيبات الأمنية في أماكن استيعاب طالبي اللجوء السياسي، بعد الهجوم بقنبلة حارقة على مركز استقبال المهاجرين في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي قالت الشرطة إنه مدفوع بأيديولوجية اليمين المتطرف.
وقالت الصحيفة إن أندرو ليك (60 عاما) قام بإلقاء جهاز حارق من سيارته على ويسترن جيت فويل، قبل أن يقود سيارته باتجاه محطة وقود ويقتل نفسه. وجاء الهجوم بعد محاولات إرهاب مزعومة تستهدف المحامين الذين يمثلون مهاجرين على القوارب الصغيرة في أيلول/ سبتمبر 2020، وهي القضية التي تنتظر المحاكمة، إلى جانب قضية أخرى تتعلق بمراهق يعتنق عقيدة النازيين الجدد، والذي هدد بالهجوم على مركز لطالبي اللجوء في دوفر بقنابل مولوتوف. وكتب المراهق على منبر لجماعات اليمين المتطرف: “أخطط للقيام بالهجوم ضد شاطئ دوفر حيث يمنح كل مسلم ولاجئ الأمان.. لو كنت مهتما فأخبرني الآن”.
واعترف المراهق الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسباب قانونية، بأنه شجع على الإرهاب، وامتلك كتب إرشادات بما فيها تعليمات حول كيفية صناعة قنبلة حارقة في البيت خلال العام الماضي ولكن لم يتم سجنه”.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب، قوله إن عناصر الشرطة “يعملون على مدار الساعة لمراقبة وتقييم أي خبر يبرز، أو أي تهديد إرهابي محتمل”. وتظهر السجلات لأندرو ليك على فيسبوك وتويتر، أنه دعم جماعات اليمين المتطرف، وكان له اهتمام كبير بالمهاجرين الذين يعبرون القنال الإنكليزي، وكان يتابع أخبار الناشطين الذي يوثقون عبور القوارب الصغيرة.
وفي تغريدة نشرها قبل الهجوم، تعهد ليك بـ”محوهم” وحرق المسلمين والأطفال أحياء. ووثقت “إندبندنت” عددا من المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، والتي احتفلت بهجوم ليك، وهددت بمزيد من العنف على قنوات اليمين المتطرف في تطبيق تيليغرام. ووصفه عدد من المتطرفين البارزين والجماعات المتطرفة بـ”البطل” و”الأسطورة” الذي “أظهر أن واحدا منا (رجل أبيض) لديه الشجاعة”. وكتب رجل: “هذه هي البداية” مضيفا: “ستندلع النيران بالفنادق في وقت ما”.
وتحسر الكثير من المتطرفين على فكرة أن الهجوم لم يسفر عن قتل أو جرح أي من طالبي اللجوء السياسي، ووصفوا انتحاره، وهو محل تحقيق للشرطة، بأنه “مأساة”.
وجاء في منشور: “حان وقت نهوض الوطنيين… لنجعل هذه بداية المواجهة، فقد حان الوقت”. وفي فيديو بُث بعد أيام من الهجوم، لام زعيم “البديل الوطني” وهي جماعة قومية من المتفوقين العنصريين البيض، “المؤسسة” وزعم أن القنابل النارية تم استخدامها كسلاح ضد البريطانيين الأصلييين. وقال مارك كوليت، الناشط السابق في الحزب القومي البريطاني: “الضحية الحقيقية هنا هو الرجل الذي نفذ الهجوم”. وقال كوليت إنه نبذ الإرهاب، إلا أنه قال زاعما إن الكثير من الشباب يمكن أن “يسيروا في هذا الطريق المظلم المؤسف” لأنهم “مضطهدون من نظام العولمة المعادي للبيض”.
وأصبحت القوارب الصغيرة التي تجتاز القنال الإنكليزي محل تركيز للجماعات اليمينية المتطرفة في بريطانيا، ممن دعمت وصف وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان لموجات المهاجرين بأنها “غزو”، بعد يوم من انتحار ليك.
وقالت الصحيفة إنه تم تصوير عدد من الفنادق التي تستخدم لإيواء طالبي اللجوء، وفي يوم السبت، ذهب عدد من أفراد مجموعة “بريطانيا أولا” إلى مركز مانستون لاستقبال المهاجرين في كينت. وحمل الناشطون الأعلام البريطانية ويافطات “أغلقوا مركز المهاجرين”. والتقط بول غولدينغ صورة له وهو يُدفع بعيدا عن بوابة المركز من قبل الحرس.
ويتم وضع معظم اللاجئين في القاعدة العسكرية السابقة، وكل المهاجرين يتم نقلهم بداية إلى ويسترن جيت فويل، واستوعبت القاعدة في الفترة الأخيرة، 4 آلاف لاجئ في ظروف سيئة، وتم تخفيض العدد بعد تقارير عن اضطرابات وانتشار الأمراض.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن “أمن وسلامة مواقعنا ومَن هم محل عنايتنا، يتم التعامل معها بجدية وتظل الأولوية الكبرى. قمنا بمراجعة تقييمنا للمخاطر منذ الهجوم الصادم في ويسترن جيت فويل، واتخذنا الخطوات لحماية مَن هم تحت رعايتنا”. مضيفا: “لا يزال تحقيق الشرطة في حادث دوفر مستمرا، وليس من المناسب تقديم مزيد من المعلومات”.